Nov 03, 2023 2:45 PM
خاص

ايران تضحي بحماس لا بالحزب والوضع شبيه بظرف دخول سوريا لبنان

يوسف فارس  

المركزية – لبنان في عين العاصفة العسكرية والحرب الاسرائيلية – الفلسطسنية، واذا كانت جبهته الجنوبية قد شهدت منذ ارتكاب المجازر في غزة وصولا حتى يوم امس سلسلة عمليات قتالية ومناوشات على جانبي الحدود، فالجامع المشترك بينها كلها انها لم تخرج عن ضوابط قواعد الاشتباك المعمول بها منذ العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، الا انها تبقى باعثة على القلق في غير اتجاه وهو ما عكسته حركة الموفدين الغربيين التي تسارعت نحو بيروت وحملت رسالة واضحة وصريحة مفادها ضرورة الحفاظ على امن الحدود الجنوبية وعدم الانزلاق الى مواجهة واسعة، وان اسرائيل لا تريد حربا مع لبنان وبالتالي على الجانب اللبناني مسؤولية ان يبادر الى لجم حزب الله ومنعه من اشعال جبهة الجنوب وهو ما تشدد عليه السفيرة الاميركية دورثي شيا في اللقاءات العلنية التي تجريها مع الجهات المسؤولة. علما ان هذا الحراك الدولي ينظر بعين واحدة، فهو يتجاهل المجازر بحق المدنيين في غزة بينما يطلب قي الوقت نفسه تطمينات بألا تفتح على اسرائيل جبهة عسكرية تربكها، وهو ما لا يلقى التطمينات المطلوبة لا من قبل المستويات الرسمية الفاقدة للقرار ولا من حزب الله الملتزم الصمت.  

النائب السابق مصطفى علوش يقول لـ"المركزية" في هذا الصدد: من الطبيعي القول ان لبنان الرسمي هو في عين العاصفة ولا قدرة له للتعامل معها. كما ان الكلام الذي نسمعه من ايران وحزب الله حول دخولهما الحرب ونصرتهما لغزة هو للاستهلاك لا اكثر، علما ان طهران على ما يبدو مستعدة للتضحية بحماس مقابل الاحتفاظ بحزب الله، وما الرسائل الاميركية الودية في هذا السياق سواء لايران او لحزب الله سوى اشارات لمفاوضات لاحقة حول قبول واشنطن بالاعتراف بدور لايران واذرعها خصوصا حزب الله في لبنان والمنطقة. 

ويتابع: اسرائيل تخوض حربا وجودية، وما دفعها فلسطينيي غزة من الشمال الى الجنوب سوى خطوة اولى على طريق اخراجهم من ارضهم باتجاه شبه جزيرة سيناء، وهو ما رفضه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوضوح وترجمه على الارض بعدم فتح معبر رفح امام النازحين الفلسطينيين على رغم الابادة التي يتعرضون لها. كما ان الاسرائيليين لا يخفون ذلك وحديثهم عن شرق اوسط جديد يعكس ذلك. 

اما بالنسبة الى انسحاب الامر على لبنان والمنطقة فبديهي ان ننتظر انتهاء الحرب لمعرفة المسار الذي ستسلكه كون العملية لا تزال في بداياتها. الاوضاع الاقليمية اليوم شبيهة الى حد كبير بالظروف التي ادت الى وضع لبنان تحت الوصاية السورية وقد تترجم اقله في غزة اذا ما تقرر البقاء على الخارطة الديموغرافية القائمة وتاليا القضاء على حماس. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o