Sep 05, 2023 3:49 PM
خاص

لا رئيس إلا بالتوافق ولا توافق الا بالحوار...بويز: كلام الراعي واقعي جدا

يولا هاشم

المركزية – من المنتظر ان يصل بعد اسبوع المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت وعلى جدول أعماله عقد حوار باسم اللجنة الخماسية بهدف إخراج لبنان من أزمته الرئاسية. ويقابل دعوة لودريان الى حوار، دعوة أخرى لرئيس مجلس النواب نبيه بري "تمتد لمدة أقصاها سبعة أيام، والذهاب بعدها لعقد جلسات مفتوحة ومتتالية الى أن يقضي الله امرا كان مفعولا ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية". 

وفيما لم تتضح بعد الصيغة التي سيعتمدها لودريان، اعتبر البعض ان دعوة الرئيس بري الى جلسات متتالية ومفتوحة دعوة ملغومة ومبهمة، لأن المطلوب جلسة واحدة مفتوحة بدورات متتالية. فهل تثمر هذه الحوارات وماذا يقصد الرئيس بري بالجلسات المتتالية؟ 

الوزير السابق فارس بويز يقول لـ"المركزية": "لن أستخدم كلمة "ملغومة"، بل  ان هذا الاقتراح يفترض أن يستمر نصاب الـ86 نائباً طوال الجلسات. ليس من الواضح ما إذا كان الرئيس بري يقصد بذلك ان الجلسات ستستمر حتى لو فقد النصاب، وكأنه يفترض ان طالما هناك نصاب سيُبقي الجلسات، هذا امر كلاسيكي ومعترف به. لكن السؤال: اذا سقط النصاب، ما الذي سيحصل؟ هل تتوقف الجلسات ام لا؟ الامور مبهمة الى حدّ معين". 

وعن التحركات الدبلوماسية باتجاه لبنان ومهمة لودريان والدخول القطري على الخط، يؤكد بويز ان "لودريان والمبعوث القطري يعملان باسم اللجنة الخماسية. لكن من ستختار اللجنة؟ هل  الاثنين معاً او احدهما؟ الامر غير واضح حتى الساعة، لكن الاكيد ان لودريان لم يعد باستطاعته ان يكمل مهمته باسم فرنسا فقط، ولا بد ان يحصل على تفويض من اللجنة الخماسية. ولا شك ايضاً ان القطري لا يرغب او لا يريد ربما ان يقوم بمبادرة فردية، ولا بدّ إلا أن يكون مكلّفاً ومفوّضاً من اللجنة الخماسية. اعتقد ان الصيغ غير واضحة حتى الساعة". 

هل من الأفضل ان يكون الحل داخلياً؟ "في الاساس، يجب ان تكون هناك رغبة وارادة داخلية. التدخلات والوساطات الخارجية يمكنها ان تساعد وتسهّل وتحمّس بعض الشيء لكن لا يمكنها ان تقوم مكان إرادة داخلية حقيقية. هذه الإرادة حتى الساعة لا تبدو موجودة عند الفريقين الاساسيين، لأن كل فريق لا يزال يعتبر بأن لديه القدرة على ايصال مرشحه الى قصر بعبدا، فيما الواقع غير ذلك. تعادل الفريقين تقريباً يجعل من المستحيل ان يأتي أي منهما بمرشحه ولا بدّ من حوار يؤدي الى التفاهم حول رئيس توافقي. لكن حتى الساعة لا أحد يريد ان يذهب الى هذا الواقع، وكأن أيا منهما غير مؤمن بأن مجيء رئيس جمهورية ولو توافقي هو حلّ للمشكلة، وكأن كلا منهما يفكر بصيغة جديدة للبلد، وهما غير متحمّسين لمجيء رئيس طبقاً للصيغة الحالية المعقدة وغير المريحة للبلاد، إلا ان لا بديل لها. يمكن تعديل بعض التفاصيل الصغيرة، لكن لا بديل حقيقيا وجذريا للصيغة الحقيقية، ليس هناك من شيء جاهز لهذا الامر. لا من يدّعي الفدرالية او التقسيم لديه صيغة ممكنة ومعقولة وواقعية ولا الآخرون الذين يدعون الى بقاء المعادلة كما هي لديهم صيغة لهذا الامر. لذلك، طالما لا توجد صيغة جاهزة لتغيير جذري، لا بدّ إلا أن نعود وبسرعة نحو الصيغة الحالية والتي تحتّم انتخاب رئيس توافقي".  

ويعتبر بويز ان "لا أحد في لبنان يمكنه أن يحكم بمفرده او ان يلغي الآخر. فلا بدّ ان نتصرف بواقعية وان نجلس الى طاولة. طبعا يحقّ لكل فريق أن يضع بعض الاطر لهذا الحوار، وان يحصره مثلا بانتخاب رئيس للجمهورية فقط، لكن لا أحد يمكنه أن يرفض مبدأ الحوار، والذي لطالما كان موجوداً في لبنان أكان ظاهرياً ام بشكل خفي، إذ لم يتمكن يوما اي فريق من ايصال رئيس للجمهورية بمفرده. من هنا، اي رئيس لا يحظى بقبول ولو نسبي لمعظم الطوائف ليس بإمكانه ان يحكم، هذا واقع لبنان. ليس لدينا ديمقراطية عددية بالمفهوم الاوروبي او الغربي او الاغريقي اليوناني الاصلي، بل لدينا ما يشبه الديمقراطية، اي ليس لدينا انقلابات عسكرية وغير عسكرية، لكن هذه الديمقراطية مرتبطة بتمثيل حقيقي لكل المكونات الاساسية في البلد. ولا أحد يمكنه إلغاء او تجاوز اي مكوّن خاصة في حال توحّده". 

ويرى ان "الحل ان نتوافق، وإلا لن يكون للبنان رئيس وسيتجه البلد نحو مزيد من الخراب والضياع. فإما اننا نريد رئيسا للجمهورية وهو عندئذ يتولى عملية إعادة جمع الفرقاء وطرح تعديلات او اصلاحات جذرية معينة سياسة واقتصادية ومالية وغيرها، واما اذا استمرينا على هذه الحالة فلا رئيس . لا ارى اطلاقا إمكانية مجيء رئيس تحد فيما يتعلق بموازين القوى الحاصلة في مجلس النواب، الذي هو شبه مناصفة بين الفريقين، لا أحد يمكن تجاوزه او يستطيع فريق بمفرده الاتيان برئيس. كما ان ميزان القوى الدولي والاقليمي شبه متوازن بين الحالة الاقتصادية والسياسية او حتى الامنية، وهذه ايضاً لا يمكننا تجاوزها. إذاً لا بد من الذهاب باتجاه رئيس توافقي، وهذا التوافق يفترض حواراً. يمكن فرض شروط على هذا الحوار، لكن لا يمكن رفضه بالمطلق. واعتقد ان كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول الحوار في عظته الاخيرة في منتهى الواقعية". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o