Dec 05, 2023 7:03 AM
صحف

التمديد لقائد الجيش: تعقيد

حال من الارتجاج الكامل تسود المشهد الداخلي العام، ويؤرجح البلد وسط ما يبدو انّه مثلث التصعيد الجنوبي والتعطيل الرئاسي والتعقيد في ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.

فعلى المستوى الجنوبي، فمآل هذه الجبهة المفتوحة، تقرّره التطورات العسكرية التي دخلت في الآونة الاخيرة مرحلة تصعيد أكبر. واما على خط ملف رئاسة الجمهورية فتحريكه في الاتجاه الذي يفضي الى التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية، دونه تعقيدات الداخل والاصطفافات المانعة له، وكذلك اولويات الخارج المحصورة فقط بتطورات حرب الإبادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة.

وبحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، انّه على الرغم من الحراك الفرنسي الاخير عبر حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، لتحريك الملف الرئاسي، وقبله الحراك القطري واللقاءات المكثفة التي اجراها الموفد القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني في بيروت، فإنّ التحريك الجدّي لهذا الملف ينتظر قوة الدفع الاميركية له، وهو ما لم تبادر اليه واشنطن حتى الآن.

بحسب المعلومات الموثوقة، فإنّ عائدين من واشنطن كشفوا انّ التركيز الاميركي منصب على غزة، كما على إعادة الامساك بجبهة اوكرانيا، ولم يلمسوا لدى مسؤولين في الادارة الاميركية اي توجّه حالياً لمقاربة فاعلة ومباشرة من قبل واشنطن للملف الرئاسي في لبنان، بل يكتفون بتكرار انّ انتخاب رئيس للجمهورية يجب ان يحدث، يليه تكليف رئيس للحكومة فتشكيل حكومة نظيفة وقادرة على استعادة الثقة المحلية والخارجية. ويجب أن يعمل الرئيس والحكومة وفق نهج إصلاحي ودعم المسار نحو خطة تعافٍ اجتماعي واقتصادي فعّالة وتنفيذ برنامج إصلاح شامل، وفق ما جرى الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي. الّا انّ أقصى اهتمام الاميركيين في لبنان في هذه المرحلة، هما امران، الاول، عدم تصعيد الوضع في جنوب لبنان، ومنع "حزب الله" من جرّ لبنان الى حرب مع اسرائيل، والثاني هو انّ الاميركيين مهتمون بشكل ملحوظ بموضوع قيادة الجيش اللبناني وضرورة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون.

وفيما تردّد انّ ملف التمديد لقائد الجيش، كان حاضراً في لقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالسفيرة الاميركية دوروثي شيا، علمت "الجمهورية" انّ حركة اتصالات سياسية وحكومية تكثفت في الساعات الاخيرة لإيجاد حلول ومخارج لهذا الملف الذي ما زال يراوح في دائرة التعطيل.

وبحسب المعلومات، فإنّ هذه الاتصالات تركّزت على اولوية ان تتلقف الحكومة هذا الملف وتحسمه في جلسة مجلس الوزراء، أكان لناحية التمديد لقائد الجيش او تعيين قائد جديد. ورئيس مجلس النواب نبيه بري يشدّد على هذا الأمر، ويعتبر انّ الفرصة ما زالت متاحة أمام الحكومة لكي تتخذ قراراً في هذا الشأن، كون لا شيء يمنعها من أن تعيّن او أن تمدّد، وبالتالي لا يجوز لها ان تتخلّى عن صلاحياتها.

وقالت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية": "انّ الاسبوع الجاري يشكّل حتى نهايته مهلة حاسمة للحكومة لكي تبت بملف قيادة الجيش، والاّ فإنّ عدم الحسم في هذا الملف حكومياً، سيتسبّب بمشكلة"، وهو ما اكّده مسؤول كبير، من دون أن يحدّد ماهية هذه المشكلة او اطرافها.

الى ذلك، اكّدت مصادر معارضة للتمديد لـ"الجمهورية"، انّ من غير الجائز ربط المؤسسة العسكرية بشخص، ففيها من الضباط الكبارمن هو مؤهل لقيادتها بكلّ مسؤولية وكفاءة، المستغرب هو افتعال مشكلة وهمية وتكبيرها، فقائد الجيش تنتهي ولايته في 10 كانون الثاني، والطبيعي جداً ان يُعيّن خلف له، والحل بسيط جداً إن كانوا يريدون الحل فعلاً، وهو ان تبادر الحكومة الى تعيين القائد الجديد، او بالتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية من الآن وحتى ما قبل نهاية الشهر الجاري، وتشكيل حكومة جديدة يكون تعيين قائد جديد للجيش ورئيس اركان ومجلس عسكري، اول قراراتها.

في المقابل، حذّرت مصادر سياسية مؤيّدة للتمديد لقائد الجيش مما سمّتها "محاولات متعمّدة لتمييع ملف قيادة الجيش"، وقالت لـ"الجمهورية" انّ هذا الامر يلقي بمخاطر كبرى على المؤسسة العسكرية، وسنواجه اي محاولة يُراد منها شلّ المؤسسة العسكرية". وكان لافتاً في هذا السياق ما قاله رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع امس: "اننا في 4 كانون الاول، وما زلنا في انتظار رئيس مجلس النواب نبيه بري ليدعو الى جلسة لمجلس النواب كما وعد، بغية تجنيب المؤسسة العسكرية اي هزة او فراغ او فوضى لا سمح الله".

وحول الموضوع نفسه اعلن "التيار الوطني الحر" على حسابه على منّصة "اكس" أن "‏لا داعي لتوتر "القوات" أو تبرير سعيها للتمديد... يكفي أنّها انقلبت على موقفها من وجوب عدم حضور اي جلسة تشريعية، الى قيامها بتقديم اقتراح قانون التمديد والاعلان عن حضورها جلسة من عشرات البنود غير الضرورية، ليتيقن الرأي العام الى أي مدى هي "غبّ الطلب" للقوى الخارجية وتستجيب لطلباتها، سواءً كانت سفيراً اميركياً او موفداً فرنسياً، لا فرق... المهمّ أن احترام السيادة الوطنية واستقلالية القرار لديها مجرد شعار ووجهة نظر!".

المصدر: الجمهورية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o