Oct 13, 2023 1:15 PM
خاص

قرارات واشنطن بعد "الطوفان" استفزّت روسيا: اي خيارات امامها؟

لورا يمين

المركزية- هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساعات الماضية الولايات المتحدة على إرسالها حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق البحر المتوسط، مشدداً على أنها ليست طريقة للحل. وقال بوتين، خلال مؤتمر للطاقة في موسكو، إنه لا يفهم "لماذا تذهب الولايات المتحدة بمجموعة حاملة الطائرات إلى البحر المتوسط. لا أفهم حقاً مغزى هذا. هل سيقصفون لبنان أم ماذا"؟، مضيفاً: أم أنهم قرروا محاولة تخويف أحد؟ هناك أشخاص لم يعودوا يخافون أي شيء. هذه ليست الطريقة لحل المشكلة. يجب البحث عن حلول وسط. مثل هذه التصرفات تؤجج الوضع بالطبع". وتابع: الآن نسمع أن إيران متهمة بكل أنواع الأشياء، كالعادة دون دليل. دعونا نرَ، نأمل أن يسود صوت العقل. وإذ وصف بوتين العنف في فلسطين المحتلة بأنه مُروِّع، حذّر من أن أي تصعيد في المنطقة قد تكون له عواقب وخيمة على مختلف القطاعات ومنها الطاقة.

اما في مجلس الامن الدولي، فقوبلت الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة لإدانة هجمات حركة "حماس" على المستوطنات والبلدات الإسرائيلية برفض بعض الأعضاء، أبرزهم روسيا والصين. ففي اجتماع مغلق عقده المجلس الاحد بشأن العمليات التي أطلقتها الحركة وفصائل فلسطينية أخرى ضد إسرائيل السبت، اكتفت موسكو وبكين بالاعتراض على استهداف المدنيين الا انهما لم توافقا على مطلب "ادانة" حماس. مساعد السفير الأميركي لدى المنظمة الدولية روبرت وود قال بعد الجلسة "دان عدد كبير من الدول هجمات حماس. لكن من الواضح، ليس جميعها...يمكنكم بالتأكيد تحديد إحدى (تلك الدول) دون أن أقول أي شيء"، في إشارة واضحة إلى روسيا. اما مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، فاعلن أن الولايات المتحدة أشارت ضمناً إلى أن روسيا لم تدن الهجمات خلال الاجتماع، "هذا غير صحيح، نحن ندين جميع الهجمات ضد المدنيين". ولفت إلى أن روسيا بعثت رسالة واضحة خلال الاجتماع مفادها أنه "من المهم وقف الاشتباكات على الفور وضمان وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات هادفة"، متحدثا عن وضع يعود سببه جزئيا إلى "قضايا لم يتم حلها".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن موقف موسكو المنحاز الى حماس في الحرب الدائرة في الاراضي المحتلة اليوم، ليس هدفه دعم الفصائل الفلسطينية ومساندتها، بقدر ما هدفُه الحرتقة على واشنطن والغرب، اللذين هبّا الى نجدة اسرائيل ومساندتها بشتى الاشكال. فالكرملين يعرف جيدا معنى ان تُرسل واشنطن حاملة طائرات الى الساحل العبري ويدرك جيدا ايضا ان ما يحصل في غزة، تتطلع الولايات المتحدة الى جني ثماره واستثماره في المرحلة المقبلة لصالح الحضور الاميركي في الشرق الاوسط ولصالح حلفاء واشنطن في المنطقة وعلى رأسهم تل ابيب.. على حساب الفريق الممانع الذي تديره ايران وتتزعّمه روسيا. عليه، الاخيرة ستحاول اليوم احباط هذا المخطط بوسائل كثيرة، مِنها التوسط مثلا بين حماس والاسرائيليين لمحاولة تفصيل تسوية لا تكون على حساب الكرملين وقياس الاميركيين - وقد اعلن بوتين اليوم استعداده للعب هذا الدور - ومِنها ايضا محاولة خربطة اي تسويات لا تناسب الكرملين، ربّما عبر تغذية الحرب ومساعدة حماس على الصمود، إلا ان هذا الخيار مستبعد، تختم المصادر.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o