Sep 26, 2023 6:01 AM
صحف

آلية تشاور جديدة لإنتقاء الرئيس.. والترياق القطري يجدِّد الرهانات

جددت اتصالات الموفد القطري جاسم فهد آل ثاني (أبو فهد) الرهانات على إمكانية الاقتراب من آلية جديدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، على قاعدة التشاور مع الكتل ورؤساء الأحزاب ومعاونيهم، على ان يبلور «خلاصة عملية» وفقاً لمصدر مطلع، يضعها بتصرف وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، الذي يعتزم زيارة لبنان، لإحداث «خرق ما» الشهر المقبل.

ولم يُعرف ما اذا كان ثمة صلة بين زيارة الوزير القطري، والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي انقطعت الاخبار حول مهمته، وموعد مجيئه الى بيروت.

وفي المعلومات حول مهمة الموفد القطري، فإن جاسم آل ثاني (أبو فهد) قرَّر اعطاء فرصة اضافية لاتصالاته.

وحسب المعلومات إياها، فالموفد القطري، يثير مع رؤساء الكتل والأحزاب الذين يلتقيهم، الملاحظات على الاسماء المقترحة للرئاسة.

وحسب خطة الوسيط القطري، فإن ما تتفق حوله غالبية الآراء، يمكن اعتماده، لدى «الخماسية الدولية»، تمهيداً للاتفاق على جلسة لانتخابه.

ولئن كان الرئيس نبيه بري يتابع الموقف ساعة بساعة، لا سيما مشاورات «أبو فهد» البعيدة عن الاضواء، فإن مصادر مطلعة على موقف «الثنائي الشيعي» على الرغم من اعلان التمسك بترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، تعتقد ان «الإنفراج الاقليمي» وتعزيز الاتفاق الايراني - السعودي من شأنه أن يعزز فرص الانتقال الى اهتمام خاص بالوضع اللبناني، ويسمح «بحلحلة» أكيدة للمواقف، وصولاً الى الالتقاء عند «منتصف الطريق» من زاوية ان الرئيس يجب ان يُرضي طموحات اللبنانيين، ولا يشكل تحدياً لأي فريق او كتلة.

وتوقفت مصادر متابعة عند الكلام الذي قاله رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد من ان موقف الحزب «حتى الآن» هو دعم ترشيح فرنجية، مشيراً الى جدية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بايجاد حلّ للحرب في اليمن.

وكشف متابعون للحراك القطري لـ«اللواء» انه باقٍ في لبنان فترة طويلة حتى وصول الموفد الرسمي وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي والموفد الفرنسي جان إيف لودريان في شهر تشرين اول المقبل، ولذلك سيلتقي في فترة الانتظار مزيدا من القوى السياسية، لكن لم يحدد بعد موعد لقائه برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط الموجود خارج لبنان، وربما يلتقيه الاسبوع المقبل بعد عودته نهاية هذا الاسبوع، ما لم يلتقِ قبل ذلك وليد جنبلاط.

واشارت المصادر المتابعة الى ان اسماء المرشحين التي يتم تسريبها ليس بالضرورة ان تكون دقيقة، وربما كانت بهدف جس النبض او تمرير الوقت لحين إنضاج ظروف التوافق على اسم مرشح او اثنين لخوص الاستحقاق الرئاسي.

من جهتها، أشارت "الانباء" الكويتية، الى ان الترقب  يسود لمصير الأزمة في لبنان، فيما دخل الملف الرئاسي في مرحلة الانتقال من المبادرة الفرنسية المولج بها لودريان الى المسعى القطري، بتكليف من «اللجنة الخماسية»، والذي شرع بالتحرك عبر الموفد آل ثاني وان كان بتكتم، باعتبار ان الدور القطري الرسمي الذي سيلعبه وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي لم يبدأ بعد.

ومع بداية الحراك القطري، بدأ التداول بأسماء جديدة ـ قديمة مرشحة للرئاسة كقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يتقدم على سواه، والنائب نعمة افرام وهو رجل اعمال، واللواء إلياس البيسري المدير العام للامن العام.

ورب سائل عن علاقة هذا الانتقال للاستحقاق بالاجتماع الاخير لممثلي «اللجنة الخماسية» المهتمة بأمر لبنان في نيويورك والذي ترك انطباعا بأنه فشل، بدليل عدم صدور بيان عنه، لكن المتحدث الاقليمي باسم وزارة الخارجية الاميركية سامويل وربيرغ غالط كل من وسم الاجتماع بالفشل، مؤكدا على انه كان من أهم الاجتماعات المرتبطة بأوضاع الشرق الاوسط ولا خلاف بين اعضاء اللجنة بحسب ما ابلغ قناة «الجديد».

بيـــــد ان مصــــــادر ديبلوماسية أخرى أكدت ان اجتماع «اللجنة الخماسية» الأخير شهد، وبصورة جلية، تناقضا بين المواقف الاميركية ـ الفرنسية ليس حول لبنان، بل حول النيجر، حيث سعت فرنسا الى ادخال قوات دولية في معركتها ضد الانقلابيين، فرفضت الولايات المتحدة مثل هذا التورط، وكانت النتيجة ما حصل بالأمس، حيث اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الانسحاب من النيجر.

والراهن أن الحراك القطري بين سبتمبر وأكتوبر لن يلغي زيارة لودريان القادم، حتما، الى بيروت لاستئناف مساعيه نهاية هذا الشهر.

وثمة كلام عن احتمال التوصل الى رئيس اواسط الشهر القادم، لكن هذا المعطى لم يقترن بمؤشرات لا على مستوى الحوار ولا على مستوى المواقف المتشددة.

أما "الراي" الكويتية، فرأت أن  الأجواء تَشي بأن الاستحقاق الرئاسي بات في مرحلة انتظاريةٍ لآليات تسمح بتراجُعاتٍ متزامنة، ثمة اعتقادٌ بأنها لن تحصل إلا ربْطاً بمسرح العمليات الإقليمي المتعدد الساحة، وسط اقتناعٍ بأن «حزب الله» لن يسلّم ورقة فرنجية بسهولة إلا بعد أن تكون دقّت ساعة التسوية وضَمَن أن ثمة غطاء خارجياً وازناً لها.

وفي هذا السياق، كشفتْ أوساط واسعة الاطلاع في بيروت لـ «الراي» أن الموفد القطري لم يَطرح أي اسم كمرشّح للرئاسة في اللقاء الذي جمعه بحسين خليل، المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ولا اسم قائد الجيش العماد جوزف عون ولا سواه.

وقالت إن الموفد القطري حرص على الوقوف على مقاربة «حزب الله» للمأزق الرئاسي، وسؤالِ ممثّله عن مدى تمسكه برئيس «تيار المردة» كمرشّح رئاسي في ضوء تَمادي الفراغ في رأس الدولة.

وأشارت معلومات «الراي» الى أن معاون الأمين العام الذي أعلن البقاء على ترشيح فرنجية كان حريصاً بدوره على التشديد على أهمية معرفة هوية مرشّح الآخَرين وكأن في الأمر عملية استدراجٍ للوقوف على حقيقة موقف هؤلاء من ترشيح قائد الجيش.

وكان لافتاً أمس ما نُقل عن رئيس المجلس السياسي لـ «حزب الله» إبراهيم أمين السيد من أن «هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى انتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج عن جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعْم ترشيح الوزير سليمان فرنجية، ولا جديد لدينا، وهذا صار يُحكى فيه كل يوم بيومه».

ومن هنا لم تُبْدِ مَصادر على بينة مما يجري تفاؤلاً في إمكان إحداث اختراق وشيك في الجدار الرئاسي لأسباب تتصل بحدّة الاستقطاب في الداخل وعدم نضوج أي تفاهمات إقليمية تتّصل بالأزمة اللاهبة في لبنان.

وتعتقد المصادر أن المتحرك الوحيد، الذي يحظى بـ «المراقبة» هو الحوار الدائر بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل، وسط إيحاءاتٍ من الحزب تجعل حليفه السابق أمام المفاضلة بين فرنجية وعون.


 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o