البوارج الأميركية للتدخل ميدانيا وسياسيا ولبنان في دائرة الحرب الموسعة...في انتظار اجتياح غزة
جوانا فرحات
المركزية- وجاء التأكيد على المؤكد . الوحش العائم "يو إس إس جيرالد فورد" وصل إلى مياه المتوسط، وأربع مدمرات صواريخ إضافة إلى مقاتلات جوية أميركية يتوقع وصولها في غضون ساعات لمساندة إسرائيل في الحرب التي بدأتها على حركة حماس. بالنسبة إلى حاملة الطائرات فهي تُعتبر الأكثر تطورا وحداثةً في الأسطول الأميركي، ويبلغ طولها 335 مترًا، ووزنها 82 ألف طن، وتعمل بالدّفع النووي، وتحمل على ظهرها 75 طائرة، و4460 جُنديا، وهي قادرة على الإبحار 20 عامًا من دون الحاجة للتزوّد بالوقود.
المؤشر الأول لوصول الوحش العائم هو أن الحرب قادمة لا محالة لا سيما" بعد اتخاذ القرار بإنهاء حماس، وهذا يعني القضاء على الذراع الإيراني المسموم داخل القضية الفلسطينية"، يقول الكاتب والخبير في الشؤون الجيوبوليتيكية جورج أبو صعب.
التأكيد على اتخاذ قرار بإنهاء حركة حماس يفتح الباب على السؤال عن إمكانية تضحية إيران بذراعها في غزة ومقابل أي ثمن المفترض أن يكون مرتفعا؟ ويجيب أبو صعب "هذا الأمر يتظهرعندما يبدأ الإجتياح الإسرائيلي البري على غزة. فإذا لم تفتح جبهات جديدة ومنها جنوب لبنان وجنوب سوريا تكون إيران قد اتخذت القرار ب"بيع" حماس مقابل ثمن باهظ . أما إذا صدر موقف إيراني بتوسيع رقعة الحرب حينذاك نكون دخلنا في الحرب الإقليمية التي تؤشر بالقضاء على أذرع إيران في المنطقة".
لكن لهذه التضحية ثمن و"كبير جداً" يضيف، ومن الإحتمالات المطروحة كغنائم حرب "تقسيم اليمن والإقرار باستقلال الحوثيين قي منطقتهم مقابل ضمانات تعطى للسعودية. والإحتمال الثاني أن يكون لإيران دور في المنظومة الدفاعية المستقبلية، والإحتمال الأخير أن تُعطى إيران حق التدخل في المنطقة للحفاظ على عملائها. ولو أخذنا لبنان على سبيل المثال قد يكون الثمن بالمثالثة أو تطوير نظام الطائف أو توسيعه ولن ننسى طبعا سوريا".
حتى اللحظة تبقى الأمور والتطورات المرتقبة رهن اجتياح إسرائيل مدينة غزة، "لكن الواضح أن هناك قرارا بإنهاء كل عملاء إيران في المنطقة وعلى رأسهم حماس وحزب الله وهذا ما يرجح نظرية الحرب الموسعة تبعا لنظرية وحدة الساحات". ويخطئ من يظن أننا دخلنا الحرب الموسعة إنطلاقا مما يجري على الحدود الجنوبية في لبنان"ما يحصل هو بمثابة إنذارات متبادلة بين الحزب وإسرائيل. والسؤال عن إمكانية أن تتعداها إلى حرب موسعة هذا رهن بساعة الإجتياح. لكن إذا حصل ذلك فهذا يعني أن أبواب جهنم فُتحت".
وصول الوحش العائم "يو إس إس جيرالد فورد" إلى البحر المتوسط يؤكد أن الدعم الأميركي الذي أعلن عنه جو بايدن منذ اليوم الأول للهجمات التي نفذتها حركة حماس داخل مستوطنات إسرائيلية لم يكن عبثيا ، وهو يندرج في إطار السياسة العسكرية التي تنتهجها الولايات المتحدة عندما يكون هناك صراع يمس بمصالحها وحلفائها، عندها تقرر إرسال أساطيلها".
إلا أن وصول البوارج وحاملات الطائرات الأميركية له معنيين: الأول سياسي ومفاده أن واشنطن موجودة بكل قوتها وهي تنبّه القوى المتصارعة غير الحليفة بأن تخطي الخطوط الحمراء ممنوع فحذار!". أما الرسالة الثانية فميدانية، وتتمثل بدعم الجيش الإسرائيلي بالسلاح والعتاد ومن ضمن ذلك إحتمال وجود قوات عسكرية جاهزة للتدخل في أية لحظة خصوصا إذا توسّع بيكار الحرب في المنطقة وهذا ما يشير إليه أبوصعب من خلال كلام الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حذر منذ 3 أيام الطرف الثالث أي إيران من التدخل لاستغلال ما يحصل في فلسطين".
داخليا ما يجب التركيز عليه اليوم هو إنشاء خلية طوارئ تضم نوابا ووزراء ومجتمعا مدنيا إضافة إلى فتح ممرات للمساعدات في ما لو توسعت دائرة الحرب وإلا سيكون الثمن عسيرا، لأن لبنان ليس إلا تفصيلا في عيون المجتمع الدولي وينظرون إليه من زاوية حزب الله لا سيما في الجنوب.
وبحسب المعطيات وقراءة أبو صعب للتطورات العسكرية التي حصلت في الأيام الأخيرة "فإن الحرب مقبلة على المنطقة وستكون حربا جارفة ومكلفة بالأرواح والممتلكات ".
باختصار ما بعد 6 تشرين الأول 2023 لن يكون كما قبله. " هذا التاريخ يسجل محطة فاصلة ستغير وجه المنطقة جغرافيا، كما سيكون هناك تغيير جذري لمعالم المنطقة وستنهار أنظمة دول ومنها نظام بشار الأسد".
هل يجدي نفعا السؤال عن مصير لبنان من هذه الحرب ومصير اللبنانيين في ما لو توسعت رقعة الحرب؟" الحرب ستشمل لبنان وسوريا والمنطقة الموازية إسرائيل حتى أن هناك احتمالا في أن يحصل توتر مصري- إسرائيلي، وأردني -إسرائيلي لكن يبقى ذلك رهن اللحظة التي تجتاح فيها إسرائيل مدينة غزة لإنهاء حركة حماس. وهذه اللحظة باتت وشيكة جدا".
أما عن مصير اللبنانيين فالجواب مكتوب منذ اللحظة:لا حول لهم ولا قوة !.