استدراج "حزب الله" الى حرب غزة للقضاء عليه... هدف اسرائيلي؟

يولا هاشم

المركزية – منذ انطلاق عملية طوفان الاقصى لم تنكفئ الاصوات والدعوات المحلية ومن الدول الكبرى، لحث "حزب الله" على عدم الانجرار الى الحرب في غزة والتورّط في الصراع الاسرائيلي والفلسطيني واقحام لبنان في أتون نار ليست لديه القدرة على تحمّل لهيبه، فيقضي على ما تبقى فيه من مؤسسات وبنى تحتية ومقومات عيش. 

اليوم تركزت الأنظار الى زيارة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الى لبنان، وما قد تحمله من معطيات، عمّا إذا كان هدفها التهدئة أم إشعال الجبهات، خاصة وان العديد من الدول الغربية وجّهت أصابع الاتهام الى ايران معتبرة أنها تقف خلف عملية "طوفان الاقصى". 

وعلقت وسائل إعلام إسرائيلية على لقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعبد اللهيان، مشيرة الى ان "الحزب وضع الآن كل قواته القتالية في تأهب عال، وان الاستعداد في صفوف حزب الله هو في ذروته تحسباً لاندلاع مواجهة في الشمال". 

في المقابل، تتخوّف أوساط لبنانية من أن تكون اسرائيل قد استدرجت الولايات المتحدة الأميركية من خلال شنّها هذه الحرب الواسعة على غزة، بغية استهداف حزب الله في لبنان. فهل هذا السيناريو محتمل؟  

النائب السابق فارس سعيد يؤكد لـ"المركزية" ان "من الخطأ ان نصل الى نهائيات ولا نزال في بداية هذه الحرب. نحن في الساعات الاولى، الحرب ستطول لأسابيع وأشهر وستغير بنتائجها الخارطة السياسية في الشرق الاوسط، وبالتالي فإن موضوع "حزب الله" و"حماس" و"فتح" ومستقبل لبنان وبناء الدولة... كل هذه المواضيع مهمة، لكن نتائج ما يحصل في غزة لن تكون فورية، بل ستظهر في الايام والاسابيع والاشهر القادمة". 

 اعتبرتم ان "الجدار الذي خرقته حماس هو جدار "ذكي" وتكنولوجي وما حصل قد يكون نتيجة غض نظر او خطأ فادح حصل"، يجيب سعيد: "هذا قرار سياسي كبير شاركت فيه دولة إقليمية، حاولت الولايات المتحدة القول لها " رأيتك لكنني لن أدخل معك في صدام"، وأرسلت حاملة طائرات الى المنطقة، وعلى الأثر قال المرشد الإيراني علي خامنئي: "ليس لدينا علاقة بما حصل في غزة".  

هل يمكن استدراج الحزب الى حرب؟ "الحزب يستدرج نفسه ولديه نظرية وحدة الساحات، وبالتالي هو يستدرج نفسه من دون ان يستدرجه احد. اذا اجتاحت اسرائيل  غزة ولم يتحرك،تسقط آنذاك نظرية وحدة الساحات وينتهي دوره، وفي حال تدخل سيجر لنفسه ولنا الويلات".  

وعن زيارة عبداللهيان يقول سعيد: "انا صاحب نظرية، وهذا تحليل وليس معلومات، بأن عبداللهيان "ما بيطلع منو شي". ايران تمارس الدجل السياسي مع حلفائها. واكبر دليل انها تركت حماس وحدها.  

الشرق الاوسط الجديد يعني تغييرا في خرائط الدول ام في التحالفات؟ "التغيير لن يكون في تحديد الحدود الجغرافية بل حدود النفوذ السياسي والاقتصادي والثقافي في المنطقة. وهذه مناسبة كبيرة أمام الاسرة العربية كي تخوض معركة السلام الحقيقي التي من خلالها ستجبر اسرائيل على القبول بحلّ الدولتين. خرجنا من حرب الـ1967 بنتيجتين، الاولى ان العرب منذ ذلك التاريخ وحتى الأمس عاشوا بخجل جراء الهزيمة ، وعاشت اسرائيل باستعلائها على العرب ولسان حالها يقول لهم أن ليس باستطاعتهم القيام بأي شيء، وجاءت عملية "طوفان الاقصى"، في 7 تشرين الاول لتغسل خجل العرب وتخرجهم من الاحراج الذي كان يلازمهم وتُعلن لاسرائيل انها لا يمكنها الاستمرار كما كانت. وبالتالي، يجب الاستفادة من الفرصة. الدولتان الوحيدتان القادرتان على الاستفادة من هذه الفرصة هما المملكة العربية السعودية مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان ومصر".