Dec 12, 2023 4:17 PM
خاص

مفاوضات على صفيح الجنوب الساخن...تفعيل الـ 1701 أو الجحيم من الناقورة إلى ما بعد بعبدا

جوانا فرحات

المركزية – عبثاً يبدو الكلام بعد التصعيد العسكري من قبل إسرائيل على جنوب لبنان عن "الإلتزام بقواعد الإشتباك". فالواقع العسكري على الأرض يحدد القاعدة التي  ترتكز على سيناريو سياسي وديبلوماسي وعسكري وأمني يؤشر إلى أن الوضع في الجنوب خطير جداً في ظل صمت غير مبرر يصل إلى حد الغيبوبة من قبل الدولة اللبنانية. ويُخشى أن يكون الثمن هذه المرة في السياسة عندما نصل إلى الطرح اللوجستي. آنذاك الأسئلة ستكون كثيرة ومتشعبة أبرزها :ما هو الثمن الذي ستقبضه  إيران من الجنوب من خلال حزب الله؟

منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" والرد الإسرائيلي عليها بعملية"السيوف الحديدية" تحولت أنظار القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى الجبهة الشمالية مع لبنان. وعلى رغم كل التحذيرات الأميركية والسعودية والقطرية والأوروبية وتحديدا الفرنسية من توسع رقعة الحرب في الجنوب استمر التصعيد على الجبهة وتخطى حدود قواعد الإشتباك التي ارتسمت منذ العام 2006 وفق قرار مجلس الأمن 1701 .

الكاتب والمحلل الجيو-سياسي الدكتور جورج أبوصعب يؤكد أن ما يحصل في الجنوب اللبناني هو من تداعيات الحرب في غزة وما يرسم في المنطقة على ضوء المفاوضات التي تجري "من فوق الطاولة أو تحتها مع الجانب الإسرائيلي والأميركي والفرنسي".

ويلفت عبر "المركزية" إلى وجود مساعٍ حثيثة تقوم بها كل من فرنسا والسعودية وقطر من أجل تجنيب لبنان الإنغماس في الصراع القائم في غزة خصوصا أن هناك قرارا إسرائيليا مدعوما من الجانب الأميركي والأوروبي إلى حد ما، بضرورة الإنتهاء من كل ما له علاقة بوكلاء إيران في المنطقة".

رد حزب الله على مواقف الغرب من إقحام الحزب لبنان في حرب غزة اوجزها المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رداً  على رسالة مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه حول القرار 1701 من التصعيد وإقحام لبنان في الحرب،فقال "لعبة التخويف انتهت والتباكي على لبنان بخلفية مقررات 1701 بكاء مزيف، واللعب بملف الـ 1701 لعب بالنار، ولبنان وكيانه واستقلاله وسيادته يدورون في فلك المقاومة ومعركتها السيادية، والحدود الجنوبية رأس سيادة لبنان". فهل تندرج مواقف المجتمع الدولي في إطار إبعاد لبنان والجنوب تحديدا عن مرمى الصواريخ الإسرائيلية وما هو رد فعل الحزب؟

" القرار الإسرائيلي بإنهاء ما له علاقة بوكلاء إيران في المنطقة بدأ في غزة بإنهاء حماس عسكرياً. والمرحلة الثانية ستكون باتجاه الحوثيين الذين بدأوا يتلمسون حجم التهديدات الإسرائيلية ونيتها بإنهاء وكلاء إيران في المنطقة. ومن هنا نفهم تحركهم عسكريا باتجاه القواعد الأميركية ".

أما جنوبا فيؤكد أبو صعب بأن "قرار إسرائيل هو إبعاد حزب الله عن الحدود والتراجع 30 كيلومتراً جنوب الليطاني .وهذا القرار لا رجوع عنه لأنها متمسكة بمبدأ حماية حدودها الشمالية وبالتالي فهي مصممة على إنهاء هذا الوجود عملا بالمثل القائل"عليّ وعلى أعدائي".

ثمة من لا يزال على قناعة بأن قرار تراجع حزب الله 30 كيلومترا يعود إلى الحزب "وهذا خطأ. القرار بيد إيران، وهي متمسكة بلبنان أكثر من أي محور آخر"حتى أنها مستعدة أن تتخلى عن بشار الأسد وسوريا ولا تتخلى عن لبنان. وما تريده الأخيرة ينفذه الحزب.وبالتالي إذا حصلت على "الثمن" المطلوب ينسحب حزب الله إلى جنوب الليطاني ".

يبقى الرهان على "الثمن" الذي سيرضي إيران فهل يكون في السياسة بعد انتهاء الحرب؟ "الأسعار غير مرتبطة بالمكان إنما بجيوبوليتيك المنطقة" يقول أبو صعب موضحا أن "الثمن" الأول سيكون في العراق بحيث يكون لإيران هامش أوسع في الحقوق والسلطة. أما في لبنان فلا بد من الإعتراف بأن إيران تملك سلطة القرار سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية كما في قرار الحرب والسلم وفي الإقتصاد والمالية...لكن من ضمن الأثمان المرتقبة في ضوء الحرب في غزة، أن يحصل تعديل في النظام اللبناني، وهذا ما ترفضه المملكة العربية السعودية حتى الآن لأنها تعتبر أن اتفاق الطائف لا يمس. لكن بتقديري فإن الثمن الذي ستحصل عليه إيران في لبنان يدور في فلك الحفاظ على الحزب كقوة سياسية في لبنان لأنه في حال التزم الأخير بتنفيذ القرار 1701 فإنه سيترافق مع ترسيم الحدود البرية. من هنا جاءت زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت الشهر الماضي وما تردد عن تسوية مفادها إنسحاب حزب الله 30 كيلومترا نحو جنوبي الليطاني مقابل استعادة لبنان مزارع شبعا والغجر وكفرشوبا.وبذلك لا تعود للحزب أية ذريعة للتمسك بسلاحه ".

ما لم يقله هوكشتاين في بيروت سمعه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي التقاه في دبي منذ أربعة أيام لبحث ما قد يحصل في لبنان في اليوم التالي لانتهاء حرب غزة لأن أي نقاش حول الـ 1701 أو ترسيم الحدود البرية، يبدأ فقط بعد وقف إطلاق النار.

كل هذه المفاوضات تجري على صفيح الجنوب الساخن وربما بيروت غدا. وهذا يتوقف على الحسابات الإقليمية" إذ لا شيء يحصل في لبنان إلا وفق حسابات إقليمية وأكاد أقول دولية . وبالتالي لا حل منفصل عن المنطقة.  فإذا كانت هناك تجاذبات سترتد سلباً على لبنان وإذا أسفرت المفاوضات عن تفاهمات باتجاه تفعيل القرار 1701 سترتد إيجاباً على الجنوب وإلا كل فإن كل الإحتمالات واردة من الناقورة إلى قصر بعبدا وربما أبعد " يختم أبو صعب.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o