الهدنة غير المعلنة في الجنوب كشفت حجم الأضرار وزحمة سير على طريق صيدا

بعد ساعات من بدء سريان الهدنة في قطاع غزة، والتي انسحبت على كامل المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، شهد أوتوستراد صيدا - الجنوب زحمة سير جرّاء عودة بعض عائلات المنطقة الحدوديّة إلى قراهم وبلداتهم.زحمة سير على طريق صيدا - الجنوب

والهدنة المعلنة في قطاع غزة، انسحبت على كامل المنطقة الحدودية في جنوب لبنان وإن بطريقة غير معلنة بين الجانب الإسرائيلي و"حزب الله" منذ ساعات صباح اليوم. وخلافاً لكل الأيام السابقة، منذ عملية طوفان الأقصى، في 7 تشرين الأول الفائت ودخول الحزب على خطّ المواجهة مع الجيش الإسرائيلي على طول المنطقة الحدودية الممتدّة من ساحل الناقورة غرباً، ولغاية تلال كفرشوبا ومزارع شبعا شرقاً، مروراً بقرى وبلدات القطاع الأوسط، وبعرض يتراوح بين 1كلم و5 كلم، تحوّلت فيها المنطقة إلى جبهة حرب مدمّرة تبادل فيها الطرفان كل أنواع الأسلحة المدفعيّة والصاروخية والتي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين، وأحدثت دماراً كبيراً في المنازل والممتلكات العامّة، وتعطّلت فيها الحياة بشكل عام. كما أحدثت دماراً في العديد من المواقع والمستعمرات الإسرائيلية.
سيطرت طيلة النهار على المنطقة أجواء من الهدوء، ولم يسجّل منذ الصباح أي طلقة على جانبي الحدود، أو أي تحليق للطائرات المسيّرة التي لازمت سماء المنطقة منذ اليوم الأول لبدء الأحداث، كما غاب عن سماء المنطقة الطيران الحربي الذي حلّق فوق الأراضي الفلسطينية المحتلّة فقط.
كما  تغيّر المشهد والحركة على الطريق الساحلي بين صور والناقورة، مع بدء المواطنين بالعودة إلى قراهم تدريجياً، لتفقّد منازلهم وأرزاقهم.
في الناقورة، وهي أحد خطوط المواجهة، خرج بعض المزارعين إلى حقولهم، وحضر عمال مؤسسة الكهرباء لمعاينة الأضرار. أمّا في بلدة علما الشعب، التي نالت نصيباً كبيراً من الاعتداءات التي تضرّر بنتيجتها عشرة منازل واحترق فيها العديد من أشجار الزيتون والسنديان، لوحظت عودة عدد قليل من الأهالي، انضموا إلى العدد القليل الذي بقي صامداً في البلدة وفي مقدّمتهم كاهن الرعية المونسينيور مارون الغفري ونائب رئيس البلدية وليام حداد.
وكما في علما كذلك في معظم قرى القطاع الغربي جرت عودة ولو خجولة للأهالي، لتفقّد بيوتهم وأرزاقهم.