Oct 26, 2023 5:04 PM
خاص

"السُنّة" حراس قضية فلسطين والموقف منها بإسم المفتي ورئيس الوزراء...كفى مزايدة!

جوانا فرحات

المركزية – بموقف لا يعبر إلا عن صاحبه، وجّهَ المفتش العام المساعد لدار الفتوى الشيخ حسن مرعب رسالة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفيها: "الآن وقبل نهاية المعركة لا تخشى لومة لائم ونحن معك والى جانبك. أضاف في حديث متلفز"لن يكون السنّة في لبنان خنجراً يطعن خاصرة حزب الله في حربه مع الكيان بل نحن معه وندعمه حتى النهاية، وإذا تم تهجير المواطنين من الجنوب فمكانهم قلوبنا إذا لم تتسع لهم بيوتنا. أضع يدي في يد حزب الله وفي يد كل شريف بمواجهة الإحتلال والشذوذ الجنسي". وتابع" جبهة الجنوب اللبناني شكّلت إرباكاً كبيراً للجيش الإسرائيلي وإذا فتحت هذه الجبهة ستفتح معها أبواب جهنم على الكيان الإسرائيلي. وإذا لم تجتمع الحكومة في مثل هذه الأيام فمتى تجتمع؟.. وميقاتي لن يكون الا الى جانب المقاومة في حربها ضد إسرائيل".

كلام الشيخ مرعب طرح أكثر من علامة استفهام ليس حتما حول موقف أهل السنة من حرب غزة ووقوفهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني في حربه ضد إسرائيل، إنما حول مدى اعتباره كلاما يمثل دار الأفتاء علما أن موقف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الداعم للقضية الفلسطينية كان واضحا منذ اللحظة الأولى على اندلاع الحرب في غزة.

رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط، لدى سؤالنا  عن الموقف الاسلامي السني  من كلام الشيخ مرعب والذي أراد من خلاله تسجيل موقف سني داعم لقرارات نصرالله،  قال لـ"المركزية":  لا اريد ان اعلق على كلام او موقف قاله هذا او ذاك من الناس ، لكن من المعروف ان اللبنانيين احرار في مواقفهم وتوجهاتهم ،  ولدينا في لبنان الكثير من الحرية والقليل من  الديمقراطية والمسؤولية . وليكن معلوما ان الناطق باسم دار الفتوى، والمصلحة الاسلامية وباسم العلماء المسلمين، وباسم المشايخ هو سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان حصراً، وقرارالمسلمين السنة في الدولة اللبنانية يمثله دينياً المفتي دريان، وسياسياً ووطنياً رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، والوزراء والنواب وما دون ذلك فهي آراء ومواقف شخصية واجتهادات خاصة ويتحمل أصحابها نتائجها.  والمسلمون السنة  في لبنان لهم مرجعيتهم الأساسية الا وهي الدولة اللبنانية  التي ارتضيناها جامعة لنا مسلمين ومسيحيين. وعلى من يراهن على شخص من هنا وآخر من هناك نقول لهم أن القرار هو قرار الدولة ومؤسساتها السياسية والعسكرية ".

يضيف عريمط"  موقف أهل السنة والجماعة في لبنان هو جزء من موقف الدولة اللبنانية، وليس لدى المسلمين السنة  في لبنان مشروع خارج إطار الدولة اللبنانية، نحن شركاء أساسيون في الدولة اللبنانية من خلال رئيس مجلس الوزراء والوزراء والنواب الذين اختارهم الشعب اللبناني، وموقفنا لا يمكنه أن يكون إلا منسجماً مع الوحدة الوطنية والمصلحة الوطنية اللبنانية ،وحزب الله ومشروعه جزء من مشروع إيراني في المنطقة ونحن بالتأكيد لن نكون معه لأنه يتناقض مع مصالحنا الوطنية والعربية وحتى الدينية. المسلمون السنة في لبنان هم ركن أساسي من أركان الدولة وملتزمون بقرار مؤسسات الدولة ويدعمون فقط الدولة اللبنانية ومؤسساتها السياسية والعسكرية خصوصا الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والاجهزة الامنية الاخرى ".

يجزم القاضي عريمط أن اي موقف يقال هنا او هناك غير مؤثر في الشارع الاسلامي السني" وأما  في ما خص القضية الفلسطينية فلا يستطيع أحد أن يزايد علينا بها  كمسلمين سنة. نحن حراس هذه القضية وفرسانها ومجاهديها ونقاتل العدو الإسرائيلي  وحماته وسنبقى حتى تحريرها من العدو الإسرائيلي .ولا أحد قادر مهما علا شأنه أن يزايد على المسلمين السنة في تضامننا مع هذه القضية التي نعتبرها قضيتنا. لكن بقدر ما نحن حراسها وفرسانها وشهداؤها ، نحن جزء من هذا الوطن وهذه الدولة التي ارتضيناها دولة وطنية جامعة .وموقف لبنان هو جزء من الموقف العربي لكن نحن من نقرر توقيت الحرب والنزال وليس لدينا مشاريع خاصه للاستفاده من  احقية القضية الفلسطينية فمشروعنا كان وسيبقى جهاديا ونضاليا وكفاحيا لتحرير أرضها ، مهما تعاقبت الاجيال والاعوام  ولو بعد المئات منها. هذه قضية عقائدية غير قابله للنقاش والبازارات والمصالح السياسية ".

الموقف  الذي أعلنه الشيخ مرعب استتبع بتسجيل صوتي لمواطن بيروتي عرف عن نفسه بأبو علي قبيسي يدعو فيه "أهلنا الشرفاء من أهل السنة أن يكونوا في الخطوط الأمامية لأن الحرب ضد إسرائيل ليست حكرا على الطائفة الشيعية كما ورد في التسجيل ودعا أبناء كل الطوائف وعلى رأسهم أهل السنة الإنتساب إلى السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي وفتح باب الإستقطاب ضمن مدينة بيروت، ولاحقا في طرابلس وعكار والجنوب وكل المناطق اللبنانية"!.فهل دخل لبنان الحرب بسلاح من نوع آخر حيث تدور المعارك على جبهات التواصل الإجتماعي؟

"باعتقادي ان الصوت الوارد في التسجيل ليس لمواطن بيروتي. وسرايا المقاومة هي احدى اذرع حزب الله الذي نختلف معه في كثير من القضايا الوطنية والعربية،لكن من حق اي انسان في لبنان ان يقول ما يريد ،ويدعو الى ما يريده ويتمناه ، لكن في نفس الوقت لدينا نظام وقوانين يجب ان تراعى، والدولة وحدها بمؤسساتها الشرعية معنية بمثل  تسجيلات او مواقف مماثلة لا تعنينا بشيء".  

عن رأي دار الفتوى من مواقف الشيخ حسن مرعب  يختم القاضي عريمط:" أكرر نحن في بلد ديمقراطي  والناس احرار في مواقفهم الشخصية وتوجهاتهم الخاصه بهم، وهذا شأن  منوط بهم وبالجهات المعنية بمثل هذه الامور التي تحددها المصلحة الإسلامية والوطنية".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o