Sep 23, 2023 11:53 AM
خاص

الحوثي يعرض "عضلاته": لتسييلها في الحل السياسي!

لورا يمين

المركزية- نظّمت "قوات صنعاء"، الخميس، عرضاً عسكرياً كبيراً في ميدان السبعين، أحد أكبر ميادين العاصمة، في مناسبة العيد الثامن لـ"ثورة 21 أيلول"، حيث كشفت عن نماذج مختلفة من ترسانتها العسكرية للقوات البرية والبحرية والجوية. وخلال العرض، كُشف عن آخر إنتاجات الصناعة العسكرية اليمنية، خصوصاً في مجال الصواريخ الباليستية والمجنّحة والبحرية، ومنظومات الدفاع الجوي والطائرات المُسيّرة. كذلك، حلّقت المروحيات العسكرية اليمنية، في سماء العاصمة، بعدما أُعيدت إلى الخدمة.

في المناسبة هذه، أكّد زعيم حركة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، أن "اليمن بات يمتلك التقنية الصاروخية"، مضيفاً أن القوة الصاروخية "في تطوُّرٍ تصاعدي، وكذلك قسم الطيران المُسيَّر الذي صنع أنواع الطائرات المُسيَّرة بمديات ومسافات متنوّعة، والقوات البحرية الباسلة التي صنعت أنواعاً مختلفة من سلاح البحرية، والقوات الجوية، وسلاح الدفاع الجوي". وأشار إلى أنّ "الحصار دفع القوات المسلحة اليمنية إلى التصنيع العسكري، مِن المسدّس إلى الصاروخ"، معتبراً أنّ ذلك كان "نتيجةً عكسية لأهداف العدوان". وأضاف أنه "كان من الطبيعي أن تكون الأولوية الأولى والكبرى هي التصدي للعدوان (...) لكننا لن نتجاهل الأولوية الأخرى، وهي تصحيح الوضع في مؤسسات الدولة، كهدفٍ أساسي من أهداف ثورتنا المباركة، ومطلبٍ شعبي نعمل على تلبيته".

تأتي هذه الخطوة "الاستعراضية" وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، بالتزامن مع انتهاء جولة المفاوضات المباشرة الثانية في الرياض بين وفد صنعاء والجانب السعودي. وهدفها على الارجح، ليس احباط المحادثات التي انطلقت في الايام الماضية، بل يريد الحوثي تحسين شروطه ومكاسبه في التسوية الآتية الى البلاد لانهاء النزاع المسلّح الدامي الذي يمزّقها منذ سنوات.

فبحسب المصادر، تم في المملكة، التوصل الى تفاهمات حول غالبية نقاط التباين بين الجانبين، وسيتم في قابل الايام الاعلان عن اتفاق يعالج في شكل رئيسي، الجانب الإنساني والمطالب المتعلقة به تحديدا، الا ان هذا التفاهم سيمهّد للدخول في النقاط الاسخن، السياسية والعسكرية.

انطلاقا من هنا، فإن الحوثي اراد عبر عرض العضلات الذي نظّمه في "ميدان السبعين" إظهار حجم قوّته وقدراته، موجها رسالة الى المملكة والعاملين على التسوية المنتظرة، بأن اي حل يجب ان يأخذ في الاعتبار موازين القوى وحجمَ الحوثيين، متطلّعا الى تسييل "السلاح" في "السياسة".

واذ تشير الى ان التسوية سلكت ولا عودة الى التصعيد (على الارجح)، تقول المصادر ان الحل الجاري العمل على انضاجه سيكون على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، بما ان الرياض والوسطاء، يريدون تهدئة مستدامة لا "إبرة مخدّر" تنتهي مفاعليها بعد حين...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o