Nov 27, 2023 4:53 PM
خاص

تمديد الهدنة الموقتة لتبادل الأسرى بشروط حماس والحرب على قطاع غزة طويلة

جوانا فرحات

المركزية – لم يعد خافيا أن مسألة تمديد الهدنة الموقتة بين إسرائيل وحماس باتت حتمية وفق ما توصل إليه المفاوضون بين مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية. وفي وقت تصر حماس التي باتت تملك الورقة الرابحة في مسألة التفاوض على الأسرى على أن لا تقل مدة التمديد عن اربعة أيام، تصر إسرائيل على تمديدها ليوم بيوم. فهل تنجح حماس في سحب ورقة التفاوض على الأسرى من جديد؟

في انتظار البت بمسألة التوقيت التي يستثمرها المفاوضون لمناقشة أسماء المعتقلين الذين سيطلق سراحهم بموجبها، بدأ التلويح عن تحويل الهدنة الموقتة إلى وقف موقت لإطلاق النار على أن يتحول إلى دائم. لكن المؤكد أن رئيس حكومة إسرائيل الذي يواجه ضغوطات من داخل حكومته ومن الرأي العام الإسرائيلي وأهالي الأسرى لن يتوقف عن القتال في غزة حتى إنهاء حركة حماس. لكن الحرب لن تُستأنف قبل تنفيذ كل بنود الإتفاق الذي تم بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية ومصر وتضمّن الإفراج عن 50 رهينة لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينيا في الهدنة الموقتة الأولى.

الرهائن الخمسون لدى حماس لا يشكلون نصف العدد الذي أطبقت عليه الحركة في هجومها يوم 7 تشرين الأول إذ وصل العدد إلى 240 رهينة وتم نقلهم إلى غزة. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها أسر هذا العدد من الجنود والمدنيين الإسرائيليين، وهو ما يفسر وحشية الرد على سكان غزة من قبل الجيش الإسرائيلي والذي أدى حتى الآن إلى مقتل حوالى 15 ألف شخص من بينهم أكثر من 6000 طفل وفق حكومة حماس. أما عدد المفقودين والمرجح أنهم لا يزالون تحت الأنقاض فيصل إلى حوالى 7000 شخص وقد تسمح عملية تمديد الهدنة الموقتة إلى انتشال جثث الضحايا وإقفال ملف المفقودين الفلسطينيين في غزة.

"الهدنة معتمدة في كل الحروب لتبادل الأسرى وفك الحصار وإجلاء المصابين من عسكر ومدنيين والسماح بإدخال المؤن" يقول العميد المتقاعد جورج نادر ويضيف لـ"المركزية" بالنسبة إلى حماس فإن هذه الهدنة ستسمح لها بإعادة جمع صفوفها وتأمين الإمدادات الطبية والغذائية والمحروقات للمحاصرين. أما في ما يتعلق بالإسرائيلي فالهدنة أيضا ضرورية له لإجلاء الأسرى، بعدما ثبت أن هذا الملف هو الأكثر خطورة على نتانياهو الذي يواجه ضغوطات شعبية من قبل أهاليهم ".

المستفيد الأكبر من عملية تبادل الأسرى على وقع الهدنة الموقتة هو "الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيدخل معركة الإنتخابات الرئاسية بإنجاز إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية" .يضيف نادر أن التمديد للهدنة بات مؤكدا لإطلاق سراح الأسرى بحسب الإتفاق وستستفيد حماس منه لالتقاط أنفاسها وتأمين التمويل اللوجستي من مواد طبية وحياتية ومحروقات في حين أن الهم الإسرائيلي محصور بالأسرى من جنود ومدنيين".

أمس الأحد دخلت 150 شاحنة عبر معبر رفح إلى قطاع غزة وكانت تحمل مساعدات إنسانية ومن المقرر استمرار دخول مساعدات إنسانية أخرى خلال الساعات القادمة. يحصل كل ذلك والكلام العالي النبرة من الجانب الإسرائيلي عن استئناف الحرب فور انتهاء مهلة الهدنة الموقتة مستمر. "وهذا طبيعي لأن لا حل لدى نتانياهو إلا باستئناف الحرب طالما أنه لم يحقق أي إنجاز. حتى الكلام عن سيطرة جيشه على شمال قطاع غزة تبين أنه مجرد وعود واهية بعدما جرت عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين من هناك، مما يؤكد أن حماس لا تزال موجودة في شمال القطاع وأن الأسرى الإسرائيليين كانوا في داخله. وهذه فضيحة كبرى يبدو أن نتانياهو بدأ يدفع ثمنها من تأليب الرأي العام الدولي عليه".

حتى الآن لا يمكن الرهان على الربح والخسارة علما" أن حماس تملك ورقتين رابحتين"يقول نادر "ورقة الأنفاق وورقة المفاوضات على الأسرى لأن إسرائيل ستعمل المستحيل لإطلاق سراح أسراها وكل ذلك في ظل الشروط التي تفرضها حماس".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o