Nov 07, 2023 4:44 PM
تحليل سياسي

هوكشتاين في بيروت: منع تمدد الصراع وتطبيق كامل للـ1701‏
ميقاتي وبري: حريصان على المؤسسة العسكرية وفي التأني السلامة
بليدا شيعت شهيداتها ووفد "قواتي" يجول محذرا من الفراغ العسكري

المركزية- الى بيروت عاد مخرج الترسيم البحري للحدود اللبنانية- الاسرائيلية آموس هوكشتاين. السيناريو هذه المرة مختلف، لا ترسيم ولا تفاوض حول نقاط جغرافية ولا حول ابار نفطية. الرجل الذي تحرص بلاده على عدم المسّ بالثروات النفطية او تعريضها للخطر حرصها على مصالحها في اي بقعة في العالم، حضر في مهمة اخرى، منع تمدد الصراع في غزة الى لبنان والتطبيق الكلي للقرار 1701.  

الزيارة الاميركية  المفاجئة خطفت الاضواء في الداخل وتركزت الاهتمامات على مضمونها ورسائلها. فقد وصل الدبلوماسي ظهرا الى لبنان وقرابة الثانية حط في عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، وجرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وقطاع غزة. بعد اللقاء تحدث هوكشتاين: "حضرت الى لبنان اليوم لأن الولايات المتحدة الاميركية تهتم كثيراً بلبنان وشعبه وخاصة في هذه الأيام الصعبة".  وأضاف: " نقدم تعازينا للضحايا المدنيين، وكان لي حوار جيد مع دولة رئيس مجلس النواب، وإستمعت لوجهة نظره حيال ما يجري، كما أطلعته على ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد لما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له ان يتمدد الى لبنان". وختم: "إن المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الاهمية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية وكذلك يجب ان يكون بالنسبة للبنان وإسرائيل هذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمم". وفي الخامسة عصرا يزور هوكشتاين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في مكتبه في المجلس النيابي.

بري – ميقاتي: وكان بري تابع تطورات الأوضاع في الجنوب في ضوء تصاعد العدوانية الإسرائيلية وآخرها الجريمة التي استهدفت المدنيين والاطفال على طريق عيترون عيناتا والمسعفين في منطقة طيرحرفا اضافة الى المستجدات السياسية وذلك خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. اللقاء الذي استمر زهاء ساعة أجاب بعده الرئيس ميقاتي على سؤال حول ما الذي سوف يتم ابلاغه للموفد الاميركي بالقول: "المواقف واحدة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، ووقف نزيف الدم الذي يحصل، والضغط على إسرائيل لوقف استفزازاتها في الجنوب اللبناني وآخرها التعرض للمدنيين". 

حرص على الجيش: وحول تعيين جلسة للحكومة للتمديد لقائد الجيش، قال ميقاتي: "انا والرئيس بري حريصان كل الحرص على المؤسسة العسكرية وحتماً في التأني السلامة وفي العجلة الندامة".

ماغرو في السراي: في المواكبة الخارجية للتطورات اللبنانية ايضا وفي اطار التحذيرات من اشتعال جبهة الجنوب، إستقبل ميقاتي سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو ، وجرى بحث في العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا ونتائج زيارة وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو  لبنان الاسبوع الفائت. كما اجتمع ميقاتي مع نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي.

سفراء عند باسيل: الى ذلك، زار سفراء الدول السكندينافية، السويد آن ديسمور، فنلندا آن ميسكاتن، النروج مارتن باترفيك والدنمارك كريستوفر فيفكي ممثلاً دولته وبنيابته عن دولة إيسلندا أيضًا، رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل في مقر التيار العام في ميرنا الشالوحي.   كما زاره سفير سلوفاكيا ماريك فارغا، وسفير تشيكيا جيري دوليزيل بحضور نائب رئيس التيار للشؤون السياسية السيدة مارتين كتيلي، والنائبين ندى بستاني وسيزار ابي خليل ومسؤول العلاقات الديبلوماسية بشير حداد، وبحثوا معه اوضاع لبنان والمنطقة في ضوء حرب غزة. وتناول البحث سبل مساعدة لبنان لمواجهة التحديات وتجنّب الحرب، خصوصًا بالضغط على اسرائيل لتوقف اعتداءاتها التي اودت بحياة عدد من المدنيين الآمنين .كما تم التطرق الى ازمة النزوح السوري وتداعياتها الخطيرة على الوضع اللبناني وشدد رئيس التيار على ضرورة وقف كل اجراء من شأنه تثبيت النازحين والعمل على برمجة عودتهم الآمنة الى بلادهم.

غارات وقصف: ميدانيا، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي اليوم على جبل اللبونة قرب بلدة الناقورة في حين حلق الطيران الاستطلاعي فوق قضاء صور والساحل البحري. كما سجل قصف مدفعي اسرائيلي على اللبونة وعلى أطراف الناقورة. في المقابل، استهدف حزب الله موقع بركة ريشا الاسرائيلي. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق نار وقذائف هاون باتجاه عرب العرامشة في القطاع الغربي قرب الحدود مع لبنان. كما اعلنت اعتراض الدفاعات الجوية مسيرة قرب الحدود اللبنانية. ولفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى انه تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على شومرا في الجليل الغربي وقد رد الجيش على مصدر النيران. كما اعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه خلية كانت تحاول إطلاق صاروخ مضاد للدروع على شتولا من جنوب لبنان. وقال الناطق باسمه: قواتنا استهدفت نقطة مراقبة لحزب الله قرب الحدود. وكان افيد ان الجيش الاسرائيلي نفذ فجر اليوم اربع غارات على عيتا الشعب وغارة على بلدة محيبيب وترددت معلومات عن سقوط قتيلين لحزب الله بهذه الغارات وقصفت المدفعية الإسرائيلية ايضا الضهيرة وعيتا الشعب.

اسرائيل تحذر: ليس بعيدا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: إذا أخطأ الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كما فعل السنوار بغزة، فإسرائيل ستحسم مصير لبنان.

المقاومة سترد: في الاثناء، شيعت بلدة بليدا الجنوبية في وداع مؤلم ومؤثر الشقيقات الثلاث: ريماس وليان وتالين شور مع جدتهن الحاجة سميرة أيوب اللواتي سقطن يوم الأحد جرّاء غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهن في بلدة عيناتا، في حضور حشد كبير من اهالي البلدة والجوار ووفود من المناطق . ومرّ موكب التشييع في قرى وبلدات جنوبية عدّة، حيث تمّ استقباله بالزغاريد ونثر الأرز والورود. وكانت محطة أساسية للموكب في بلدة والد الفتيات الثلاث. ووصل الموكب إلى بلدة بليدا، حيث تمّ إنزال جثمان جدّة الفتيات إلى منزلها، ومن ثمّ توجّه الموكب في طريقه نحو حسينيّة البلدة. وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض في كلمة ألقاها في خلال مراسم تشييع الشهيدات "أن ركيزة قواعد الإشتباك في حسابات المقاومة، هي حماية المدنيين اللبنانيين، وأن العدوان ضد المدنيين خط أحمر، والمقاومة لن تتساهل حياله، بل سترد بطريقة تؤلم العدو وتردعه". وشدد على "أن أي إعتداء على المدنيين اللبنانيين سترد المقاومة عليه أضعافا، وهي سترد الصاع صاعين، وأن لجوء العدو إلى استهداف المدنيين، هو لعجزه عن التوازن في المواجهة مع المقاومين، ولكن المقاومة في لبنان لن تعطيه هذه الفرصة، بل ستفتح معه حسابا عسيرا، وستدفعه ثمنا باهظا دفاعا عن أهلنا. 

جولة التكتل: اما في ما خص ملف قيادة الجيش المهددة بالفراغ، وبعد رفض الرئيس بري عقد جلسة لاقرار اقتراح التمديد سنة لرتبة عماد المقدم من تكتل "الجمهورية القوية" قالت مصادر معراب لـ"المركزية" ان وفدا من التكتل سيجول على الكتل النيابية المعنية في اطار جولة مفتوحة قد تشمل لاحقا سفراء ودبلوماسيين لشرح خلفيات الاقتراح والمخاطر المترتبة جراء تفريغ قيادة المؤسسة العسكرية في مرحلة الحرب.

التمديد ضرورة: من جهته، أشار مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم الى ان "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يعتبر أن الأولوية اليوم هي انتخاب رئيس للجمهورية من أجل انتظام العمل السياسي كونه مرتبطًا بكافة الاستحقاقات الدستورية منعًا لتوسع الفراغ خاصة في المواقع المسيحية". أضاف في حديث اذاعي "البطريرك الراعي يعتبر أن موضوع التمديد لقيادة الجيش ضرورة اليوم لأننا في حالة حرب فلا يجوز تغيير قائد الجيش في هذه اللحظات المحرجة". وتابع: "من واجب المسؤولين السياسيين المسيحيين التموضع حول البطريرك الراعي للبحث في موضوع قيادة الجيش نظرًا لخطورة الوضع وعليهم أخذ القرار في استراتيجية مسيحية لانتظام الوضع ومنع الفراغ في المواقع السياسية".

للالتفاف حول الاجهزة: ليس بعيدا، كتب النائب أديب عبد المسيح عبر حسابه على منصة "إكس": "لبنان في حال حرب ولو محدودة، أي هجوم أو إضعاف لقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في الوقت الحالي، هو استهداف لأمن لبنان. مصلحة لبنان العليا تقتضي الالتفاف حول قادة الأجهزة ودعمهم ومساندتهم لكي نعبر هذه المرحلة بسلام وأمان".

الحل بانتخاب رئيس: في المقابل، لفت عضو تكتل لبنان القوي النائب سليم عون إلى أن الحل لمسألة قيادة الجيش هو انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أن هناك الكثير من الحلول لكسر المراوحة الداخلية، أحدها تعيين رئيس أركان، كما يمكن تعيين قائد جيش ومجلس قيادي ولكن وفق القوانين وبعملية معترف بها من الجميع.  وأكّد أن "التيار الوطنيّ الحرّ" منفتح على كل الحلول شرط إجراء التعيينات وفق الأصول، أي في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، إنّ الأصول هي توقيع 24 وزيراً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o