الرئاسة من تأجيل الى آخر: رصد لاجتماع "الخماسي" ووصول "القطري"
الدوحة تسعى لتليين موقف الثنائي.. الحزب والحركة يصعّدان ويدعوان للحوار!
ميقاتي يغادر الى نيويورك على رأس وفد.. تحذير قبرصي لأوروبا من انهيار لبنان
المركزية- الحسم في الملف الرئاسي اللبناني من تأجيل الى آخر، ومن محطة الى أخرى. بعد ان عاينه الاسبوع الماضي الموفدُ الفرنسي جان ايف لودريان الذي ترقّبت الساحة السياسية ما اذا كان سيحمل معه جديدا، غادر من دون اي تبدّل في المشهد، فانتقلت العيون اليوم الى نيويورك التي يُفترض ان تحضر في كواليسها، الازمة الرئاسية، على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في اجتماع يعقده ممثلو "الخماسي الدولي"، علّه يُؤسس لخرق ما في المراوحة السلبية المستمرة منذ اشهر. كما يكبر التعويل على دخول قطري على الملعب الرئاسي في قابل الايام، ربما يساعد ايضا في انضاج تسوية ما، سيما وان للدوحة علاقات طيبة مع ايران، المُمسكة، باعتراف علني او ضمني من عواصم الخماسي، بمفاتيح الاستحقاق.
التركيز القطري: في الانتظار، المواقف المحلية على حالها: المعارضة ترفض الحوارات وتطالب بجلسة انتخابية بدورات متتالية مع استعدادها للبحث في اي اسم توافقي. اما حزب الله وحلفاؤه، فيصرّون على التحاور مع القوى الاخرى والجلوس معهم على طاولة قد يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري ويرأسها نائبه الياس بوصعب، الا انهم مع كل حماستهم للحوار، يتمسكون بمرشحهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وهذه النقطة بالذات هي التي تحول حتى اللحظة، وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، دون التمكن من كسر الستاتيكو الرئاسي السلبي. وبحسب المصادر ايضا، فإن الموفد القطري الذي قد يصل الى بيروت مطل الاسبوع، سيسعى الى تذليل هذه العقبة وسيعمل لإقناع الاطراف جميعهم بأن لا بد من الذهاب نحو اسم ثالث، قد يكون قائد الجيش العماد جوزيف عون، لان حظوظ كل الاسماء المحسوبة بشكل نافر على فريق سياسي، كاسم سليمان فرنجية، لا يمكن ان تمر، خاصة في ظل التوازنات النيابية التي تحكم اليوم مجلس النواب.
تكريس التعذر: ووفق المصادر، فإن الاجتماع الذي عقده السفير السعودي وليد البخاري في اليرزه الخميس، وضم النواب السنة ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وشارك فيه ايضا لودريان، كرّس اكثر، حقيقةَ ان لا يمكن انتخاب رئيس طرف. هذا ما لمسه المشاركون من مواقف دريان والبخاري، ما يعني ان تعويل الثنائي الشيعي على انتقال نوابٍ سنّة، الى ضفة المصوتين لفرنجية، بات امرا شبه مستحيل.
رافضو الحوار يؤخرون: وفي انتظار ما اذا كانت المساعي والوساطات الدولية ستتمكن من اقناع الثنائي بأن مرشّحه لن يتمكن من الوصول الى بعبدا، نواب الحزب والحركة يتمسكون بالحوار ويحمّلون رافضيه، مسؤولية تعطيل الاستحقاق. فقد اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن ان "اللبنانيين ينتظرون أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ومن يتحمل تأخير الانتخاب هو من يرفض الحوار والتفاهم، ويصرّ على تحقيق أجندة ليست في مصلحة لبنان، بل هي في مصلحة المطالب الأميركية من لبنان"... بدوره، اشار نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى ان "اليوم الطريق الوحيد الإيجابي والمفتوح أمام انتخاب رئيس للجمهورية هو طريق الحوار وهذا الطريق هو طريق حوار ليس مرتبطا للوصول إلى نتيجة، وإن كان الأفضل أن يصل إلى نتيجة، فقط أن نجلس معا لنتحاور لأننا سنعيش في البلد معا، ألا يمكن أن نتحدث مع بعضنا؟ وهذا يفتح الطريق أمام انتخاب الرئيس. اليوم كل من يرفض الحوار مسؤول عن الخلل والتدهور وتأخير انتخابات رئيس الجمهورية. قد يكون الحوار لمجرد أن نتحاور وقد لا نصل إلى تفاهم، أما بالعناد والتحدي والتعطيل لن يكون لبنان لكم ونحن لا نريد لبنان لنا وحدنا بل لكل أبنائه، ومن دون خطة إنقاذ لا يمكن إعادة حقوق المودعين وإنقاذ المدارس الرسمية والجامعة ومعالجة الصحة والاستشفاء وتوفير العدل وتحقيق التنمية والاقتصاد وتحرير الأرض، وهذا يحتاج الى رئيس لا إطالة أمد الفراغ بالأنانية يمكن أن يحقق الأهداف، ولا محاولة الاستحواذ على السلطة يمكن أن تؤدي الى انتخاب رئيس". اضاف "الأحجام القيادية والسياسية معروفة، ولن يتمكن المتوترون وأصحاب التصريحات اليومية عالية السقف إلا التدهور والخراب ونحن نريد مع الشرفاء إعمار البلد وإنقاذه، يبدو ان الامور لم تنضج بعد، ولكن الوقت لن يأتي بالمعجزات، كل وقت نخسره يزيد الخسائر بلا فائدة. أتمنى ان يستيقظ ضمير هؤلاء المعاندين من أجل أن يتعاونوا مع أبناء وطنهم لانجاز هذا الاستحقاق".
استجيبوا لدعوة بري: بدوره، رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب حسين خريس أن "من يرفض الحوار خاصة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، لا يريد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو يسعى لإبقاء أزمة البلد مفتوحة، لا سيما وأن أزمات البلد تتفاقم أكثر فأكثر، لذلك نؤكد أن الوقت ليس لمصلحة أحد، فتعالوا إلى كلمة سواء، واستجيبوا إلى دعوة الرئيس بري لأجل الحوار وانتخاب رئيس للجمهورية".
الى نيويورك: وسط هذا التعثر السياسي وعلى وقع تأنيب وجهه صندوق النقد الدولي الى الطبقة السياسية اللبنانية لعدم تطبيقها اي من الاصلاحات المطلوبة للخروج من الازمة الاقتصادية – المالية التي تعصف بلبنان، غادر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ووفد رسمي، بيروت متوجهين الى نيويورك، للمشاركة في إفتتاح الدورة الـ ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة والنشاطات التي تقام على هامشها. وخلال وجوده في نيويورك وعلى هامش اعمال الدورة ستكون للوزير بوحبيب سلسلة لقاءات واتصالات لبحث قضايا لبنانية واقليمية.
تحذير قبرصي: واذ لا بد ان يحضر ملف النزوح وموجاته المتجددة في نقاشات المسؤولين اللبنانيين في الامم المتحدة، برز إعلانُ سلطات قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، أنّها طلبت من التكتل مراجعة وضع سوريا، إن كانت ما زالت غير آمنة ولا يمكن إعادة طالبي اللجوء إليها. تأتي هذه الخطوة في أعقاب موجة من الهجمات ذات الدوافع العنصرية على الأجانب في الأسابيع الأخيرة، وسط تزايد المشاعر المعادية للمهاجرين في الجزيرة المتوسطية. ولفت وزير الداخلية كونستانتينوس يوانو الى أنه سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإنهاء وضع سوريا كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها. وفي رسالة إلى نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس، قال يوانو إنه أثار أيضًا الحاجة الملحة لمساعدة لبنان الذي لجأ إليه نحو 2,5 مليون سوري. وأضاف: المعلومات المتوافرة لدينا من السلطات في لبنان هي أن هناك زيادة في عدد السوريين الذين ينتقلون إلى لبنان، ولبنان حاجز. إذا انهار لبنان، فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة.
دهم مخيمات: ليس بعيدا، اعلنت قيادة الجيش في بيان ان "وحدة من الجيش اللبناني تؤازرها دورية من مديرية المخابرات، دهمتا في تواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي، عددًا من مخيمات النازحين السوريين في منطقة البقاع وأوقفت 43 سوريًّا، لدخولهم خلسة إلى لبنان وتجولهم من دون أوراق ثبوتية. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".
***