Dec 12, 2023 1:06 PM
خاص

ايران تتشدد نوويا "مرحليا".. وتعود للتفاوض بعد تسوية غزة

لورا يمين

المركزية- قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن إيران "لا ترى ضرورة لاتفاق نووي آخر" وإن الاتفاق الحالي "يحدد واجبات والتزامات كل طرف"، معرباً في سياق آخر عن إدانته استخدام واشنطن الفيتو ضد قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة. وأضاف كنعاني في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الاثنين، رداً على سؤال بشأن أفكار لإبرام اتفاق نووي ثان بعد فشل الاتفاق النووي المبرم عام 2018، أن "الأفكار تطرح من قبل أولئك الذين تخلوا عن التزاماتهم في إطار الاتفاق النووي، ومن خلال طرح أفكار انحرافية يسعون إلى التهرب من المسؤولية". ‎وتابع أن "الاتفاق النووي قائم وإيران تلتزم به وأميركا هي التي انسحبت منه"، لافتاً إلى أنّ "المسار الدبلوماسي مفتوح وليس هناك تطور جديد" في المفاوضات النووية. 

يأتي هذه الموقف، بعد ان كان وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، قال في نهاية الاسبوع، إنه "كلما مضى الوقت أصبح الاتفاق النووي بلا جدوى"، غير أنه استدرك بالقول إن "ذلك لا يعني إخراج الاتفاق من على الطاولة"، مشيراً في كلمة أمام طلبة جامعة طهران إلى أن "المباحثات لإحياء الاتفاق أجريت على نحو كبير وفي مناسبات عديدة". وأضاف أمير عبد اللهيان، أن "خطوطنا الحمراء لم تحترم من قبل الطرف الآخر، واليوم لسنا على طريق التوقيع على اتفاق "لإحياء الاتفاق" الذي جرى التوصل إليه عام 2015، والذي يقيّد أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. وشدد عبد اللهيان على أن "الاتفاق النووي رغم إشكالياته سنستفيد منه إن حقق مصالحنا... لن نبقى إلى الأبد في نفق الاتفاق النووي الضيق".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن ايران تبدي تشددا في رفض الاتفاق النووي اليوم، الا انها لا تعلن او لم تعلن حتى الساعة انها صرفت النظر نهائيا عن احيائه في صيغة جديدة اذا جاز القول. ووفق المصادر، فإن هذه الرمادية حيث تعتمد طهران سياسة "ضربة عالحافر وضربة عالمسمار" كما يقول المثل اللبناني الشعبي، غرضها ابقاء الباب مفتوحا على استئناف مفاوضاتها مع واشنطن.
فاليوم، كل شيء معلّف بسبب التطورات في غزة، والجمهورية الاسلامية ليست في وارد اراحة الولايات المتحدة عبر ابلاغها بأن مساعي العودة الى "النووي" ستُستأنف بعد وقف النار في الاراضي المحتلة، بل على العكس، هي تتوخى الضغط عليها عبر التصعيد في موقفها من الاتفاق والتصوير وكأنه بات غير ذي جدوى.

غير ان المصادر ترجّح انه وبعد التسوية للحرب على غزة، فإن الايجابية التي كانت تسود الضفة الايرانية الاميركية، ستنتعش وسيتم في المرحلة المقبلة، احياء المحادثات تدريجيا وصولا ربما الى العودة الى فيينا... وللتذكير فإنه عشية 7 تشرين، كانت الدولتان، توصلتا  إلى صفقة تبادل للسجناء، شملت أيضاً الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمّدة في الخارج.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o