Oct 26, 2023 12:40 PM
خاص

تحالف دولي لمحاربة "حماس": طرح فرنسي "غير" قابل للحياة؟

لورا يمين

المركزية- في طرح متقدم ولافت في سياق المواقف الدولية المُواكبة للتطورات في الاراضي المحتلة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إسرائيل الثلثاء، إلى توسيع نطاق التحالف الدولي الذي يحارب "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا" لينضم للجيش الإسرائيلي في حربه المتواصلة على قطاع غزة، مؤكدا ضرورة قتال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "بلا رحمة". وأكد الرئيس الفرنسي الذي جال في الشرق الأوسط، تضامنه مع إسرائيل، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واصفا اسرائيل بالـ"دولة الصديقة". وحذر ماكرون من مخاطر نشوب صراع إقليمي، مشددا على أن القتال ضد حماس "يجب أن يكون بلا رحمة" ولكن ليس من دون قواعد...

ولم يعلّق نتنياهو بشكل مباشر على اقتراح ماكرون، لكنه قال "هذه ليست معركتنا وحدنا… إنها معركة الجميع".

ولم يقدم ماكرون أي تفاصيل عن كيفية مشاركة التحالف الذي لا يضم إسرائيل وتقوده الولايات المتحدة، ويضم عشرات الدول، في القتال ضد حركة حماس.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن طرحا من هذا القبيل، يحتاج بطبيعة الحال الى موافقة كل الدول الاعضاء المشاركين في التحالف الدولي، الذي يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا منذ أيلول 2014 .

عليه فإن السؤال الذي يفرض نفسه، هو هل ناقش ماكرون الفكرة مع هذه العواصم قبل ان يطرحها؟ على الارجح، وفق المصادر، فإن سيد الاليزيه نسّقها، أقلّه، مع الولايات المتحدة الاميركية.

لكن قبل الذهاب أبعد في هذا البحث، هل يُمكن لمحاربة "حماس" "عسكريا"، كما هي الحال مع "داعش"، ان تنجح؟ وفق المصادر، ثمة معطيات كثيرة تجعل هذه المواجهة أصعب. فخلافا لرؤية العالم العربي والاسلامي لداعش والمصنّف في نظره، ارهابيا، حركةُ حماس، خاصة بعد عملية طوفان الاقصى، وفي ظل الجرائم الاسرائيلية ضد قطاع غزة وسكانه، لا تُعتبر ارهابية، ولا تتطلع الدول العربية الى محاربتها عسكريا، بل نراها ترفض حتى الساعة، ادانتها دوليا. في السياق، برز اعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس ان  "حركة حماس ليست تنظيما إرهابيا، بل مجموعة من المجاهدين ومنظمة تحررية تقوم بالكفاح من أجل الدفاع عن شعبها وأرضها".

 الى ذلك، وخلافا لداعش ايضا، هناك احتضان "شعبي" في غزة وفي العالم العربي ايضا، خاصة بعد طوفان الاقصى، لحماس، اضافة الى ان الحركة لها ممثلين في البرلمان الفلسطيني ... فهل يمكن للمجتمع الدولي ان يضع العالمَ العربي والرأيَ العام العربي في ظهره، وان يقرر مقاتلة "حماس"؟

كل هذه الاعتبارات يجب اخذها في الحسبان قبل ان يحدد "التحالف" موقفَه من فكرة ماكرون، المتوقع ان يتم التراجع عنها، تختم المصادر.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o