Oct 29, 2023 11:00 AM
خاص

هل سحبت حرب غزة وهج الاهتمام بالصراع في أوكرانيا؟

​​​​​​يولا هاشم

المركزية _ يقع حدث فيتصدر وسائل الاعلام ويطغى على ما عداه من أحداث. فالاعلام بطبيعته يتبع الآني. إلا أن الأحداث الأخرى، ولو لم تحظَ بتغطية مكثفة تبقى مستمرة وموضع عناية من المهتمين،وهو حال الحرب الاوكرانية – الروسيةالتي تصدرت منذ اندلاعها العناوين الرئيسية، لتتقدم عليها اليوم حرب غزة. فهل اتجه  اهتمام العالم وتحديدا  الولايات المتحدة الاميركية الى الحرب بين غزة واسرائيل على حساب اوكرانيا؟

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" أن الغرب ما زال يقوم بتقديم مساعدات لأوكرانيا. ففي كانون الثاني المقبل، ستتسلم أوكرانيا صواريخ جديدة يصل مداها إلى 300 كيلومتر ويبلغ وزن الرأس الحربي 100 كجم .وأعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات جديدة بقيمة 150 مليون دولار لأوكرانيا: ذخيرة إضافية لنظام NASAMS؛ صواريخ الدفاع الجوي AIM-9M؛ صواريخ ستينغر المضادة للطائرات؛ ذخيرة إضافية لنظام HIMARS؛ قذائف مدفعية من عيار 155 ملم و105 ملم؛ صواريخ التاو؛ أنظمة الرمح؛ أكثر من 2 مليون خرطوشة للأسلحة الصغيرة؛ أجهزة الرؤية الليلية، ذخيرة متفجرة لإزالة العوائق وما إلى ذلك. كما ستزود الدنمارك أوكرانيا بمعدات عسكرية بقيمة 522 مليون دولار، بما في ذلك الدبابات ومركبات المشاة القتالية وذخائر المدفعية والطائرات بدون طيار والأسلحة الصغيرة".

ويشير العزي الى ان "أحدى النقاط المهمة جدا ان الرئيس الاميركي جو بايدن في اليوم الثاني لحرب غزة قدّم مبلغا ماليا يُقدر بحوالي 10 مليارات دولار لاسرائيل على شكل دعم وقروض. هذا التعاطف والانجذاب السريع له هدفان: الاول كسب الاصوات اليهودية والثاني كسر الخلاف بين الحزب الديمقراطي الذي كان يحاول ان يقدم كل الدعم لأوكرانيا ويُجابَه باعتراضات وأدى الى استقالة رئيس مجلس النواب الاميركي كيفن ماكارثي. ظلّ الحزب الديمقراطي يتريث ويقول بأن الدعم لأوكرانيا يجب ان يكون مُراقَبا، فهو ليس ضد هذا الدعم بل يقول أن يبقى ضمن وجهة نظره ومقوننا وليس دعماً عاماً مفرَطاً، حيث كان الخلاف بأن الاموال تُقدَّم كل 45 يوما والديمقراطيون يطالبون بأن تكون سنوية. فجاء بايدن والتقط الحرب في غزة سريعا، وقدّم الدعم المالي لاسرائيل، وقام بنوع من السيناريو. في المقابل لم يستطع الحزب الديمقراطي الاعتراض على توجهات بايدن المطروحة بالنسبة لأوكرانيا. لهذا السبب الدعم المفرط لاسرائيل كان هدفه الحصول في المقابل على الدعم المطلوب لاوكرانيا دون أي اعتراض. فالولايات المتحدة لا ترى أي تسوية قادمة حتى الساعة وهي لا تزال تعول على الصراع الموجود على الارض، ولذلك ستستمر بدعم اوكرانيا. والامر نفسه بالنسبة للاوروبيين من الوجهة السياسية، حيث لا زالوا يؤكدون بأن دعمهم لاوكرانيا ما زال مستمراً بنفس الطريقة والزخم".

ويضيف العزي: "المعارك ما زالت طاحنة في اوكرانيا خاصة في الجنوب حيث يحاول الاوكران اختراق الضفة الشمالية لمنطقة خيرسون والتوجه نحو زباروجيا. كما تدور معارك شرسة في المنطقة الشرقية حيث يحاول الروس إعادة الضغط في منطقة أفدييفكا في دونيتسك التي تشكل ثغرة وعائقا امام روسيا لتوحيد الجبهة ضمن خط ناري ودفاع واحد مع مدينة كوبيسك في خاركوف. ورغم الضغط الكبير لم تستطع روسيا تحقيق الانجازات الهائلة، وتسعى الى تأمين الذخيرة والصواريخ التي بدأت تنفذ".

ويؤكد العزي ان روسيا استنزفت في اوكرانيا وتسعى لايجاد مخارج. حاولت ابتزاز الغرب بالغاز وتهديدها بالسلة الغذائية ومن ثم بدخولها الى افريقيا، لكن خططها لم تنجح، ولذلك تحاول أقله الوصول إلى هدنة كي تستعيد تموضعها من جديد، لكنها في المقابل تريد فرض شروطها وإبقاء الحال على ما هو عليه دون استرجاع اوكرانيا لاراضيها المحتلة. الأمر الذي لم يوافق عليه الغرب والولايات المتحدة حتى الآن، لكنه مرتبط بمدى قدرة اوكرانيا على تغيير مسار الحرب وفي صمودها وفرض توجهاتها. ولذلك، فإن الحرب ستطول والغرب لن يمل من مساعدة اوكرانيا وهناك صناعات غربية بدأت تصل الى اوكرانيا ومن ضمنها صناعة الدبابات والاسلحة، ومنها شركات تركية وسلوفاكية واميركية بدأت بتنشيط صناعات السلاح وستكون بذلك اوكرانيا من الدول المنافسة في صناعة التسليح في العالم وستنافس روسيا خاصة في صناعة الطائرات المائية والجوية التي كانت روسيا تشتريها من ايران".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o