الفصائل السنية على الجبهة لمؤازرة الحزب ... غطاء سني بدعم إيراني!

جوانا فرحات

المركزية – مجرد السؤال عن الأهداف التي تكمن وراء دخول فصائل سنية على خط الحرب في قطاع غزة ومساندة حزب الله في المواجهة مع إسرائيل يأتيك الجواب" هؤلاء ليسوا بفصائل، إنما مجموعات مسلحة تتحرك اليوم تحت غطاء شرعي برعاية حزب الله وإيران ".

اللافت أن أيا من هذه المجموعات السنية المسلحة لم تتحرك على مدى أربعة عقود عندما كان حزب الله يستفرد بالجبهة ويدعم المخابرات السورية قبل أن يخرج آخر جندي سوري من لبنان في نيسان 2005 . حتى خلال الإحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني لم يسمع اللبنانيون بإسم أي تنظيم أو مجموعة سنية مسلحة موجودة في جزء من الجنوب.فهل ينجح حزب الله في استقطاب مجموعات سنية لمؤازرته في مقاومة إسرائيل عبر الحدود الجنوبية، مستغلا بذلك الوضع الإجتماعي والإقتصادي في مناطق سنية محرومة على غرار طرابلس وعكار أم أنه فعلا النفير العام؟

ثمة من يقول إن الحرب على قطاع غزة التي بدأت في 7 تشرين الأول الماضي لها ظروفها المختلفة عن كل المعارك والنزاعات والحروب السابقة. إنها الحرب التي ستقرر مصير الدولة الفلسطينية وربما زوال حركة حماس.

منذ اندلاعها، أكثر من فصيل دخل على الخط: كتائب القسام وهي الذراع العسكري لحركة حماس التي تتخذ من قطاع غزة مقرا لها، وتضم الوحدة نشطاء فلسطينيين متحالفين أيديولوجيا ويقاتلون إلى جانب حزب الله الذي يتولى مهام تدريبهم. سرايا القدس، وهي الجناح العسكري لحركة الجهاد، وقوات الفجر المعروفة بالجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، وسرايا المقاومة التابعة مباشرة لحزب الله. وتنشط تحركات المجموعتين الأخيرتين في المناطق السنية وتحديدا كفرشوبا وحلتا وكفركلا وشبعا التي تشكل حاضنة شعبية لهما. وتجاهر كل من قوات الفجر وسرايا المقاومة بالقتال ضد إسرائيل إلى جانب حزب الله.

الأكيد أن لكل فصيل بيئته الحاضنة التي تؤمن له الغطاء للإنطلاق بمقاومته، "لكن لا بد من التمييز بين نوعين من المجموعات" يقول الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية أحمد الأيوبي. "فقوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية  تتمتع باستقلالية على مستويي الداخل والميدان، كما تفرض نفسها عسكرياً. أما على المستوى السياسي هناك نوع من التمايز عن حزب الله لكن في كلا الحالتين لا توجد تعبئة مباشرة".
الجبهة الثانية هي سرايا المقاومة التابعة مباشرة للحزب وهي فصيل سني يعمل على تنظيف سمعته وتاريخه من خلال مشاركته في الحرب إلى جانب الحزب بهدف تبييض صفحته.

وتضم الجبهة الثالثة كلا من حركة حماس والجهاد والبحث بوضعيتهم معقد لأنه يرتبط في جزء منه بالمحور الإقليمي وتتداخل فيه التأثيرات الإقليمية الموزعة بين قطر وإيران ومصر.  

يبقى القسم الرابع والأخير ويضم تنظيمات موالية لإيران في سوريا والعراق وقسم منهم موجود في الجنوب منذ فترة طويلة إلا أن حراكهم العسكري تفاعل مع اندلاع الحرب على قطاع غزة وهم يشكلون خطرا بحسب الأيوبي " لأن أعدادهم غير محددة بحيث يدخلون لبنان عبر الحدود البرية المشرعة على التهريب . ويلفت إلى أن خطر هؤلاء تزايد في الأيام الأخيرة بعد تسليحهم وإعادة تنظيم صفوفهم".

جماعة حزب الله الشيعية، التي تسيطر على جزء كبير من جنوب لبنان، على علم بعمليات الفرع السني ومنحتهم الضوء الأخضر. لكن حزب الله لديه حق النقض على نشاطات الفصائل التابعة لحركة حماس. ففي شهر تموز الماضي ، أطلقت كتائب القسام التابعة لحركة حماس صاروخين على إسرائيل، أحدهما تم اعتراضه من قبل القبة الحديدية والآخر سقط في البحر المتوسط، على الرغم من أن حزب الله لم يأذن بإطلاق الصواريخ. وعلى رغم امتلاكه حق الفيتو على هامش تحركات الفصائل السنية التي تعمل بتوجيهاته إلا أن الحزب قرر من لحظة اندلاع الحرب على قطاع غزة إعادة استنهاض سرايا المقاومة تحت شعار الإستقطاب "وقد أعلن عن أرقام الهواتف لاستقطاب المتطوعين مما يشكل مصدر قلق وخطر كبير مع إعادة تنظيمهم وتسليحهم داخل البيئة السنية. والتاريخ يشهد على سوء تصرفاتهم في الماضي فما بالهم اليوم مع إضفاء الشرعية على تصرفاتهم من خلال صفوف المقاومة؟".

ما يخشى الأيوبي حصوله أن يذهب الحزب إلى النهاية في عملية تنظيم وتسليح مجموعات سنية تحت شعار محاربة إسرائيل "مما سيولد ثورة في الشارع السني. وقد نشهد على حركة مد جديدة من استقطاب سرايا المقاومة لعناصر جديدة من الطائفة السنية.لكن حتى اللحظة لا يزال مستوى التجاوب محدودا حتى لا نقول إنه ضئيل جدا، وجل ما في الأمر أنهم يكررون أنفسهم من حيث العديد مع تجديد القالب الخارجي بإعادة تنظيم الصفوف والتسلح" يختم الأيوبي.