Dec 06, 2023 4:23 PM
خاص

الحزب يستنهض التكفيريين وطلائع حماس بحرب غزة..مخيمات الشتات قنبلة موقوتة

جوانا فرحات

المركزية- ما بين خبر إعلان ممثل حركة حماس في لبنان تأسيس "طلائع طوفان الأقصى" والمعلومات التي وصلت إلى جهات لبنانية عبر سفارة دولة عربية ومفادها  أنّ هناك أكثر من 300 إسلامي وتكفيري انتشروا في الجنوب للمشاركة في نصرة غزة، أكثر من قنبلة موقوتة تم زرعها وهي معدّة للتفجير في مهلة قد لا تنتظر انتهاء الحرب في غزة.

وإن كان البيان التوضيحي لحركة حماس الذي نفى فيه الناطق بإسمها أي طابع عسكري لـ"الطلائع" إلا أن طليعة خبر وجود حوالى 300 "طلائعي" تكفيري لنصرة غزة في الجنوب يؤشر إلى ما هو أبعد من الحرب عند الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، وهو يرتبط مباشرة بمسألة مخيمات الشتات في لبنان حيث السؤال المصيري المطروح: لمن سيكون القرار داخل هذه المخيمات ومن يمسك زمام الأرض فيها؟

مستغرباً اليقظة غير المتوقعة والدهشة لدى بعض الأوساط بوجود "إسلاميين وتكفيريين" في الجنوب الآن ، يؤكد رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية في لبنان طوني نيسي أن "المخيمات الفلسطينية كانت ولا تزال تشكل بؤرة فساد وملجأ للمطلوبين من كل دول العالم العربي ". ويسرد بعض الأمثلة" قتلة القضاة الأربعة في صيدا ما زالوا يسرحون ويمرحون في مخيم عين الحلوة والكل يعلم!. حتى ان المطلوبين من التكفيريين الإسلاميين الذين ارتكبوا جرائم بحق الجيش اللبناني في حرب مخيم نهر البارد لجأوا إلى المخيمات الفلسطينية. ولن ننسى كيف كانت الفصائل المسلحة والتنظيمات الإسلامية المتشددة تنعي استشهادييها الذين نفذوا عمليات إنتحارية داخل قواعد أميركية في العراق. كل هذا الكلام يؤكد أن الحديث عن وجود تكفيريين إسلاميين متأخر ولا أحد قادر أن يضبطهم".

الجديد واللافت بحسب نيسي هو محاولة تحويل الجنوب إلى "حماس لاند" جديد بعدما كان الكلام عن "فتح لاند". وهذا الأمر ليس صدفة "ويأتي ردا على الكلام الذي يتردد في أوساط الأمم المتحدة حول ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملا وليس جزئيا كما هو حاصل اليوم بحيث نص في بنوده على ضرورة نزع سلاح الميليشيات أي سلاح حزب الله وانسحاب الأخير إلى شمال الليطاني على مسافة 40 كيلومتراً ونشر الجيش اللبناني على الحدود الفاصلة بين لبنان وإسرائيل بحيث يكون عدد العناصر موازيا لعدد عناصر قوات الطوارئ الدولية".

هذا الحراك الأممي أزعج على ما يبدو حزب الله، فقرر الإلتفاف عليه من خلال استقطاب الفصائل التابعة لحركة حماس وعناصر من التكفيريين الإسلاميين وقادة حماس الذين فروا عبر الأنفاق من غزة خلال فترة الهدنة بين حماس وإسرائيل. والسؤال الذي يطرح بحسب نيسي:" هل يُقدِم حزب الله على رفع سعر فاتورة الحرب في غزة؟ وهل سيكون التطبيق الجزئي للقرار 1701 هو الثمن على أن يتم تحصيل قيمة الفاتورة في السياسة اللبنانية؟". ويضيف"المطلوب اليوم قيادة واعية تمنع الحزب وحلفاءه بأن يكونوا المفاوضين الرسميين في ظل الكلام الجدي داخل أروقة الأمم المتحدة حول ضرورة انسحاب الحزب إلى شمالي الليطاني ".

ما لم يفعله حزب الله في غزة على غرار دخوله عسكريا  في الحرب السورية استعاض عنه بإعادة استنهاض الحركات المسلحة المعروفة بالحركات الوطنية. وعلى ما يبدو فإن المخطط الذي يعدّ له الحزب بدءا من الإلتفاف على قرارات الأمم المتحدة يقوم على إقحام الحركات الإسلامية وفصائل حركة حماس في حرب مخيمات الشتات في لبنان للقضاء على سلطة منظمة التحرير الفلسطينية التي لا تزال الناطق الرسمي الوحيد بإسم الفلسطينيين في الداخل اللبناني وحتى بالنسبة إلى اللجنة الخماسية التي لم تأتِ على ذكر إسم حركة حماس في بيانها وأيضا بالنسبة إلى جامعة الدول العربية. وفي هذا الإطار يشير نيسي إلى أن الحديث اليوم في غزة يتمحور حول السؤال التالي: من سيفاوض بعد غزة، السلطة الفلسطينية أم حركة حماس؟".ومن يمسك بقرار مخيمات الشتات في لبنان؟ وبالتالي فإن مسألة المخيمات ستكون أحد أبرز الأسلحة للتفاوض ما بعد غزة وهذا طبيعي".

وإذ يشير نيسي إلى أن عملية إدخال التكفيريين الإسلاميين إلى الجنوب تحت حجة نصرة غزة هو ترجمة لوحدة الساحات، يذهب إلى حد الإعتقاد بأن المعارك بين حماس وفتح في المخيمات الفلسطينية في لبنان قد تندلع قبل انتهاء حرب غزة. وفي حال استجابت الفصائل لنداء حماس وانضمت إلى "طلائع فصائل الأقصى" فان حرب المخيمات تنتهي بأسرع مما هو متوقع والحسم سيكون لحماس".

حتى الآن لا تزال منظمة التحرير الفلسطينية الناطق الرسمي بإسم الفلسطينيين لكن حماس تريد استعادة سيناريو غزة في المخيمات الفلسطينية. وإذا قرر حزب الله إنهاء منظمة التحرير فالأخيرة ستسلم بالأمر الواقع لأن لا قدرة لها على المقاومة.

إنطلاقا من هذا السيناريو، ينبّه نيسي مما يحصل في الجنوب اليوم ويصف الوضع بالخطير "هناك حركة سياسية وديبلوماسية وعسكرية وأمنية في الجنوب، والدولة اللبنانية شعبا وجيشا ومؤسسات في حال غيبوبة، وأخشى أن ندفع الثمن في السياسة لأن الدول العربية باتت في مقلب آخر عما كانت عليه سابقا. وبالتالي قد تكون المخيمات بؤرة صراع جديدة ويجب أن نكون جاهزين".

"حتى الآن ما زلنا في هامش الكباش السياسي لكن عندما نصل إلى الطرح اللوجستي فالأسئلة كثيرة ومتشعبة أبرزها ما هو الثمن الذي سيقبضه الحزب من الجنوب ؟"يختم نيسي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o