Sep 13, 2023 4:40 PM
تحليل سياسي

لودريان من حارة حريك الى معراب... الازمة مكانك راوح
جنبلاط مع بري في الحوار : لنسأل من يغردون على التلال
قرار تفجير عين الحلوة اقوى من كل الاجتماعات الرسمية

المركزية- في ظل قناعة شبه راسخة بأن زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان الثالثة الى لبنان من دون جدوى، ما دام لا يحمل جديدا يفك أسر الرئاسة ولا هو قادر على تقريب وجهات نظر القوى السياسية الى نقطة وسط تتيح انجاز الاستحقاق، لم تعد محطات جولة لودريان في بيروت المستمرة لليوم الثاني على التوالي محط اهتمام اللبنانيين الذين يتطلعون الى موعد جديد في نيويورك مع التئام مجموعة الدول الخماسية في ١٩ الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في 22 الجاري، علّها تجترح تسوية او حلا يمكن معه القفز فوق مطب الازمة بانتخاب رئيس واطلاق قطار الاصلاح. الا ان اللافت بحسب ما ابلغت مصادر غربية "المركزية" هو ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لن يشارك في الاجتماع الاممي وستتمثل فرنسا بوزيرة خارجيتها كاترين كولونا، علما ان لودريان سيتسلم مهامه الفرنسية- السعودية مطلع تشرين الاول المقبل، من دون ان يتحدد حتى الان ما اذا كانت تلك المهام ستنهي وظيفته "اللبنانية"، وهو الخيار الاكثر ترجيحا نسبة لكم العمل الملقى على عاتقه.

وفيما لم يسجل اي جديد في لقاءات لودريان، فإن كليمنصو اطلقت جديدا بموقف جنبلاطي وجه سهامه في اتجاه معراب الرافضة للحوار حاسما خياره الى جانب عين التينة في تأييد عقد الحوار.  

وليد جنبلاط للحوار: واصل المبعوث الفرنسي لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عارضا الاستحقاق الرئاسي ومشددا على اهمية الحوار لانجازه.التقى قبل ظهر اليوم النائب السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، في حضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة اللقاء النائب وائل أبو فاعور، للبحث في المستجدات السياسية. وقال جنبلاط بعد اللقاء "دائماً لدى حزب "القوات" وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار". ورداً على سؤال ان كان "اللقاء الديمقراطي" أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار قال: "لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته". وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قال جنبلاط: "لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء". وأشار إلى أن "بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال".

عند رعد: و كان رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد استقبل الموفد الفرنسي  صباحا، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.‏
وتطرق الحديث إلى "المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي"، وفق ما افادت العلاقات الاعلامية في "حزب الله". وإعتبر لودريان أن "طرح الرئيس بري للحوار‎ ‎‏ يصب في  ‏السياق نفسه ،ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد".‏ من جهته، شدد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" على "أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي". وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.

الحوار او خطر وجودي: بعدها، التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم. وقال النائب ياسين ياسين بعد لقائه لودريان: حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان.

تجدد: واستقبل لودريان ممثلا كتلة" تجدّد "النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر. وعصرا زار لودريان الصيفي واجتمع الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على ان يتوجه منها الى معراب، وذلك عشية اجتماع بينه والنواب السنة سيعقده السفير السعودي وليد بخاري غدا.

شرط مسبق: ليس بعيدا، اشار نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني الى ان لودريان لا يحمل جديداً بل الزيارة استتباع للقاءات السابقة ويحاول تقريب وجهات النظر، مضيفاً "يجب ان لا ننسى ان هناك حوارات عدة قائمة بين قوى المعارضة وقوى الاعتدال وغيرها حول الموضوع الرئاسي وبطريقة ثنائية ولكنها لا تختزل الدستور ولا تتعارض معه ولا تُشكّل شرطاً مسبقاً لإنتخاب الرئيس في مجلس النواب. وهذا ما يميزها عن الحوار الذي يدعو اليه بري والذي يبدو من حيث الشكل حوارا اما من حيث المضمون فلا يمت الى الحوار بصلة".

تجدد الاشتباكات: امنيا، وفي وقت سيطر الهدوء الحذر على عين الحلوة قبل الظهر غداة اجتماع عقد بين ممثلي حماس وفتح، سرعان ما تبخر مع تجدد الإشتباكات العنيفة بعد الظهر في حي حطين والرأس الأحمر واستخدمت القذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبل الظهر في السراي، اجتماعا لبحث الوضع في المخيم ، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني لدى لبنان اشرف دبور، أمين سر حركة فتح فتحي ابو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش  العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن. وقال بعده الاحمد أنه "تقرر وقف إطلاق النار في عين الحلوة وتسليم المطلوبين باغتيال مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي”، مؤكدا أن "الجانب اللبناني سيجري اتصالات لوصول القرار هذا لجميع الأطراف". اضاف: جهات خارجية تقدم إغراءات للأطراف المسلحة في عين الحلوة لتعم الفوضى في لبنان، مضيفًا "كلنا ثقة بالقيادة اللبنانية الحكيمة للتصدي لهذه المحاولات". كما أكد أن "كل الخيارات مطروحة أمامنا واتفقنا عليها، ونحن نفضل خيار العقل، واذا كان هناك أناس مضللون من جهات أجنبية أو غير أجنبية مستفيدة من هذه الحالة، فهذا ذنبهم وليس خيار الدولة اللبنانية ودولة فلسطين"، مشددا على "أننا لا نقدم على عمل منفرد ولا يقدم الأخوة في الحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية على عمل منفرد أيضا. وهذه مناسبة لنؤكد لأبناء صيدا وفاعلياتها  وقواها واحزابها وأيضا للجوار، بأن هناك من يريد توسيع الفوضى والصدام".

بوحبيب والمقداد: وسط هذه الاجواء، وفي شأن امني آخر يتعلق بموجة النزوح السوري غير الشرعي الى لبنان، وعطفا على قرار مجلس الوزراء القاضي بتكليف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بترؤس وفد رسمي لينتقل الى سوريا ويبحث قضية النازحين، أجرى بوحبيب إتّصالا بنظيره السوري فيصل المقداد وإتّفقا على عقد لقاء بينهما فور عودته من نيويورك حيث سيشارك الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي بأعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، على أن يلتقي هناك بنائب وزير الخارجية السوري الذي سيمثّل بلاده في الاجتماعات الاممية.  ورحّب وزير الخارجية السوري بزيارة بوحبيب والوفد المرافق الى دمشق مبديا استعداده لكل تعاون يصبّ في مصلحة البلدين.

الجيش ينفي: من جهة ثانية، أعلنت قيادة الجيش في بيان ان و"بتاريخ 12/ 9/ 2023، عقد في الناقورة اجتماع ثلاثي برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء أرولدو لاثارو، وبحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوات الأمم المتحدة العميد منير شحادة، وذلك لبحث النقاط ١٣ المتحفظ عليها والتي اعتُبرت خرقًا، من دون التوصل إلى اتفاق. و تَقرر أن تستمر الاتصالات والاجتماعات تحت رعاية الأمم المتحدة. ونفت قيادة الجيش "المعلومات المتداولة حول التوصل إلى أي اتفاق في هذا الخصوص".

كنعان: اقتصاديا، عقد لقاء في قاعة لجنة المال والموازنة في البرلمان ضم رئيسها النائب ابراهيم كنعان ورئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان مع بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة ارنستو راميراز. وأشار كنعان، بعد اللقاء إلى أنّ "اللقاء هو مصارحة كاملة، عرضنا فيه كل شيء لاسيّما المسألة المركزية التي يتهرب منها الجميع وتعنى بالودائع". وشدد في تصريح من مجلس النواب على أنّه "يجب وضع حلول لمسألة الودائع وعملية بيع المواقف للمجتمع الدولي لكسب رضاه ليست عملنا، ولرئيس حكومة تصريف الأعمال نقول إنّ قانون اعادة هيكلة المصارف لم يصل الى مجلس النواب ويناقش بين الحكومة وصندوق النقد". وأوضح أنّه "لم يحصل التدقيق المحايد في موجودات المصارف والدولة حتى اللحظة، ليتحدد ما لديها وكيفية رد الودائع للناس". وأشار كنعان إلى أنّ "المعادلة واضحة، فالدولة والمصارف مسؤولون والتدقيق في الموجودات الزامي والخطط الحكومية يجب ان تطبق عمليا لا لمجرد رفع المسؤوليات"، مؤكدًا أنّ "اول ما يجب ان يسأل عنه اي مرشح رئاسي: ماذا ستفعل بالودائع؟ وكيف تقترح العمل على استردادها؟"

عدوان: بدوره، قال عدوان: مقاربة صندوق النقد تقضي بوضع خطّ بين الماضي واليوم وهذا ما لم نقبل به ومقاربتنا تقوم على فكرة تحديد المسؤوليات وإعادة الديون وتحمّل الخسائر، مضيفا: لا يمكن مقاربة المستقبل من دون مساءلة ومعاقبة كل من أخطأ في السابق وهذا الاجتماع اليوم كان أساسيًّا وسنُؤسس عليه.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o