Nov 06, 2023 3:52 PM
خاص

اعتبارات تدفع طهران لغسل يديها من "طوفان الاقصى"...اهداف أوسع

نجوى ابي حيدر

المركزية- على اهمية الغموض الذي حرص امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على طبع مواقفه به ازاء قرار الانخراط في الحرب الاسرائيلية مع حماس على نطاق واسع، بدا في شكل واضح ان الهدف الاول من اطلالته لم يكن لهذه النقطة بالذات بقدر ما اراد منها تبرئة ساحة الحزب ومن خلفه تنصّل الجمهورية الاسلامية من عملية "طوفان الاقصى" وما افرزت على المستويين الفلسطيني- الاسرائيلي والعربي- الدولي من نتائج وتداعيات كارثية.

هو اكد تكرارا في خطابه يوم الجمعة الماضي ان حماس خططت ونفذت العملية بمفردها ولم تطلع الحزب ولا طهران ولا اي فريق آخر في محور المقاومة عليها حفاظا على عامل المباغتة لضمان نجاحها. كلام قد لا يصدقه كثيرون ممن يفقهون في طبيعة علاقة ايران الاستراتيجية بأذرعها العسكرية ومن ضمنها حركة حماس ويدرجونه في خانة سياسة طهران المستجدة في اطار توزيع الادوارلتوسيع بيكار النفوذ وتحصيل القدر الأكبر من المكاسب في الملفات كافة.

تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ"المركزية" ان ايران تعمّدت تحييد نفسها عن العملية ، ولم ينفك قادتها والمسؤولون فيها منذ اليوم الاول يغسلون ايديهم من "الطوفان"، ليس لكون العملية لم تنجح او تحقق الهدف على العكس، اذ حققت انتصارا تاريخيا مدويا، يكاد يكون الارفع للمحور، بل لجملة اعتبارات يأتي في طليعتها رفض العرب اعطاء اي دور لها في المفاوضات الجارية في قطر وعُمان في شأن قطاع غزة وحصره بمصروالسعودية والاردن وقطر التي تتولى التفاوض مع السلطة الفلسطينية بعد اعادة تشكيل رئاستها وحكومتها وهيكليتها وانضواء جميع الفصائل الفلسطينية تحت جناحها. اما ايران، فتشارك في المفاوضات في الملف النووي حصرا، وليس في ما يتصل بحرب غزة، وقد تبلغت الرفض العربي لاشراكها في قضايا وشؤون العرب، وملف فلسطين عربي بامتياز، لن يُسمح لاي طرف التفاوض باسمه الا العرب.

وفي نأي طهران بنفسها عن "طوفان الاقصى" ايضا اعتبار ايراني بامتياز يتمثل في الحرص على ابقاء اوراق ساحاتها قوية في يدها، من دون الانخراط المباشر لا في الحرب ولا في المفاوضات، حتى حينما تدق لحظة التسوية الكبرى في المنطقة تبرزها وتستخدمها في بازار المكاسب الكبرى. اما وجودها راهنا في مفاوضات عمان وقطر فمحصور بالملف النووي ليس إلا.

المصادر تدرج في السياق ايضا  تغييب نصرالله معادلات لم تغب يوما عن مواقفه في اطلالاته المعهودة ومنها الثلاثية الذهبية "شعب وجيش ومقاومة" ومعادلة توحيد الساحات والجبهات. المعادلة الاولى لم يتطرق اليها نصرالله، الذي نجح حزبه في الترويج لاطلالته بأقوى حملة دعائية على الاطلاق تبين ان هدفها اعادة تعويم شعبيته، بعدما لمس رفضا من داخل بيئته المنهكة للإنخراط في الحرب، في موازاة ارتفاع الاصوات اللبنانية المطالبة بتطبيق القرار 1701 فعلاً ونشر الجيش على الحدود. اما الثانية، وفي ضوء القرار الايراني بعدم تحمّل اي مسؤولية في عملية طوفان الاقصى، فلم يعد لها من مكان وقد تعرّت طهران ومن يناصرها من مدعيّ محو اسرائيل من الوجود وتوحيد كل الساحات لتحقيق الهدف اياه، فلم يجد نصرالله مبررا واقعيا ومقنعا لجمهور المحور الذين هتفوا في كل اقطار العالم "منشان الله ياسيد يلا"، مطالبين بدخول المعركة لنصرة شعب غزة في مواجهة المجازر التي تقترفها اسرائيل، فلم يجدوا من يلبي النداء. وبقيت "البروباغاندا" خلف اطلالة الجمعة، تماما كما شعار توحيد الساحات، وثمة من يسأل عن الساحة السورية وما اذا كانت في المحور ام في مكان آخر، وهي المحاذية حدوديا لاسرائيل كما لبنان، وامكان اشغال الجيش الاسرائيلي بجبهة اضافية، لو حصل، لخفف مزيدا من الضغط عن غزة، على غرار جبهة جنوب لبنان، وفق ما قال "السيد" ولكن...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o