Nov 24, 2023 4:00 PM
خاص

ميزان القوى الاقليمي ينقلب وتبدّلات استراتيجية في معادلة الداخل...الفرج آت!‏

نجوى ابي حيدر

المركزية- نحو التسوية الاقليمية الكبرى تمضي المنطقة بعد حرب غزة خلافا لكل المؤشرات الدّالة الى انفجار الصراع على نطاق واسع. فما سبق عملية طوفان الاقصى طوى صفحة ستاتيكو تَحَكّم بالأوضاع لعقود من الزمن الى غير رجعة. وما يُنسج من تفاهمات في قطر بين الوسطاء الدوليين نضجت اولى ثماره بهدنة دخلت اليوم حيز التنفيذ ليس سوى البذور الاولى لمستقبل لا بدّ سيكون اكثر امانا واستقرارا وسلاماً.

ظلال الشكوك العميقة المرتسمة في امكان التوصل الى التسوية الاقليمية المنشودة وسط تصاعد حدة الصراع واكتساب الوضع الناشئ في فلسطين وجنوب لبنان خطورة متزايدة مع توسع رقعته يوميا، لا يوحيان بامكان بلوغ الحل قريباً. قد يكون التفكير هذا صحيحا لمن ينغمس في الحرب ويعيش في داخل تفاصيلها، الا ان ما تحيكه إبرة ناسجي خريطة التسوية يبقى داخل الغرف السرية حتى يحين اوانه، وتنضج ظروف تنفيذه.

بهذا المعنى، يتحدث مصدر سياسي رفيع عن موازين قوى تبدّلت في المنطقة ستنعكس نتائجها على لبنان فور ابرام التسوية ولا سيما على الفريق المسيحي المعارض، ويقول : ليس صحيحا ان المسيحيين خسروا ولا هم متروكون لقدر أسود كما تروّج ماكينات سياسية تمتهن البروباغندا. جزء كبير منهم لا سيما من فئة الشباب يهاجر صحيح، وجزء آخر يفكر بالهجرة صحيح ايضا ، بيد ان المهاجرين سيعودون لا سيما من هم في دول الخليج واوروبا حيث نسمع ونلمس مدى توقهم للعودة متى تحسنت الظروف، وستتحسن. لكن الجزء الاكبر ما زال هنا يصبر ويصمد ويواجه مشروع تغيير هوية لبنان منتظرا الظرف السياسي الملائم لاستعادة زمام المبادرة واعادة لبنان الى هويته التاريخية . هوية لا تُغيّرها اذرع عسكرية  تنفذ مشاريع لقوى اقليمية ستنتهي لحظة ابرام التسويات الدولية.

وفي موازاة تبدّل ميزان القوى الاقليمي، يتبّدل في الداخل ايضا المزاج الشعبي، وقد اثبتت ذلك نتائج الانتخابات الطالبية في مختلف الجامعات حيث كانت الغلبة للفريق المناوئ لمحور الممانعة ،واندحار من يؤازرونه من القوى المسيحية التي حققت في السنوات الماضية ارقاما عالية فيما تغيب كليا عن المشهد اليوم. اما نقابيا فالصورة ليست بعيدة لا بل مشابهة الى درجة ان احزاب الممانعة والقوى المؤيدة تكتلت كلها في انتخابات نقابة المحامين لا لتحقيق فوز لمرشحها، انما لاسقاط مرشح القوات اللبنانية عبدو لحود، في اشارة الى مدى قلقهم من وصوله وتاليا حصد المزيد من المواقع والمناصب لمصلحة القوة المسيحية الاكبر.

عن كيفية المواجهة والصمود  يقول المصدر: ان استحقاقي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش لهما ابلغ دليل، ذلك ان المعارضة بتكتلها منعت الثنائي الشيعي من فرض مرشحه وما زالت ، بعدما منحته الفرصة في العام 2016، فجاءت النتيجة خرابا وانهيارا شاملا للبنان وشعبه وهي لن تسمح بتكرار السيناريو المشؤوم ذلك. اما في قيادة الجيش فالأمر سيّان، ولن يكون لأصحاب المصالح الشخصية وممتهني سياسة النكايات ما يريدون، بتعيين قائد في غياب رئيس البلاد ولا بدّ ان يتم التمديد للقائد جوزف عون الذي اثبت وطنيةً لا غبار عليها، وبفعل قيادته الحكيمة للمؤسسة العسكرية تمكن من تمرير اصعب ظرف على الاطلاق كاد يتهدد وحدتها وبات للبنانيين ملء الثقة بأنه عن حق حامي الوطن وشعبه، هو وليس اي فريق مسلح آخر مهما بلغت قوته وجَبروته.

تغييرات استراتيجية طرأت على المشهدين الاقليمي واللبناني الداخلي يراهن عليهما المصدر لتبّدل المشهد ووضع حد لزمن فائض قوة ثبت مع حرب غزة ان فيضانها تحوّل الى وهن وخوف، وقد تبلغت قيادتها الرسالة الدولية المُتَفق عليها ضمن اطار نسج التسوية "اما تسير بالحُسنى وتنصاع الى القرارات الدولية الخاصة بلبنان او ان سيناريو غزة جاهز "وما اخذ بالسيف، بالسيف يؤخذ".

الدولة في كل ذلك خارج الخدمة، واللبنانيون لا يجدون افضل من القلق على المصير عنوانا جامعا في بلد يكاد يكون المشهد فيه راهنا سوريالياً، لكن فجرا جديدا سيبزغ، والتطمينات الدولية الى المصير اقوى من كل دافع الى الهجرة ، يختم المصدر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o