Nov 04, 2023 7:01 AM
صحف

نصرالله يضبط الجبهة على"المشاغلة" وتحذير أميركي من دمار لبنان

قد تكون السمة الأكثر بروزا في الكلمة التي القاها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عانها جادت مصداقا للتوقعات التي سبقتها بانها ستكرس المعادلة الميدانية التي انبرى اليها الحزب غداة عملية "طوفان الأقصى" أي في الثامن من تشرين الأول الماضي على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل ولو أضاف اليها معادلة التهديد بالاحتمالات والخيارات المفتوحة على إيقاع حرب إسرائيل على غزة.
هذه الخلاصة كانت واقعيا هي الأكثر "توقعا"، ولم يبتعد عنها ابدا السيد نصرالله الذي خصص اطلالته الأولى منذ عملية حليفته "حماس" في غلاف غزة، للكلام المسهب عن أهمية هذه العملية استرتيجيا والتشديد القاطع على طابعها الفلسطيني الخالص تخطيطا وتنفيذا ونفي ان يكون الحزب او أي طرف اخر حتي في غزة قد علم بها مسبقا، خلص في الجزء اللبناني من انخراط الحزب في جبهة مساندة ودعم "حماس" وغزة ضد إسرائيل الى جملة خلاصات أساسية.
وأشارت "النهار" إلى أن ابرز هذه الخلاصات ان نصرالله اخذ جمهوره أولا الى الناحية الأساسية التي أراد من خلالها تكريس مفهوم المعادلة الميدانية الجديدة المختلفة تماما عن كل التجارب الحربية السابقة مع إسرائيل من خلال القتال المباشر والهجمات المباشرة على جبهة خطوط التماس على طول خط الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي حيز جغرافي محدد وليس مفتوحا "بعد" على الأعماق. والخلاصة الثانية البارزة تمثلت في ان نصرالله طرح نسبا رقمية محددة كاهداف محققة لمعادلة المشاغلة الميدانية للقوات الاسرائيلية تخفيفا للضغط على غزة وايراده رقم ثلث القوات الإسرائيلية حشد في مواجهة الجبهة اللبنانية الامر الذي عكس ان هذه هي حدود معادلة المساندة ل "حماس" والمشاغلة لإسرائيل في موازاة حرب غزة ما دامت إسرائيل لا تفتح الحرب الشاملة او ترتكب "الحماقة الكبرى" في لبنان كما حذرها منها نصرالله. اما الدلالة الثالثة البارزة فتمثلت في انه الى جانب تكريسه معادلة المشاغلة أراد نصرالله ان يخصص تهديده للاساطيل الأميركية وتذكيره بالهجمات على الاميركيين في بيروت في الثمانينات ليوحي بان حركة الاساطيل تستهدف "حزب الله" .
اما في الردود على الكلمة، فبدا لافتا ان المتحدث باسم البيت الأبيض سارع الى التعليق على كلمة نصرالله بالقول أنه "على حزب الله ألا يحاول استغلال الصراع الدائر في غزة، والولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن ترى هذا الصراع يمتد إلى لبنان". ولفت الى انه "لا يمكن تصور الدمار المحتمل الذي سيحل بلبنان وشعبه في حال توسع الصراع ويجب تجنب ذلك".
في أي حال رأى العديد من المحللين أن الخطاب الذي ألقاه نصر الله يظهر أن الحزب لا يريد توسيع نطاق الاشتباك في الجبهة مع إسرائيل، على الأقل في المرحلة الحالية، وذلك لأسباب تتصل بإيران وحساباتها، أو بحسابات أخرى تعمل على إشغال إسرائيل دون الدخول في حرب واسعة.

المصدر: النهار 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o