Oct 24, 2023 6:17 AM
صحف

جولة باسيل التشاورية.. هذا ما تم بحثه!

بدأ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جولة تشاورية على القيادات السياسية تحت عنوان حماية لبنان والوحدة الوطنية. استهلها صباحاً بزيارة إلى السراي الكبير، حيث التقى الرئيس ميقاتي، وجرى البحث في الفكرة، وما يترتب من خطوات على هذا الصعيد، ثم زار عند الخامسة عصرا كليمنصو والتقى النائب السابق وليد جنبلاط، على أن يزور عين التينة اليوم للقاء الرئيس نبيه بري.

وتطرق الجانبان (باسيل وجنبلاط) إلى إمكانية التوصل إلى مقاربة تؤدي إلى إنهاء الشغور في الرئاسة الاولى، من دون الإعلان عن شيء ملموس على هذا الصعيد.

وتطرق البحث إلى بذل جهد مشترك لإقناع حزب الله بعدم الإنجرار إلى حرب واسعة، والإكتفاء بقواعد الإشتباك.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن تحرك باسيل وإن كان ربطه البعض بالمراكز الأمنية الشاغرة إلا أنه يحمل في طياته هواجس من تعرض البلاد لأي انتكاسة في ظل التطورات الراهنة.

وأكدت المصادر نفسها انه في خلال اللقاءات التي عقدها ويستكملها لم يفتح أي نقاش بشأن التمديد لقائد الجيش وكان التركيز على المخاوف الأمنية وصون الاستقرار والدور المطلوب من القوى السياسية في هذه المرحلة.

إلى ذلك لم يتأكد ما إذا كانت جولة باسيل تشمل افرقاء من المعارضة .

وفي مجال آخر، قالت أوساط في التيار الوطني الحر لـ «اللواء» أن مسألة عودة الوزراء المقاطعين والمحسوبين على التيار إلى حضور مجلس الوزراء  لم تبت بعد، وأن المسألة تتصل بالمبدأ وأن أي قرار بالعودة يدرس بين النائب باسيل والوزراء والأسس التي يتم اعتمادها ايضا في حال عاد هؤلاء الوزراء عن المقاطعة وشاركوا في جلسات الحكومة المقبلة.

الى ذلك، اشارت مصادر سياسية للأنباء الالكترونية الى أن تحرّك باسيل يأتي في أعقاب الانتقادات التي وُجهت للقيادات المسيحية، وتحميلهم مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، وترك البلد مكشوفاً في هذا الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان بدون رئيس جمهورية، ومن دون حكومة فاعلة ومجلس نيابي مقسوم.

واستبعدت المصادر التوافق على انتخاب رئيس جمهورية في هذه الأوضاع المعقدة لكن الاتصالات التي يقوم بها باسيل قد تحرك المياه الراكدة، وتفتح باباً للحوار والاتفاق بما يخص المؤسسة العسكرية منعاً للفراغ في قيادة الجيش، إما عن طريق التمديد لقائد الجيش جوزف عون الذي يحال على التقاعد في كانون الثاني من سنة ٢٠٢٤ وتعيين المجلس العسكري وقائد أركان او الاكتفاء بتعيين قائد أركان منعاً للفراغ.

المصادر نقلت عن باسيل رغبته بالتواصل مع كل القوى السياسية بما فيها القوات اللبنانية، لكن لقاء باسيل مع رئيس حزب القوات سمير جعجع والوزير السابق سليمان فرنجية لم يتقرّر بعد.

وفي السياق، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب سيزار أبي خليل في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن المبادرة التي يقوم بها باسيل تأتي شعوراً منه بالمسؤولية تجاه الأوضاع المتفجرة التي تمر بها المنطقة، وذلك بالتواصل مع القيادات السياسية للتداول معهم في كيفية حماية لبنان وتحييده عن حرب ممكن جداً أن تكون مدمرة. مع التأكيد على تضامننا مع الشعب الفلسطيني في غزة، لكننا أيضاً ضنينين بأهلنا في لبنان والحفاظ عليهم وإبعاد الخطر عنهم.

وعن مسألة تفعيل الحكومة وحضور وزراء التيار جلسات مجلس الوزراء، أوضح أبي خليل ان الاتصالات ما زالت في بداياتها وأن هذا الموضوع لم يُناقش بعد.

وفي موضوع انتخاب رئيس جمهورية، قال أبي خليل: "إذا كان بالإمكان انتخاب رئيس جمهورية فالمسألة ليست مستحيلة ونحن جاهزون للذهاب الى المجلس وانتخاب الرئيس"، مؤكداً أن ياسيل سيزور اليوم عين التينة للقاء الرئيس بري واللقاء مع كل القوى السياسية الفاعلة.

وعن أجواء اللقاءات مع ميقاتي وجنبلاط، أشار الى العديد من المواضيع المتطابقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي بالنظرة الى المرحلة القادمة لتحييد لبنان وتتطابق بالهدف لحماية بلدنا وكذلك الأمر مع رئيس الحكومة من أجل تحييد لبنان وعدم زجه في الصراعات القائمة.

من جهتها، افادت "نداء الوطن" الى ان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله  خرج من دائرة الابتعاد عن الأضواء بعد احتجاب بدأ عملياً مع بدء تطورات غزة في السابع من الجاري. ولم يقطع هذا الاحتجاب سوى لقاء جمعه ووزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان عندما زار لبنان في 13 الشهر الجاري. وأورد موقع «العهد» الالكتروني التابع لـ»الحزب» أنّ نصرالله تلقى اتصالاً هاتفياً عن «طريق آمن» من رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل. وعلم من مصادر «التيار» أنّ تحرّك باسيل أمس يستجيب رغبة من «حزب الله» في تأمين «غطاء» واسع له في المرحلة الراهنة. وزار باسيل لهذه الغاية كلاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط.

الرسالة وصلت: وقالت مصادر قريبة من باسيل لصحيفة "الاخبار"، إن برنامجه الحالي يستند إلى ورقة عمل من 4 نقاط، تشمل توحيد الموقف من العدوان على غزة، وكيفية المواجهة في حال وقوع عدوان إسرائيلي على قاعدة عدم إفساح المجال أمام العدو الإسرائيلي عبر تحركات غير منضبطة، وإيجاد حل لملف رئاسة الجمهورية. وأخيرا تطوير البحث في قضية النازحين السوريين.

وخرج باسيل من جولته الأولى بانطباعات إيجابية. وعُلم أن جنبلاط كان هادئاً وعقلانياً مع خشية من لعبة الاستفزاز الإسرائيلية التي يمكن أن توصل إلى حرب. وشدّد على «أهمية طمانة المقاومة، وعلينا التعاون لطمأنة الحزب أكثر وأكثر». وبشأن الملف الرئاسي، قال جنبلاط إنه ليس لديه أي مرشح.

وبينما يُفترض أن تكون زيارة باسيل لبري اليوم مفصلية، فإن جولته تزامنت مع زيارة قائد الجيش جوزف عون لعين التينة. وقالت مصادر لـ«الأخبار» إن «أحد الأسباب الرئيسية لجولة باسيل يتعلق بمصير قيادة الجيش عشية انتهاء ولاية عون بعد حوالي شهرين»، مشيرة إلى «رسالة وصلت إلى باسيل بأن القوى السياسية اتفقت في ما بينها على ضرورة الذهاب إلى خيار حاسم، إما بتأجيل تسريح عون أو تعيين رئيس للأركان، وأن حزب الله لا يمانع جلسة في هذا السياق بسبب تطورات الوضع في الجنوب والمنطقة». فضلاً عن «اتصالات سياسية داخلية وخارجية تضغط لأجل التمديد لعون أو تعيين رئيس أركان»، وهو ما يفسر التصريحات الأميركية بما خصّ «دعم الجيش والمؤسسة العسكرية».

وأضافت المصادر أن «جنبلاط يصرّ على تعيين رئيس للأركان وقبِل سابقاً باسم مقرّب من التيار الوطني الحر أكثر من الحزب الاشتراكي وهو قائد اللواء الحادي عشر العميد حسان عودة (علماً أن المنصب هو من حصة الدروز). ومع أن لا اتفاق أخيراً حتى الآن، إلا أن مصادر حكومية أكّدت أن «باسيل قد يقبل لاحقاً بتعيين أعضاء المجلس العسكري تحت عنوان مواجهة مخاطر اندلاع الحرب مع العدو الإسرائيلي، وعدم جواز ترك المؤسسة العسكرية تواجه المصير الذي تواجهه الرئاسة ومواقع أخرى، نظراً إلى حساسية المرحلة وخطورتها».

من جهتها قالت مصادر وزارية إنه «لا اتفاق حتى الآن حول موضوع التمديد لقائد الجيش أو تعيين رئيس للأركان، والقوى السياسية لم تحسم خياراتها بعد، لكنّ التشاور قائم وجديّ أكثر من أي وقت مضى، وقد نشهد تطوراً خلال الأسبوعين المقبلين في هذا الملف».

وصرّح باسيل بعد اللقاءات أنّ «الظرف يحتّم علينا العمل أكثر من أجل التفاهم الوطني الذي يحفظ الوحدة اللبنانية ويؤدي إلى إعادة تكوين السلطة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية أولاً وتأليف حكومة»، وأضاف: «علينا أن نكون معاً صوت العقل، فنحن حريصون على البلد والحفاظ عليه وعلى بعضنا، لأننا في مواجهة حرب أكبر من لبنان وعلينا أن نرى كيف سنحميه». أما جنبلاط فقال إن «القواسم مشتركة بيننا وبين باسيل والتيار الوطني الحر، وفي طليعتها كيف نستطيع أن نوفّر على البلاد اندلاع أو اتّساع الحرب، وهذا يعني أن نكون معاً صوتاً واحداً من أجل نصحِ بعض القوى بألا تتوسّع الحرب، لأن الحرب قد تندلع من جهتنا، وقد تندلع من جهة إسرائيل. من جهة إسرائيل، هذا ليس من شأننا. ومن جهتنا، علينا أن نضبط الأمور، وذلك بالتشاور. وننصح الإخوان في حزب الله أن تبقى قواعد الاشتباك كما هي». واعتبر أن «هذه المرحلة قد تكون أخطر مرحلة من الحروب، فمصير لبنان على المحكّ».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o