Oct 10, 2023 12:01 PM
خاص

رسائل مشفرة بين طهران وواشنطن: لإبقاء المواجهة محصورة بـ"الوكلاء"

لارا يزبك

المركزية- أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلا عن مسؤولين كبار في حركتي "حماس" و"حزب الله"، أن إيران ساعدت حماس في التخطيط للهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول. وأشارت الصحيفة غداة انطلاق عملية "طوفان الاقصى" إلى أن ضباط الحرس الثوري الإسلامي يعملون على تفاصيل الخطة مع ممثلي حماس منذ آب، وجرت اللقاءات في العاصمة اللبنانية بيروت. وأكدت أن المعلومات حول دور إيران تم تأكيدها من قبل مسؤول أوروبي لم يذكر اسمه وأحد مستشاري الحكومة السورية. وأضافت أن الموافقة على تنفيذ الهجوم تمت في اجتماع عقد في بيروت في 2 تشرين الأول.

في المقابل، قال مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي اليوم ان "مَن يربطون بين إيران وهجوم "حماس" على إسرائيل مخطئون".

وكانت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة نفت ضلوع طهران، في هجوم "طوفان الأقصى". واعتبرت في بيان مساء أمس الأحد أن "الإجراءات الحازمة التي اتخذتها فلسطين تشكل دفاعا مشروعا تماما في مواجهة سبعة عقود من الاحتلال القمعي والجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصهيوني غير الشرعي". وشددت على أنها "تدعم فلسطين على نحو لا يتزعزع"، لكنها أكدت أنها لم تشارك في الرد الفلسطيني. إلى ذلك، اعتبرت أن "نجاح عملية حماس كان بسبب المباغتة وهو ما يمثل أكبر فشل للأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، وفق قولها. ورأت أن "الإسرائيليين يحاولون تبرير فشلهم ونسبه إلى القوة الاستخباراتية الإيرانية والتخطيط العملياتي". كما أشارت إلى أن تل أبيب "تجد صعوبة بالغة في قبول ما يتردد في أجهزة المخابرات عن هزيمتهم على يد مجموعة فلسطينية"، وفق ما نقلت رويترز.
وقبل ما نشرته الصحيفة الاميركية، صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن ليس لدى الولايات المتحدة أي دليل على تورط إيران في التصعيد الفلسطيني - الإسرائيلي.

اما البيت الابيض فتحدث امس عن "تواطؤ" ايراني لا عن "تورط" ايران في الهجوم.

الموقفان الرسميان الاميركي والايراني، يمكن ان تكون لهما دلالات سياسية، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ويُعتبران مثابة رسائل مشفّرة "تهدوية" بينهما. فإعلان الجمهورية الاسلامية ان لا علاقة مباشرة لها بالعملية العسكرية في الاراضي المحتلة ليس تفصيلا، كما ان تأكيد واشنطن انها لم تجد بعد بصمات مباشرة لايران في هذه الحرب، ليس تفصيلا ايضا.

صحيح ان ايران تدعم بوضوح حماس وان الولايات المتحدة تدعم ايضا تل ابيب، وقد أمرت بارسال حاملة طائرات الى الشرق الاوسط لمساندتها في الخروج من المأساة التي ألمّت بها، غير ان مواقف المسؤولين في الدولتين، تشير الى ان طهران وواشنطن لا تريدان أبدا التصعيد المباشر بين بعضهما البعض، وترفضان توسيع المواجهة لتصبح بينهما بالمباشر، أقلّه حتى الساعة. انطلاقا من هنا، يمكن القول ان المعركة محصورة بين الاسرائيليين وحماس ومتفرعاتها، وان رقعتها وخطورتها لن تتمددا لتصبح المواجهة بين "الاصيل" لا "الوكيل"، حتى اشعار آخر.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o