Dec 03, 2023 7:03 PM
اقليميات

عبر "استهداف القادة".. تكتيك إسرائيلي لـ"القضاء على حماس"

ذكرت مصادر لصحيفة "غارديان" البريطانية، أن هجوم إسرائيل المقبل على جنوبي قطاع غزة، "مبني على معلومات استخباراتية مستمدة من مئات المسلحين الذين تم اعتقالهم خلال القتال شمالي القطاع، مما سيسمح للجيش الإسرائيلي بالعثور على قادة حماس وقتلهم".

ويعتقد السياسيون والجنرالات في إسرائيل، أن القضاء على كبار القادة - لاسيما زعيم الحركة في القطاع يحيى السنوار - يشكل "أفضل فرصة" للقضاء على الحركة المتجذرة بعمق في غزة، بعد ما يقرب من عقدين من سيطرتها التامة على القطاع.

وأكد مسؤولان عسكريان لديهما معرفة باستراتيجية المرحلة المقبلة، للصحيفة البريطانية، أنه "سيكون هناك تركيز مكثف على استخدام المعلومات الاستخباراتية الجديدة، لاستهداف قادة حركة حماس"، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

ويقول منتقدون للعملية العسكرية الإسرائيلية، إن الاستراتيجية الجديدة "لن تفعل الكثير لتقليل التكلفة المرتفعة في أرواح المدنيين" الذين يقتلون في غزة.

وتلاشت الآمال في التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة، وذلك حتى عندما قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه متوجه إلى الدوحة للعمل على اتفاق جديد.

وتبادلت إسرائيل وحماس اللوم في فشل تمديد الهدنة، وقاما بتشديد موقفهما علناً.

فقد أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وفد جهاز المخابرات "الموساد" بالعودة من قطر، حيث كان يتفاوض على هدنة ثانية محتملة، قائلا إن حماس "لم تلتزم بجزءها من الاتفاق، الذي يتضمن إطلاق سراح جميع الأطفال والنساء وفقا للقائمة التي أعطيت لها ووافقت عليها".

في المقابل، قال القيادي في حماس، صالح العاروري، في تصريحات إعلامية، إنه "لن يتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع (المعتقلين) الفلسطينيين في إسرائيل".

وتابع: "دعوا الحرب تأخذ مجراها. فهذا القرار نهائي ولن نتراجع عنه".

وأدى احتمال شن هجوم عسكري إسرائيلي على جنوبي القطاع الفلسطيني، إلى نشر أجواء من الرعب في غزة، حيث فر 4 من كل 5 أشخاص من منازلهم إلى الملاجئ المزدحمة والمدارس والخيام وممرات المستشفيات، بحسب تقارير إعلامية.

وبعد انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع، تتعرض الكثير من مناطق الجنوب لقصف مكثف، حيث يواجه ما يصل إلى 1.5 مليون مدني نزوحًا ثانيًا من الأماكن التي قالت إسرائيل في البداية إنها ستكون آمنة.

"ليس بأي ثمن"
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت من ضرورة بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، حيث قالت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، متحدثة على هامش أعمال قمة المناخ "كوب 28" في دبي، إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ليس بأي ثمن".

وأضافت: "الولايات المتحدة واضحة بشكل لا لبس فيه، إذ يجب احترام القانون الإنساني الدولي. لقد قُتل عدد كبير جدًا من الفلسطينيين الأبرياء".

وفي بريطانيا حذر زعيم المعارضة، كير ستارمر، إسرائيل أيضا من حربا في جنوب غزة ستكون دموية مثل حملتها في الشمال.

وتابع: "لا يمكننا العودة إلى الطريقة التي جرت بها المرحلة الأولى من هذه الحرب.. لقد فقد الكثير من الأشخاص الأبرياء أرواحهم سواء في إسرائيل أو في جميع أنحاء غزة.. علينا أن ننظر إلى هذه المرحلة على أنها مرحلة مختلفة".

وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية، إلى مقتل نحو 15200 شخص في قطاع غزة، من بينهم ما لا يقل عن 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

وأضافت الوزارة أنه خلال الساعات الـ 36 الأولى منذ انهيار وقف إطلاق النار، قُتل أكثر من 200 فلسطيني.

جاء ذلك ردا على هجمات حماس غير المسبوقة، التي استهدفت بلدات في غلاف غزة، وخلفت 1200 قتيل، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وأدت إلى اختطاف 240 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية

وقالت "غارديان" إنه "تحت ضغط الولايات المتحدة بشأن مقتل المدنيين في غزة، يرى الجيش الإسرائيلي أن حملة شاملة لاغتيال قيادة حماس هي أفضل أمل له لتحقيق أهدافه بتدمير الحركة.. وإجبارها على إرجاع الرهائن الإسرائيليين بشروط مقبولة، وإنهاء الصراع".

وفي هذا الصدد، قال المحلل والمسؤول السابق في الموساد، يوسي ألف: "نحن نتعرض لضغوط أميركية تزداد صرامة".

وتابع: "أميركا تدعم التخلص من حماس، لكن بشرط عدم قتل الكثير من المدنيين.. وبالتالي ربما يمكن مهاجمة قيادات الحركة، مما يؤدي لتفكيك حماس دون قتل الكثير من الناس".

وفي المرحلة الأولى من القتال داخل غزة، تمكنت القوات الإسرائيلية، من تدمير بنية تحتية كبيرة لحماس شمالي القطاع، لكن مسؤولين عسكريين إسرائيليين ذكروا سابقًا لصحيفة "أوبزرفر"، أنه "على الرغم من مقتل أعداد كبيرة من القادة الميدانيين متوسطي الرتب، فإن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من الوصول إلى أي من كبار القادة حتى الآن".

"اتفاق أفضل"
وتقع تحت مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، تحت بؤرة القصف والعمليات البرية منذ انتهاء الهدنة الإنسانية وعدم التمكن من تمديدها.

وضرب أكثر من 50 صاروخا أهدافا في المدينة وما حولها، السبت، في حين قتل 9 أشخاص على الأقل، بينهم 3 أطفال، في غارة على منزل في مدينة دير البلح الجنوبية، وفقا للمستشفى الذي جرى نقل الجثث إليه قبل دفنها.

كما وقعت غارات في الشمال، حيث كان من بين الضحايا الأكاديمي البارز في مجال الرياضيات والفيزياء ورئيس الجامعة الإسلامية في غزة، سفيان التايه، والذي قالت وكالة رويترز إنه قتل مع جميع أفراد أسرته.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي، بعد ظهر السبت، إن الجيش "يركز على مراكز الثقل" التابعة لحماس، الموزعة في جميع أنحاء قطاع غزة.

وأوضح الخبير في معهد دراسات الأمن الدولي في تل أبيب، كوبي مايكل، أن "الجيش الإسرائيلي استخلص الدروس من حملته" قبل الهدنة.

وتابع: "الهدف القادم سيكون استهداف القادة من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل فيما يتعلق بالإفراج عن الرهائن"، مضيفا: "من المرجح أن يتم إدخال أي معلومات في نظام قائم على الذكاء الاصطناعي يسمى حبسورا (غوسبيل) لتحديد الأهداف بوتيرة سريعة".

ويشكك بعض الخبراء في أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد قللت من الأضرار التي لحقت بالمدنيين، مشيرين إلى الدمار واسع النطاق الذي لحق بأحياء بأكملها في غزة.

وقد حذر بعض حلفاء إسرائيل ومنتقديها من أنها "لم تضع خططاً لمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب"، مما يجعل إعادة إعمار القطاع المدمر وإدارته تحدياً هائلاً؛ حيث تقول الأمم المتحدة إن 60 في المئة من المساكن قد دمرت أو تضررت جزئيا.

ومن المرجح أن تتفاقم المخاوف بسبب الخطط الإسرائيلية لإقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود غزة، لمنع الهجمات المستقبلية، والتي ذكرت رويترز أنها قد تتم بالتعاون مع قوى إقليمية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o