Nov 24, 2023 4:03 PM
خاص

لهذه الأسباب... عقد القمة الروحية خارج بكركي خطأ

يولا هاشم

المركزية – بعد انقطاع استمر طويلاً، وفي مساعٍ لإعادة وصل ما انقطع، قام وفد من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برئاسة نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب بزيارة الى بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار ة بطرس الراعي.

وتوافق البطريرك والخطيب خلال الزيارة على عقد قمة روحية اسلامية- مسيحية، واقترح الخطيب أن تعقد في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في الحازمية، فرحّب الراعي بالفكرة معرباً عن مشاركته في القمة أينما عقدت، خاصة وان البطريرك يسعى منذ بدء الشغور الرئاسي إلى عقد  قمة مماثلة لتوحيد الموقف والخروج ببيان ختامي يكرس العيش المشترك ويتخطى الخلافات والانقسامات بغية تجنيب لبنان الأسوأ والمساعدة على انهاء الأزمات. وتوافق الطرفان على ضرورة الإسراع في عقد القمة، واتّفقا على التواصل مع المرجعيات الروحية لمناقشة الترتيبات في هذا الصدد.

لا شك في أن فكرة انعقاد قمة روحية ضرورة وحاجة، خاصة في هذا الظرف بالذات، إلا أن رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان النائب السابق فارس سعيد يبدي اعتراضه على عقدها خارج الصرح البطريركي في بكركي، وذلك لاعتبارات عدّة. ويؤكد لـ"المركزية" أن "التفكير بقمّة روحيّة خارج بكركي في هذا الظرف خطأ"، ويُفنّد الأسباب مشيراً إلى أن "اول قمة روحية حصلت من بعد الحرب، كانت عام 1993، عندما كان اول اعتداء اسرائيلي على جنوب لبنان، آنذاك كان الياس الهراوي رئيساً للجمهورية، ورفيق الحريري رئيساً للحكومة، حصل اعتداء في جنوب لبنان، وقرر مجلس الوزراء في العام 1993 ارسال الجيش الى الجنوب، رفض العماد اميل لحود قرار مجلس الوزراء وتمّ استدعاء الوزير محسن دلول الذي كان وزيرا للدفاع الى سوريا، وعاد واجتمع مجددا مجلس الوزراء وألغى القرار الاول بإرسال الجيش الى الجنوب بناء على طلب من سوريا.

آنذاك، حصل إرباك في لبنان وطُلِب من البطريرك مار نصرالله بطرس صفير أن يعالجه، فدعا صفير الى قمة روحية في بكركي للتضامن مع لبنان، كل لبنان في وجه الاعتداء الاسرائيلي".

ويضيف سعيد: "في العام 1996، بادر أيضاً البطريرك صفير بدعوة إلى قمة روحية في بكركي خلال حرب عناقيد الغضب وبعد الاعتداء على مركز القوات الدولية في قانا، مؤكداً للمرة الثانية بأن اي اعتداء على لبنان وعلى اي منطقة في لبنان، هو اعتداء على جميع اللبنانيين، ومعلناً تضامنه الكامل مع المرجعيات الروحية، مع سيادة لبنان واستقلاله.

في العام 2006، عندما كانت حرب تموز، دعا البطريرك صفير الى قمة روحية ثالثة في بكركي لتدارس النقاط السبع التي كانت قد طرحتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، قبل ان تُنقَل هذه النقاط إلى مؤتمر روما ومنها إلى مجلس الأمن حتى تتحوّل إلى القرار 1701". وبالتالي بكركي اعتادت أن تكون هي الضامن للعيش المشترك، وللوحدة الوطنية ولمواجهة اي اعتداء على سيادة واستقلال لبنان. اليوم نتفهم بأن الأخوة والمرجعيات الروحية الشيعية التي زارت البطريرك أمس، طلبت منه المشاركة في قمة روحية، رغم أنها قاطعت البطريرك الراعي منذ العام 2015، أي منذ زيارته إلى القدس إلى جانب البابا فرنسيس، واجتمع مع عائلات لبنانية فُرِضت عليها الهجرة إلى الجنوب، باتجاه اسرائيل، حينذاك قاطعت المرجعيات الروحية الشيعية البطريرك الراعي ومُنِعت القمم الروحية من ان تستكمل عملها كما تأسس لها من قبل المؤسس البطريرك صفير منذ العام 1993".

ويختم سعيد: "اليوم، هذه المرجعية تعود إلى بكركي وتقول أنها بحاجة إلى غطاء وطني ومرجعية وطنية اسمها القمة الروحية، لذلك نقول بأن في هذه اللحظات هناك مصلحة بأن تكون هذه القمة في بكركي وليس خارجها، لأن "مجد لبنان أعطي لها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o