اسرائيل تكشف عن"مطار الجنوب" بعدما بات خارج الخدمة... والمسيرات إلى حيث لا تزال هناك"دولة"!

خاص- المركزية

المركزية- بالدليل القاطع والصور كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن وجود "قاعدة إرهاب إيرانية " بالقرب من قرية بركة جبور ومدينة جزين اللبنانيتين، واللتين تقعان على بعد نحو 20 كيلومترا شمالي بلدة المطلة على الحدود مع إسرائيل.

 الكلام جاء موثقاً بالصور والمعلومات العسكرية وذلك خلال إلقائه محاضرة في مؤتمر للمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب  في جامعة رايخمان وقال"يمكن للمرء وبالعين المجردة أن يرى في المطار الذي أنشئ في قلعة جبار أعلام إيران ترفرف على مدارج الطائرات، والذي يستخدمه نظام حكام إيران للتأمر ضد إسرائيل.

لوجستيا، وبحسب الشرح الذي قدمه غالانت  يتسع الموقع لطائرات متوسطة الحجم. ليختم"بعبارة أخرى ، الأرض لبنانية والسيطرة إيرانية والهدف إسرائيل". طبعا ليست عبارة وزير الدفاع الإسرائيلي جديدة ولا هي صادمة، لكن مجرد أن تكون إسرائيل قد كشفت الموقع "فهذا يعني حكماً أن المطار بات خارج الخدمة " بحسب العميد المتقاعد والنائب السابق وهبه قاطيشا و"لا يمكن لأي طائرة الإقلاع سواء كانت من نوع المسيرات والأرجح أنه مخصص لهذا النوع من الطائرات نظرا إلى موقعه الجغرافي".  

إنطلاقا مما تقدم يؤكد قاطيشا لـ"المركزية" أن الموقع الذي بات مكشوفاً لإسرائيل لم يستحدثه حزب الله لإرسال مسيرات إلى عمق إسرائيل لأنه يدرك سلفا أنه سيتم تدميرها لحظة إطلاقها " ويكشف أن "هذا الموقع مخصص لاستخدامه كذراع عسكري لحزب الله  في السياسة الداخلية بهدف الوصول إلى المناطق التي لا يتواجد فيها عسكريا وميليشياويا".

يضيف قاطيشا "ومن الغباء افتراض أن إيران ومن خلال حزب الله استحدثت هذا الموقع لإطلاق مسيرات نحو إسرائيل وإذ أنها قادرة على كشف أي موقع يستحدثه الحزب سواء كان فوق الأرض أو تحتها لذلك لا يمكن التعويل على تهديد الحزب لإسرائيل من خلال إنشاء موقع لطائرات من نوع المسيرات لأنه ليس إلا مجرد تهويل في ما الحقيقة تؤكد أنه موجه إلى الداخل اللبناني".

تهديد إسرائيل بضرب لبنان"  إذا انطلق حزب الله للدخول في صراع معنا" سيبقى مجرد كلام في الإعلام لأن الهدف المنشود من موقع المسيرات على الحدود الإسرائيلية ظاهري. وعلى غرار صمت حزب الله والمسؤولين الإيرانيين على تصريحات غالانت وما كشفه بالوثائق والصور، لا يزال الصمت يلف غرف ومكاتب المسؤولين في الداخل اللبناني بحيث لم يصدر أي تعليق من موقع رسمي ولا عسكري في وقت الدولة مشغولة ومتحمسة لما سيتم استخراجه من عمليات التنقيب في البلوك رقم 9. .

وتعقيبا على صمت المسؤولين في الدولة يقول قاطيشا "ماذا يمكن أن نتوقع أو نسمع من دولة تغاضت عن وجود تنظيم دويلة وسيطرتها على كافة المؤسسات والمرافق الحيوية برا وبحرا وتهديدها مع كل طلعة شمس بمنظومة صواريخها؟ وكيف يمكن أن نطالب دولة بالتحرك إذا كانت تخلت عن الأهم ألا وهو كيان الدولة وسيادتها. بكلام أوضح، هل نُسأل عن دولة غير موجودة؟".

وعن دور مؤسسة الجيش التي تخرّج منها يؤكد قاطيشا أنه "لا يمكن التعويل على الجيش إلا إذا كان هناك قرار رسمي من قبل الحكومة بإعطاء الأمر بالتحرك والتصدي لهذه الإنتهاكات للحفاظ على أمن المواطنين. وهو حتما قادر على ضبط الوضع والإمساك بزمام الأمور على الأرض .لكن عندما تكون الدولة غائبة تصبح إمكانات الجيش ضعيفة ومحدودة ".

"بالجنوب لا في دولة، ولا في جيش ولا في تحقيق ولا محققين". في الجنوب الكلمة للدويلة طالما أن الدولة ساكتة و"ملجومة". وخير دليل على غياب هذه الدولة كلام صادر عن النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسين جشي في تموز الماضي:" نتيجة معادلة الردع التي صنعتها المقاومة، ليس لدى إسرائيل سوى التهويل والتهديد ومحاولة ترهيب اللبنانيين، وهم يهددون بأن أي اعتداء سيرجع لبنان إلى العصر الحجري ونحن معتادون على ذلك، ولا يمثل ذلك استفزازا لنا ولن ننام قلقين".

"الأكيد أن ليس الحزب وحده الذي لا تهزه تهديدات إسرائيل. فالدولة بدورها تنام قريرة العين بعدما سلمت سيادتها ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والقضائية والمالية وحتى كيانها الوجودي لسلاح وسيطرة غياهب دويلة حزب الله. فهل نُسأل بعد عن لغز صمت هذه الدولة إزاء خبر يتعلق باستحداث إيران موقع لطائرات مسيرة في الجنوب اللبناني؟".