Jul 23, 2018 7:50 AM
مقالات

لجنة "النازحين" تستعجل التشكيل لتبدأ مهمتها

قالت مصادر مطلعة على خلفية التحرك الروسي لإعادة اعداد كبيرة من النازحين السوريين في لبنان والأردن إلى بلدهم لـ"الحياة" ان الرئيس فلاديمير بوتين تحرّك في هذا الصدد بناء لاتفاقه مع نظيره الأميركي دونالد ترامب على معالجة الأزمة الإنسانية في سورية، وإعادة النازحين إليها باعتبارها خطوة لازمة من اجل التقدم في الحل السياسي".

اضافت المصادر "ان بوتين بادر قبل ايام إلى الاتصال بكل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل استناداً إلى هذا الاتفاق بينه وبين ترامب، وانه ابلغ الجانبين الفرنسي والألماني ضرورة تحرّك الدول الأوروبية للمساعدة على إعادة النازحين السوريين".

وذكرت المصادر نفسها لـ"الحياة" "ان بوتين ابلغ كلا من ماكرون وميركل ان ليس من مصلحة دول اوروبا إبقاء ازمة النازحين قائمة وسألهما: "هل تضمنون إذا بقي هؤلاء النازحين خارج سورية الا تحصل موجة انتقال جديدة منهم إلى دولكم مجدداً مع ما يسببه ذلك من اعباء جديدة"؟

واشارت المصادر إلى "ان الجانب الروسي دعا ايضا الدول الأوروبية إلى المساهمة في تثبيت السوريين في ارضهم من طريق تقديم المساعدات إليهم. وبناء عليه استجاب ماكرون لاتصال بوتين وقرر إرسال المساعدات التي يفترض أن تصل اليوم إلى الغوطة الشرقية، بعد تنسيق لوجستي بين السلطات الفرنسية والسلطات الروسية في هذا الصدد". واوضحت المصادر "ان فرنسا سترسل المزيد من المساعدات لاحقاً".

وقالت المصادر لـ"الحياة" "ان الجانبين الأميركي والأوروبي طرحا اسئلة على الجانب الروسي في شأن مدى ضمانه الا يتعرض النظام السوري للنازحين الذين يرغبون في العودة، وعدم اتّخاذه إجراءات انتقامية ضدهم ومضايقتهم امنياً، والعمل على استعادتهم املاكهم حيث هي مصادرة، وتسهيل حصولهم على الأوراق الثبوتية في حال فقدانها".

واشارت المصادر لـ"الحياة" إلى "ان موسكو ابدت استعدادها للمساهمة في تقديم هذه الضمانات وبأن تواكب الشرطة الروسية عودة النازحين". واضافت "بناء لذلك عقد اجتماع مطوّل في وزارة الدفاع الروسية الجمعة الماضي استمر ساعات شاركت فيه وزارة الخارجية الروسية وانتهى إلى وضع خطة لإعادة النازحين، وتولت الخارجية نقل المقترحات التي اتفق عليها في هذا الاجتماع إلى الجانب الأميركي". وكشفت المصادر لـ "الحياة" "ان وزارة الدفاع الروسية طرحت مقترحاتها استناداً إلى دراسة اجرتها تشمل المناطق التي يمكن عودة النازحين إليها والتدابير التي يفترض ان ترافق هذه العودة".

وقالت المصادر "ان المقترحات الروسية تشمل تشكيل لجنة مع لبنان شبيهة بتلك التي تشكّلت مع الأردن لمعالجة تداعيات العملية العسكرية السورية الروسية المشتركة في المنطقة الجنوبية السورية ومحافظة درعا، وهي تضم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة إضافة إلى الأردن وسورية". ورجحت لـ "الحياة" "ان اللجنة المتعلقة بلبنان ستضم الفرقاء انفسهم وستكون على الصعيد الأمني، ما يعني بقاء التنسيق مع الجانب السوري على المستوى الأمني وبإشراف الأمم المتحدة، مثلما كان طالب الرئيس المكلّف سعد الحريري سابقاً إزاء المطالبات بالتنسيق مع الحكومة السورية، إذ شدد في حينها على ان تشرف الأمم المتحدة والدول الكبرى على عودة النازحين وبضمانة منها، لأن ترك الأمر للنظام السوري غير مأمون النتائج في ظل غياب حل سياسي للحرب السورية، وفي ظل الخلاف الداخلي على التطبيع مع الحكومة السورية". إلا "ان المصادر إياها اوضحت لـ "الحياة" ان تشكيل اللجنة المتعلقة بنازحي لبنان يتوقف على وجود حكومة لبنانية جديدة لتتخذ القرار في شأن اشتراكه فيها. وهذا بات من دواعي استعجال تأليف الحكومة العتيدة التي تواجهها العراقيل في شأن الحصص والأحجام".

وليد شقير-"الحياة"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o