Oct 17, 2023 6:00 AM
صحف

رسالة كولونا تُحذّر بيروت: تحييد لبنان مسؤوليتكم

الرسالة التي نقلتها أمس وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت وأبلغتها الى المسؤولين نصت على الآتي:»ابذلوا ما في وسعكم لتفادي إنزلاق لبنان في دوامة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس»، إنها مسؤوليتكم للحؤول دون انجرار لبنان في دوامة لن يتمكن من الخروج منها».

موقف كولونا بدا بعيداً من «اللغة الديبلوماسية»، على حدّ وصف أوساط قريبة من مرجع كبير. وهي قالت لـ»نداء الوطن» إنّ كولونا «لم تأتِ الى لبنان كي تستمع الى مضيفيها، وإنما جاءت برسالة حازمة لتحذّر من انزلاق لبنان الى الحرب الدائرة في غزة».

وخلال الساعات التي أمضتها في بيروت التقت الوزيرة الفرنسية تباعاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

وعقدت كولونا مؤتمراً صحافياً في قصر الصنوبر، قالت فيه إنه لا ينبغي «على أي مجموعة أن تستغل الوضع (...) هذا هو السبب الرئيسي للزيارة لتجنب اشتعال قد يهدد المنطقة بأكملها».

وأشارت الى أنّ فرنسا «تأخذ الوضع الحالي بكل جدية، ولن تألو جهداً لتفادي تدهور الوضع ولإعادة الهدوء، لأن هذا ضروري. وهذا هو نداؤنا من أجل ان يكون هناك حس بالمسؤولية، وأن تلتقي كل الجهود لتحقيق هذا الأمر».

وشدّدت كولونا التي زارت إسرائيل ومصر قبل لبنان، على أهمية التحرك «الديبلوماسي الملح» في هذا الصدد.

ورداً على سؤال: هل يتمكن لبنان من تفادي التوترات والحرب؟ قالت: «يجب أن يحصل ذلك، والرسالة التي نقلتها الى السلطات اللبنانية ذكّرت بحرصنا على لبنان واستقراره ومحبتنا لهذا البلد، وهذا موقف ثابت، ولبنان بمساعدة أصدقائه يجب أن يفعل كل ما بوسعه للبقاء في منأى عن هذه الدوامة، ولكي لا تحصل هذه الحرب» .

في المقابل، استبقَ ميقاتي وصول كولونا، فأعلن أنّ «الحكومة تواصل اتصالاتها داخلياً وخارجياً لإبقاء الوضع هادئاً في الداخل اللبناني قدر المستطاع، وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة».

وزيارة المسؤولة الفرنسية، هي أول زيارة لمسؤول غربي على هذا المستوى منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الجاري. ومن المقرر ان يستقبل ميقاتي ظهر اليوم وزير خارجية تركيا تعيين هاكان فيدان.

وترافقت الزيارة مع تصعيد ميداني مستمر على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، إذ شهدت الجبهة أمس تبادلاً للقصف بين «حزب الله»، الذي أعلن استهداف عدة مواقع عسكرية إسرائيلية في المنطقة الحدودية، والجيش الإسرائيلي الذي أعلن أنه ردّ على مصادر النيران بقصف مدفعي.

وفيما لم يعرف ما اذا كانت كولونا قد التقت وفدا من قيادة «حزب الله» ام لا، أشارت معلومات «الجمهورية» من مصادر متابعة لزيارتها الى أنها نقلت الى المسؤولين ما يشبه التحذير للبنان، بضرورة اخذ كل الاجراءات لمنع توسّع حرب غزة الى الجبهة الجنوبية، «لأن وضع المنطقة كله متشنج، ولا تعطوا حجة لإسرائيل لتصعيد الموقف كي لا تذهب الامور الى اماكن اخرى اكثر صعوبة وخطورة».

لكن المصادر نفت ان تكون كولونا قد نقلت اي رسالة تحذير من اسرائيل او اي طرف آخر، وقالت انها «جاءت الى بيروت لتستطلع الاجواء السياسية والامنية عن قرب ونقلها للرئاسة الفرنسية ولِنقل الموقف الفرنسي الرسمي مما يجري في غزة وجنوب لبنان».

 

 




 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o