Nov 06, 2023 5:07 PM
خاص

جلوس الحزب الى طاولة حوار مع المعارضة رهن "اي لبنان يريد"

خاص- المركزية

المركزية – عاجلا أم آجلا سيجلس حزب الله الى طاولة الدولة اللبنانية، أو أقله سيحدد خياره "أي لبنان يريد؟". لكن الأكيد أن في هذه اللحظة التي يخوض فيها معركة وجودية في وجه إسرائيل تضامنا مع شعب غزة، فإن الباب مقفل أمام أية مبادرة حوار أو مساءلته "إلى أين يريد أن ياخذ لبنان؟ وهل يريد أن يعود إلى كنف الدولة اللبنانية أم البقاء رهينة الأجندة الإيرانية؟".

في خطابه الأول بعد مرور حوالى الشهر على اندلاع الحرب في غزة بدا واضحا في أي محور يريد أن يقف أمين عام حزب الله حسن نصرالله. من كل المضمون كان من السهل اختصار الرسالة التي اراد أن يوجهها للبنانيين والعالمين العربي والأوروبي والولايات المتحدة ومفادها  أن إيران بريئة من تهمة التدخل في عملية "طوفان الأقصى"  ودعم حركة حماس. أكثر من ذلك لم يأت على ذكر لبنان والحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، مسقطا بذلك شعار شعب جيش مقاومة الذي تبنته الحكومة في بيانها وثبُت أن اولوية نصرالله هي إيران.

هذا المضمون استفز كثر، لكنه بالتوازي لما ورد فيه لجهة عدم إدخال لبنان الحرب وبأن الأمور ستسير وفق الوضع الميداني في غزة ونية إسرائيل في إقحام الحزب بالحرب،هذا المضمون خلق نوعا من الإرتياح لدى غالبية الشعب اللبناني لكن ليس على المدى البعيد، طالما أن قرار الحرب والسلم في يد الحزب لا الدولة. فهل سيغير "طوفان الأقصى" معادلة الحزب في الداخل اللبناني ؟ وهل التوقيت مناسب لطرح مبادرة الحوار بين الحزب والقوات اللبنانية أم يجب انتظار لحظة جلاء غبار الحرب؟ وأيهما أجدى الحوار أم المطالبة بنشر الجيش على الحدود الجنوبية عملا بالقرار 1701 والطلب من حزب الله التراجع إلى الداخل؟

الطرح الذي تقدم به رئيس  حزب حركة التغيير إيلي محفوض قبل يومين فتح باب النقاش ولو بشكل محدود "كون الفكرة لم ترتقِ بعد إلى مستوى المبادرة. جل ما في الأمر أنني طرحتها كعضو في الجبهة السيادية بعدما لمست أن الوضع تجاوز حدود الإنكماش ووصل إلى درجة الحائط المسدود. إنطلاقا من ذلك ارتأيت أن يجلس قطب المعارضة ممثلا برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وقطب الممانعة ممثلا بأمين عام حزب الله حسن نصرالله". وينطلق محفوض في المبادرة من قاعدة أن هناك "معسكرين واحد يتزعمه حسن نصرالله وآخر وبحكم الشرعية البرلمانية يقوده سمير جعجع. " لذا ادعو الرجلين للجلوس الى طاولة واحدة للحفاظ على ما تبقى من الدولة" .

أول سؤال يتبادر إلى أذهان البعض، هل يوافق الطرفان على المبادرة في ما لو تجلت؟ هل يجوز الكلام عن مبادرة مماثلة في وقت يخوض فيها الحزب "معركة وجود، ومعركة انتصار المقاومة في غزة" بحسب تعبيره؟ هل إن طرح السؤال في هذه اللحظة التي ترتسم فيها معالم خارطة شرق أوسط جديدة عن أي لبنان يريد في مكانه؟

استطرادا جواب الحزب لن يتجاوز أفق "لبنان الذي يحارب العدو الإسرائيلي" . باختصار سواء كان الحزب "مرتاحا" على المستوى الميداني أو " مزروكا" فهو حتما ليس بوضع الإجابة.

هذا الطرح لم يسقطه محفوض "وفكرة المبادرة ستكون المادة الدسمة التي ستناقش مع أعضاء الجبهة السيادية في الإجتماع الأسبوعي. وحتى تتحول إلى مبادرة لا بد من إشراك كل أفرقاء المعارضة، لأن لا مجال للوصول إلى المصالحة من دون أن تكون مصارحة. أكثر من ذلك لن نذهب إلاّ متسلحين بمواقف كل صفوف المعارضة على أن تتم بلورتها لإيجاد الآلية المناسبة للمبادرة".

ملاقاة النائب أشرف ريفي للفكرة التي طرحها محفوض عند منتصف الطريق ستفتح باب النقاش بشكل أوسع في اجتماع الجبهة السيادية الأربعاء المقبل "والأكيد أننا لن نذهب إلا مع أطياف المعارضة دون استثناء". لكن هل سيلاقيه حزب الله؟

"ما حصل في غزة بدّل كل الأولويات عند كل الأطياف. والمطلوب من حزب الله أن يعود إلى الأصول والأعراف والدستور، لأن ناسه وبيئته لبنانيون وموضوع الحوار لن يتوقف عند مسألة انتخاب رئيس للجمهورية إنما أي لبنان يريد ؟هل يريد أن يبقي لبنان رهينة المحور الإيراني؟ أم يريد لبنان الطائف والدستور والعيش المشترك والحوار والتلاقي ودولة المؤسسات؟ على الحزب أن يختار. إما أن يكون في محور هذا "اللبنان" أو يصر على إبقائه رهينة الأجندة الإيرانية والمحور الإيراني. الطابة اليوم في ملعب الفريق الآخر. لكن نقول له أن في حال اختار التوقيت الإيراني فسيكون مصيره على غرار من حاولوا أن يأخذوا لبنان رهينة احتلالاتهم. ومحور الحرية والسيادة هو الرابح لأنه نتيجة نضال وإرادة شعب. فإما أن يختار حزب الله  العودة إلى الهوية اللبنانية أو فليذهب إلى المحور الإيراني ويعلن الطلاق الدستوري مع الهوية اللبنانية" يختم محفوض.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o