Nov 16, 2023 1:06 PM
خاص

روسيا: بين التعاون مع ايران اوروبيا ولجمها اقليميا!

لورا يمين

المركزية- أظهرت صور الأقمار الصناعية تقدما في بناء مصنع في روسيا سينتج كميات كبيرة من طائرات مسيرة انتحارية صممتها إيران، ومن المتوقع أن تستخدمها موسكو في استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية، وذلك بحسب ما جاء في تقرير لمعهد العلوم والأمن الدولي، الاثنين. وافاد التقرير بحسب وكالة "رويترز" إن صور الأقمار الصناعية التي التقطت في منتصف ايلول، أظهرت أن أعمال البناء الجديدة في المصنع على صلة "بشكل مباشر" بمخطط مسرب لمبنى شاركته صحيفة واشنطن بوست مع المعهد في وقت سابق من هذا العام وأشار التقرير إلى أن المبنى، وفقا لوثائق أخرى مسربة، سيُستخدم لإنتاج كميات كبيرة من المسيرات الإيرانية من طراز شاهد-136. وسيشمل هذا تحسين عمليات التصنيع الإيرانية "وفي نهاية المطاف تعزيز قدرات الطائرة المسيرة". وأضاف أن صورة بالأقمار الصناعية أظهرت أيضا تشييد مبان أخرى ومحيطا أمنيا جديدا توجد به نقاط تفتيش. ويقع المصنع على بعد 800 كيلومتر شرقي موسكو في جمهورية تتارستان، وقال التقرير إن شركة جيه.أس.سي ألابوجا مملوكة بنسبة 66 بالمئة للحكومة الاتحادية فيما تملك تتارستان 34 بالمئة. وتوقع التقرير أن تسرّع روسيا هجماتها بمسيرات شاهد-136 ضد البنية التحتية الحيوية للطاقة في أوكرانيا مع اقتراب فصل الشتاء "مما سيتسبب في ظروف معيشية قاسية للسكان المدنيين".

تستعين مصادر دبلوماسية بهذا التقرير لتضيء عبر "المركزية" على حجم التنسيق الروسي – الايراني العسكري والذي يمتد الى السياسي والاستراتيجي ايضا، سيما في القارة العجوز، حيث تواصل موسكو، مستفيدة من انشغال الغرب والعالم بتطورات الاراضي المحتلة، حربها على اوكرانيا.

لكن بحسب المصادر، هذا التنسيق لا يمتد الى الشرق الاوسط. ففي هذه المنطقة، موسكو تسكت عن استهداف اميركا واسرائيل لاذرع ايران وفصائلها سيما في سوريا، وهي تتفرّج عليها من دون تحريك اي من مضاداتها او عتادها العسكري لصد هذه الضربات. الى ذلك، تتابع المصادر، فإن الكرملين يعمل على خط التسوية للحرب الدائرة بين حماس واسرائيل ولمنع تمددها الى الشرق الاوسط، بدليل انه منع حليفه بشار الاسد من تحريك جبهة الجولان الحدودية مع الاراضي المحتلة.

في السياق،  أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن طهران وبيروت لا تريدان التورط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات ، بحسب وكالة "نوفوستي". وقال "لا أعتقد أن إيران أو لبنان يرغبان في التورط في هذه الأزمة، ولا أرى أي رغبة من جانب أي من الدولتين لشن حرب واسعة النطاق في المنطقة. المشكلة في التعامل مع ضبط النفس هذا بوصفه ضوء أخضر للقيام بكل ما تريده في غزة. هذا خطأ كبير".

هذه الخلاصة هي نتاج اتصالات اجرتها موسكو وفق المصادر. فهي تعمل للتهدئة بعيدا من الاضواء وتتواصل مع حلفائها في المنطقة لهذه الغاية، وتتطلع في المقابل الى تقاضي ثمن الموقف المهادن الذي طلبت من حلفائها الاقليميين اتخاذه، عبر حجز مقعد لها في التسوية الكبرى وفي صياغتها، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o