الهدنة صامدة في غزة والجنوب رغم خروقات محدودة.. وجهود لتمديدها
ميقاتي في اسطنبول لتثبيت الاستقرار.. لودريان يعود: نصائح رئاسية ولا مبادرة؟
قيادة الجيش: التمديد غير سالك بعد لا وزاريا ولا برلمانيا في انتظار حزب الله
المركزية- في ثاني ايام الهدنة السارية المفعول في غزة منذ صباح الجمعة، وفي وقت من المتوقع ان تفرج تل ابيب اليوم عن 42 معتقلا فلسطينيا، مقابل اطلاق حركة حماس سراح 14 رهينة، وفق "فرانس برس"، تتكثف الجهود الدولية من قبل الدوحة وواشنطن في شكل خاص، لمحاولة تمديد عمر الوقف المؤقت لاطلاق النار الذي من المقرر ان يستمر حتى الثلثاء المقبل، وقد وصل وفد قطري الى اسرائيل اليوم للبحث في هذه النقطة، على وقع اعلان الرئيس الاميركي جو بايدن أن هناك فرصا فعلية لتمديد الهدنة.
خروق محدودة: رغم ان الاتفاق صامد على الارض، الا انه يتعرض لانتهاكات اسرائيلية حيث تطلق تل ابيب النيران لمنع فلسطينيين يحاولون التوجه من جنوب غزة الى شمالها كما تنفذ اقتحامات وتوقيفات في الضفة الغربية ويَسقُط جرحى في عملياتها هذه.. اما على الجبهة اللبنانية الجنوبية، فالهدوء ايضا مسيطر في شكل عام، غير انه خرق اليوم بعد ان سُجّل التزام تام بها امس. فقد اطلقت القوات الاسرائيلية النار على سيارة رابيد في منطقة الوزاني تعود للمواطن م.ع. (من بلدة كفركلا)، حيث اصابتها بخمس طلقات من دون اصابته، ونجا باعجوبة. واطلق الجيش الاسرائيلي ايضا النار في الهواء، لاخافة المزارعين الذين يعملون في ارضهم في وادي هونين. واطلق النار في الهواء ايضا ترهيباً، بإتجاه فريق صحافي على طريق الخيام مقابل مستعمرة المطلة... في المقابل اعلن الجيش الإسرائيلي ان الدفاعات الجوية اعترضت هدفاً جوياً مشبوهاً تسلّل من لبنان. وصباحا أعلن الجيش الإسرائيلي "إسقاط صاروخ أرض جو أطلق من لبنان باتجاه مسيّرة إسرائيلية". وذكر الجيش الإسرائيلي أن "مقاتلاته ردت بقصف بنية تحتية لحزب الله"، مشيراً إلى أن "طائرته المسيرة لم تتضرر، وأنه لم يتم تفعيل أي إنذار". كما انفجر صاروخ اعتراضي في اجواء بلدتي ميس الجبل وبليدا قضاء مرجعيون، عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، سمع صداه في كل أرجاء الجنوب.
بريطانيا للـ1701: ليس بعيدا، وغداة موقف اميركي مُشابه في المضمون ، كتبت السفارة البريطانية في لبنان في منشور عبر اكس: تكرّر المملكة المتحدة دعوة اليونيفيل إلى وقف الأعمال العدائية عبر الخط الأزرق وتجديد الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701. وأضافت إن الهدوء الذي ساد يوم أمس الجمعة على الخط الأزرق يوفّر فرصة لإعادة التركيز على صياغة حل طويل الأمد للسلام".
ميقاتي في اسطنبول: على ضفة الاتصالات الرسمية والجهود الدبلوماسية لابعاد شبح الحرب عن لبنان، حط اليوم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في اسطنبول حيث استقبله الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعد الظهر.
لودريان عائد: على الضفة عينها، وفي زيارة حثٍ للقيادات اللبنانية على تحصين الساحة المحلية وتنبيهٍ من ان لبنان لا يتحمل مزيدا من الانكشاف السياسي في ظل الغليان الذي يسود المنطقة بل يجب الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، يصل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان الى بيروت منتصف الاسبوع المقبل. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن ليس في جعبة الرجل اي جديد، او اي مبادرة جديدة، بل هو سينقل رسالة الى القادة اللبنانيين بتحمّل مسؤولياتهم ووقف ربط مصير الاستحقاقات المحلية بالتطورات الاقليمية. لكن دائما بحسب المصادر، فإن حظوظ ان تلقى مناشدته آذانا صاغية في الداخل، شبه معدومة، في ظل اصرار الثنائي الشيعي على مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وميله نحو ارجاء الانتخابات الى ما بعد انقشاع غبار الحرب على غزة، مراهنا على انها ستحمل انتصارا لمحور الممانعة وبالتالي سيتمكن حزب الله وحركة امل من فرض مرشحهما على الجميع.
كارثة: رئاسيا ايضا، دان عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ الحركة السياسية لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل "الذي يحاول المقايضة بين السلطة والجوهر" . ورأى الصايغ ان "كارثة كانت حلت لو كان مرشح حزب الله رئيسا اليوم، في ظل الحرب" ، وقال "نحن حمينا لبنان بعدم السماح لمرشح يأتمر بأوامر حزب الله ان يكون في سدة الرئاسة وفي الاوساط الشيعية يعرفون ان شبكة الامان الحقيقية ان يكون اللبنانيون متفقين بعضهم مع بعض وبالتالي سنذهب الى الفوضى في حال أراد الحزب الاستمرار بالذهاب الى الحرب". وتحدث عن تحريك لرئاسة الجمهورية مشيراً الى ان زيارة لودريان لن تكون زيارة علاقات عامة والفرنسيون يعتبرون انه قد يكون هناك نافذة للخروج من فوق أي "exit strategy" فلنأت برئيس ولنحضر انفسنا لترتيب وضع المنطقة والا سيكون الحل على حساب لبنان". وجزم انه "يجب عدم المساس بقيادة الجيش وضرب صورتها وهزّها بأي شكل والدعم المنقطع النظير للجيش هو دعم شخصي دولي ومحلي لاداء قائد الجيش وهذه شهادة له انه لا يأتمر لأحد، والا لما كان وضع حدودا لباسيل في عهد الرئيس عون وشرفه العسكري منعه من الدخول في البازار السياسي". اردف "موقفنا وموقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يصيب عمق الميثاقية في لبنان وليفهم الوزير باسيل انه لا يستطيع المجاهرة بحقوق المسيحيين ساعة يشاء . نحن في حوار كمعارضة مع التيار ونقول لهم لا تستطيعون ان تكونوا "اجر بالبور واجر بالفلاحة".
الحزب للتلاقي: في المقابل، لفت رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله، الشيخ محمد يزبك إلى أن "على الجميع أن يتعاونوا من أجل الخروج من الفراغ في رئاسة الجمهورية وأيضاً من استحقاقات أخرى سواء في قيادة الجيش أو غيرها، فعندما ينتظم الرأس وبانتخاب رئيس للجمهورية سوف تنتظم كل المؤسسات وليس على اللبنانيين إلا أن يلتقوا ويجتمعوا ويتفاهموا من أجل انتخاب رئيس للجمهورية لكل اللبنانيين ينطلق من مصلحة لبنان ولخير اللبنانيين".
التمديد غيرسالك بعد: على خط ملف قيادة الجيش ايضا، ترقبٌ لما سيقوله غدا البطريرك الراعي على وقع استمرار الفريق البرتقالي في رفض بقاء العماد عون في موقفه. وبينما يحكى عن جلسة لمجلس الوزراء للبحث في القضية في قابل الايام، وفي ظل رمادية حزب الله حتى اللحظة الذي يعقد الصورة، يبدو ان التمديد عبر الحكومة او عبر مجلس النواب ليس مسهلا بعد وسط خشية من تعرّضه لطعون برتقالية امام شورى الدولة او المجلس الدستوري.
توقيف مطلقي نار: وفي اطار جهود المؤسسة العسكرية لضبط الامن في الداخل، اعلنت قيادة الجيش "ان دورية من مديرية المخابرات تؤازرها قوّة من الجيش، أوقفت امس عددًا من الأشخاص مع أسلحتهم لإقدامهم على إطلاق النار أثناء تشييع المواطنَين (أ.ع.) و(خ.م.) اللذَين سقطا على أثر غارة للعدو الإسرائيلي في الجنوب. كما دهمت الدورية منزل أحد الموقوفين، المواطن (خ.م.) المطلوب بجرم الإتجار بالأسلحة وضبطت أسلحة وذخائر ورمانات يدوية. سُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".
التجدد للوطن: على صعيد آخر، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في معراب، حركة "التجدد للوطن" برئاسة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد الذي وضع الزيارة في اطار اطلاع جعجع على أجواء الورقة السياسيّة الأولى لـ"الحركة" التي تمثّل بداية تعاون دائم مع "القوّات" بغية الوصول إلى خطاب موحّد في لبنان وخصوصاً عند المسيحيين. واذ أعلن عن نقاط مشتركة في الرؤية السياسيّة تجمع حزب القوّات اللبنانيّة و"الحركة"، اوضح عربيد أن الاجتماع تمحور حول مختلف التطورات السياسيّة والإقتصاديّة، ولا سيما ان الطرفين يحملان الهموم الإجتماعية والمعيشية والمالية. كما أكد أن "اللقاءات ستبقى قائمة بين الفريقين وسيستمر التواصل من خلال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عقيص لما فيه مصلحة لبنان".