الغليان يعود الى سوريا.. مُواكِبا المخاض الاقليمي

لورا يمين

المركزية- شيعت سوريا ضحايا الهجوم الذي نفّذته طائرات مسيّرة على الكلية الحربية في مدينة حمص وسط البلاد، فور انتهاء حفل تخريج ضباط الخميس، ما أوقع عشرات الضحايا من عسكريين وأفراد عائلاتهم، وسقط ما يزيد على 100 قتيل في الهجوم. ورداً على الهجوم، بدأت القوات الحكومية منذ الخميس قصف مناطق تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى متحالفة معها في محافظة إدلب وريف حلب الغربي المجاور، وفق ما أفاد المرصد السوري، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً، في حصيلة جديدة.

في الشمال السوري،  قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الخميس إن مقاتلة أميركية من طراز إف-16 أسقطت طائرة تركية مسيرة كانت تعمل بالقرب من القوات الأميركية في سوريا، وهو ما نفته وزارة الدفاع التركية، مؤكدة أن المسيرة التي أسقطت "لا تتبع القوات المسلحة التركية". وذكر البنتاغون أن إسقاط المسيرة جاء "كإجراء مناسب لحماية القوات الأميركية" في سوريا، مشيرا إلى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن شدد -في اتصال هاتفي مع نظيره التركي يشار غولر- على التنسيق المشترك لمنع وقوع تهديد للقوات الأميركية في سوريا. ودان البنتاغون "أي عمل إرهابي ضد تركيا"، مؤكدا أن حزب العمال الكردستاني "يمثل تهديدا إرهابيا"، ومشيرا إلى أن الولايات المتحدة ليست لديها مؤشرات على أن تركيا كانت تنوي استهداف القوات الأميركية في سوريا عمدا.

جنوبا، في السويداء، التظاهرات الشعبية مستمرة وسط مطالبات برحيل النظام ورئيسه بشار الاسد اللذين تسببا بازمة اقتصادية معيشية خانقة تغرق فيها سوريا اليوم وهي آخذة في الاشتداد. اما امنيا، فالاردن تسقط في وتيرة متسارعة شبه يومية، مسيرات آتية من سوريا محملة بالمخدرات والممنوعات لتهريبها الى الدول العربية والى العالم، كما وتوقف عمان شاحنات تعبر الحدود السورية يتبين انها محملة بالكبتاغون، وقد باتت القيادة الاردنية، ازاء هذا الواقع، تدرس مليا وتتواصل مع القوى الدولية، لتجس النبض حيال امكانية ان تجري عملية عسكرية او امنية في هذه المنطقة للتخلّص من عبء "التهريب" الخطير هذا الذي يقض مضاجعها ويتهدد أمنها.

كل هذه المعطيات تدل، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، على ان الغليان عاد الى الساحة السورية بعد فترة هدوء نسبي، ويسعى اللاعبون الدوليون النافذون في المنطقة، الى تثبيت قواعد جديدة للعبة في سوريا في ضوء التبدلات الكبرى التي يعيشها الشرق الاوسط. وبحسب المصادر، الاوراق عادت لتختلط مجددا في سوريا، والمشهدُ الجديد الذي سيرتسم فوقها قد لا يتظهر الا بعد تبيان المشهد الكبير في الاقليم، الذي ستحدد معالمَه معركةُ "طوفان الاقصى" ومسار التطبيع بين الرياض وتل ابيب، ومصيرُ الاتفاق النووي ومسار المحادثات الاميركية – الايرانية... وحتى ذلك الحين، يبدو ان سوريا دخلت في جولة تصعيد جديدة...

***