Dec 14, 2023 2:09 PM
خاص

حرب أوكرانيا قربت روسيا من إيران...ماذا عن "طوفان الأقصى"؟

يولا هاشم

المركزية – تعمّقت العلاقات الروسية - الإيرانية في السنوات الأخيرة، بعد أن دفعت العزلة الدولية البلدين نحو مزيد من التعاون التجاري والعسكري. وخلال زيارته الأسبوع الماضي إلى موسكو تعهد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بتعميق العلاقات بين البلدين، وذلك بعد يوم من زيارة نادرة للزعيم الروسي إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. هذا التقارب أقلق أوروبا، حيث خلص تقرير صدر عن مركز العلاقات الخارجية الأوروبي منذ فترة، إلى ان هذا التنسيق والتعاون يهدد النفوذ الغربي والنظام الدولي.

فمنذ انطلاق الغزو الروسي على أوكرانيا، وجدت موسكو نفسها محاصرة تحت نير العقوبات القاسية. ومع استمرار الحرب، واستنزاف عتادها وعديدها لم يبق أمامها سوى اللجوء إلى بعض الحلفاء، فكانت إيران أولاً، لتليها مؤخراً كوريا الشمالية. أما الصين فعلى الرغم من اصطفافها بخجل إلى جانب الكرملين، إلا أنها لم تتورط رسمياً حتى الساعة في دعم الروس عسكرياً، وإن كانت بعض التحليلات المخابراتية الأميركية ألمحت إلى العكس. فهل يدعو التقارب الايراني – الروسي الى القلق أم أنه مجرد زواج مصلحة؟

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يقول لـ"المركزية": تجمع روسيا وايران اليوم خصومة للولايات المتحدة الاميركية، كما ان البلدين في شبه حرب معها. لا يمكن القول ان العلاقة مع واشنطن أصبحت متوترة، لكن روسيا تواجه الولايات المتحدة ولو بطريقة غير مباشرة على الأرض الاوكرانية. كما ان ايران عبر حلفائها في المنطقة منخرطة ايضا في حرب غير مباشرة مع الولايات المتحدة او أحد حلفائها وتستهدف مواقع أميركية في المنطقة".

ويضيف: "في المقابل، هناك تعاون عسكري بينهما، لا سيما في مسألة المسيرات الايرانية التي ساهمت في تعزيز موازين القوى لصالح موسكو في اوكرانيا، وهناك كلام عن تعاون عسكري في الشرق الأوسط، تقدّمه روسيا لايران، لهذا سمعنا منذ أيام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ينتقد التعاون الروسي - الايراني، وهذه هي المرة الاولى التي يخرج فيها عن حياده بمسألة صراع روسيا مع الغرب، لأنه في عز الحرب الاوكرانية الروسية وقف على الحياد ولم يلتزم العقوبات الاميركية. إلى هذه الدرجة ذهب نتنياهو بعيدا في دعم روسيا. هذا الموقف المستجد سببه أن شريكه الاميركي ركض اليوم لنجدته عندما تعرّض لعملية 7 اكتوبر. هو لم يكن من الداعمين له او وقف الى جانبه في الحرب الدائرة في اوكرانيا".

ويتابع نادر: "بطبيعة الحال، كل فريق يحاول أن يستميل الثاني لتعزيز موقعه التفاوضي، أكثر من الأمور الأخرى التي تفرق ايران عن روسيا. قد يكون القدر جمعهما. موسكو لا ترتاح أبداً لدعم ايران للمجموعات المتطرفة، لأن هذا يهدد عمقها الاستراتيجي، وبالتالي هناك بعض المواضيع او المسائل التي تتعلق بالمصالح او الاجندة الايرانية لا تتلاقى مع الاجندة الروسية، لكن النقاط التي تجمعهما أكثر، وهي تلك التي تحدثنا عنها".

ويؤكد ان "من الامور التي فرقت روسيا وايران في المرحلة الماضية، انهما اصبحتا في فترة من الفترات شريكتين متنافستين في الداخل السوري، كان وما زال هناك صراع ومنافسة بين الأطراف الداعمة او المنضوية تحت جناح روسيا وتلك المنضوية تحت جناح ايران في الداخل السوري، وكانت اسرائيل تستفيد من هذا التنافس، وأيضاً الدول العربية التي حاولت أن تلعب ورقة روسيا في مواجهة ايران".

ويختم نادر: "هذا الأمر اليوم لم يعد موجوداً كما في السابق، عاد التعاون الايراني - الروسي كما كان في بداية الحرب السورية. لذلك نرى الافرقاء الذين حاولوا ان يلعبوا الورقة الروسية ضد الورقة الايرانية، أعادوا النظر بمواقفهم، خاصة موقف اسرائيل الأخير".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o