Sep 07, 2023 12:08 PM
خاص

هل انتهى حلف الاقليات في المنطقة؟...انتماء ديني على حساب المدني

يولا هاشم

المركزية - وضعت اوساط دبلوماسية غربية ما يحصل في سوريا من انتفاضات شعبية في سياق انهاء حلف الاقليات في المنطقة، مشيرة الى ان حوادث السويداء ودير الزور وشمال سوريا، والاحتجاجات الشعبية لمكونات أقلية تعزز فرضية إنهاء حلف الاقليات. وفي رأي الاوساط ان التباين في المواقف بين "التيار الوطني الحرّ" و"حزب الله" يعكس هذه الحالة والاتجاه الى حلف الاكثريات. لذلك، انتقد وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان اثناء وجوده في سوريا "قطع" القوات الاميركية خطوط التواصل والامداد بين ايران ولبنان عبر معبر البوكمال، ما دفع بايران الى استئناف تزويد الحزب بالسلاح والقطع العسكرية عبر مطار رفيق الحريري وفق تقرير بثته احدى محطات التلفزة العربية. فهل تشهد المنطقة انتهاء حلف الأقليات؟ 

مدير "معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية" الدكتور سامي نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "ما يحصل في السويداء ينقض كل منطق الاقليات، فلو أراد الدروز الاحتماء كأقلية لأقاموا اتفاقا مع العلويين الذين ما زالوا مع النظام ويسيرون وفق هذا المنطق. الانتفاضة في السويداء هي للمطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين وبالمزيد من الحريات وبدولة حديثة تناقض دولة الاقليات. وهي تجسّد نَفَس الثورات العربية بشكل عام. فالثورات العربية جاءت تحت عناوين الحداثة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية للأفراد ومطالبة بمشاركة سياسية أكبر، وبالتالي غاب عنها البعد الايديولوجي او الطائفي، خاصة وان لها علاقة بالصراع العربي – الاسرائيلي وبفلسطين. فرأينا المتظاهرين يوم الجمعة في الساحات والجوامع بالبنطال "الجينز" والنساء غير محجبات، اصطدمت بمنطق الاقليات من جهة اي الاحزاب السلطوية في سوريا و بداعش والاسلاميين من جهة أخرى. والحديث عن ان الدروز في السويداء ينتفضون من جديد وان الامور تتجه نحو ليبرالية ومنطق تحالف الاقلية او بمنطق تحالف العلوي - الفارسي غير صحيح". 

وعن مواقف التيار الوطني الحر  وحزب الله، يشير الى ان "كل منهما يتعامل مع الآخر على القطعة، لكن في المقابل يمكن القول أن ايران تتجه الى لملمة الاقليات في مواجهة الاكثرية السنيّة في المنطقة المتفاعلة، مع القاهرة من جهة والمملكة العربية السعودية من جهة اخرى، وتحاول جذب الحوثيين من مكان والعلويين من مكان آخر. وقد يكون التيار عندما خرج من مسألة العلمنة وذهب باتجاه الانفتاح على حزب الله وسوريا، يمكنه ان يتحدث عن الاقليات، لكن ما يحصل اليوم يدخل ضمن حسابات لها علاقات بالسياسة اليومية الدقيقة وليس لها اي بعد استراتيجي". 

هل تتجه المنطقة نحو الاكثريات؟ يقول: " ليس هناك اكثريات، يمكن القول ان المنطقة تتجه نحو مزيد من الانتماء الديني على حساب المدني، نعم، في أماكن معينة. فاسرائيل تتحوّل تدريجيًا، وبدأت تأخذ منحى دولة يهودية، في حين ان هذا الامر لم يكن كذلك سابقا. عندما كنا نقول ان اسرائيل دولة يهودية لم يكن الامر مقبولا، لكن اليوم بات امرا واقعا. المنظمات المواجهة لها هي منظمات جهاد اسلامي تخطت كونها مقاومة فلسطينية وطنية بحت، هناك فتح لكن هناك ايضا الجهاد الاسلامي وحزب الله الذي اصبح ايضا مقاومة اسلامية ويتفاعل مع محور يبني على هذا الامر. لا يمكن القول اذا ان المنطقة تتجه نحو اقليات او اكثريات. أين هي هذه الاقليات او الاكثريات". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o