Nov 13, 2023 1:25 PM
خاص

فكرة "من البحر الى النهر" غير قابلة للحياة: لماذا تطرحها ايران؟

لورا يمين

المركزية-  أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي  السبت بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لخوضها حربا ضد إسرائيل كما حث الدول الإسلامية على فرض عقوبات على إسرائيل. وقال رئيسي في كلمته أمام القمة الإسلامية العربية المشتركة غير العادية في الرياض "ليست هناك وسيلة أخرى سوى مقاومة إسرائيل، نحن نقبل أيدي حماس لمقاومة إسرائيل". كما دعا الرئيس الإيراني من الرياض الدول الإسلامية إلى تصنيف الجيش الإسرائيلي "منظمة إرهابية" على خلفية عمليته المسلّحة في قطاع غزة.  ودعا كذلك الدول الإسلامية، في خطابه، إلى "تسليح الفلسطينيين" في حال "استمرت الهجمات" في القطاع الفلسطيني المحاصر. واعتبر ان الحل المستدام هو إقامة دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، وعلينا التصدي لإسرائيل والحل الوحيد هو المقاومة".

في المقابل، لم يكن انحيازٌ عربي لحماس - بما انها في نظر الدول العربية تنظيم متشدد عقائديا ودينيا وايضا سياسيا - بل للفلسطينيين ككل ولحقوقهم، حيث كان شبه اجماع لدى الدول العربية والخليحية على حل الدولتين وفق حدود العام ١٩٦٧.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن الرئيس الايراني يدعم "حماس" لأن تشدد الحركة يناسبه، كما انه يطرح دولة فلسطينية من البحر الى النهر لانه يعرف ان تحققها مستحيل، وبالتالي هو يدعم ويطرح كل ما مِن شأنه اطالة أمد الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، لا لشيء الا لكون ترك هذا الجرح نازفا يعطي طهران ذريعة للاستمرار في تصدير المال والسلاح والمسلحين الى دول الشرق الاوسط بما يقوّي دور طهران الاقليمي ويُزعج كل خصومها... لكنه للمفارقة، تتابع المصادر، يُزعج ايضا الفلسطينيين ويسفك دماءهم.

في المقابل، لا تزال الدول العربية - ورغم قلّة فاعليتها على الارض وافتقارها الى عوامل القوة والزجر والفرض، او عدم رغبتها، لسببٍ او لآخر باللجوء الى هذه العوامل - تطرح حل الدولتين الذي ترفع ايضا شعارَه العواصمُ الكبرى.

انطلاقا من هنا، فإن هذا الحل حظوظُه بالنجاح كبيرة، وهي بالتأكيد اكبر من حظوظ "من البحر إلى النهر"، ويمكن للادارة الاميركية ان تفرضه على تل ابيب خاصة بعد كل "فاولات" فريق بنيامين نتنياهو المتشدد ايضا..

فهل الوقت اليوم للمزايدة ولطرح الشعارات الجميلة التي تفيدُ مصالحَ هذه الدولة او تلك على حساب ارواح الفلسطينيين؟ ام هو للبحث في حل جديّ يمكنه فعلا، ان يضع حدا لحمام الدم الذي تَغرق فيه المنطقة؟

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o