Sep 02, 2023 6:58 PM
متفرقات

لقاء حول "الأيقونة وكتابتها في لبنان"

عقد لقاء حول "الأيقونة وكتابتها في لبنان"، ضمن إطار التعاون بين الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT فرع الكورة وجمعية "فنون متقاطعة" الثقافية، وبالشراكة مع جمعية "تراث طرابلس لبنان" (فرنسا)، وفي سياق سلسلة الأنشطة المرتبطة ببرنامج رفع الوعي المجتمعي حول التراث الثقافي الحي (غير المادي) في طرابلس والشمال، وذلك داخل حرم AUT ضهر العين، السامرية، قصر عريضة.

استهل اللقاء بكلمة ألقاها مدير فرع الجامعة في الكورة الدكتور باسم بخاش، وأكد فيها على أن "ربط العلم بالثقافة هو دور أساس في رسالة الجامعة"، مشددا على عملية "رفع الوعي وخاصة في مواضيع التراث والهوية والعيش معا على صعيد كافة المواطنين". 

ونوه بخاش ب"الحضور النوعي" من طرابلس وزغرتا والكورة وجبيل وبيروت ومناطق اخرى، مشيرا الى ان "التعاون بين الجامعة وجمعية فنون متقاطعة الثقافية وبالشراكة مع جمعية تراث طرابلس لبنان ضمن مشروع "تراثي، تراثك" يدخل في صلب عملية التكامل الذي تنشده الجامعة بين مختلف مكونات المجتمع".

وأشارت رئيسة "جمعية تراث طرابلس لبنان" الدكتورة جمانة شهال تدمري، الى "أهمية العمل الثقافي والتراثي في بناء مواطنة فاعلة وخلاقة خاصة في الظروف الحالية التي يمر بها لبنان". وشددت على أن "التعاون بين لبنان المقيم والمغترب يجب ألا ينحصر في المساعدات والدعم، بل تكمن أهميته في دعم المبادرات الثقافية من الجهتين لنبرز رسالة لبنان للعالم ونستعيد دورنا الريادي التاريخي في نهضة المجتمعات والشعوب".

بدوره أشار رئيس جمعية "فنون متقاطعة" الثقافية جان حجار الى أن "العمل الثقافي والتراثي يشكل رافعة لبناء التفاهم والسلام المجتمعيين وتعزيزهما ضمن إطار التنوع الذي يمثله لبنان عامة والشمال بشكل خاص". كما أوضح أن "أهمية التراث الثقافي الحي غير المادي تكمن في كونه مجالا يفتح إمكانيات التعرف على الآخر كما هو ويساهم في رفع مستوى الوعي بغنى مجتمعنا". وقال: "هذا النشاط هو الثاني ضمن هذه السلسلة وسيتبعه انشطة اخرى حول عناصر من تراثنا الحي، وهناك انشطة اخرى في مواضيع الذاكرة الجماعية والمسرح والفنون".

وتطرق الأب اثناسيوس شهوان الى مفهوم الإيكونا وتطوره وكيف يرتبط المعنى اللاهوتي بالمعنى المحسوس للايقونة. وقال: "كتابة الأيقونة هي مسار، وكلمة أيقونة في اللغة اليونانية تعني صورة، وفي الكنيسة تعني تصوير مقدس. ولكن لا ينحصر الأمر في عملية التصوير، وتقنيته وأصوله الفنية، وإلى أي مدرسة انتمى، إذ أن هناك مسار خلاصي كبير خلف وجود الأيقونة وعمق معانيها. التفسير اللغوي للكلمة العبرية قد يعني ظل الخطوط العريضة أو تمثيل الأصل، وفي اللاهوت هي كرامة إلهية للإنسان، وقيمة. وأيضا هي بنوة الله لنا، إذ إنه أعطانا كل الإمكانية والقوة والقدرة لتحقيق كمال هذه البنوة، فنحقق الشبه، طبعا ليس في الجوهر الإلهي، بل بالنعمة. وهذا أعظم اكتشاف يقوم به الإنسان، ولكن هذا يتم فقط بنور الله، كما نصلي: بنورك نعاين النور". صحيح أن الأيقونة كفن تشكلت من مزيج فن حضارات شرقية، وأخذت هويتها مع الوقت، إلا أن البعد اللاهوتي يبقى الأهم، وهي تتبع مقياس جمال إلهي وليس بشري، لأن الجمال هو جمال الروح والطهارة والقداسة وهو جمال دائم لا يشيخ ولا يدركه تآكل ولا عفن، ويتخطى الأزمنة والأمكنة".

ثم تكلم الأب شربل بو عبود عن كيفية تعرفه على "كتابة الأيقونة والمسار الذي يتبعه كاتب الأيقونة من صلاة وصوم وتأمل قبل وخلال عملية الكتابة". كما شرح "العلاقة الروحية التي تجمع الشخص الذي يكتب الأيقونة وصاحبها، وكيفية انعكاس هذه العلاقة في تصرفات الشخص اليومية بينه وبين محيطه. فهذه العلاقة تتميز بكونها مسارا علاجيا روحيا".

وأوضح أن "فتح باب تعلم كتابة الأيقونة لعامة الناس هو بمثابة ثورة روحية ضمن المجتمع تسمح ببناء سلام ذاتي ومجتمعي للأشخاص الممارسين لتلك الكتابة".

من جهتها تطرقت السيدة هند مرعب الى معنى الأيقونة قائلة: "إنها إنجيل مصور". وشرحت ما تقوم به جمعية "شموع الأمل" بمجال كتابة الأيقونات بالتعاون مع الأب شربل بو عبود منذ العام 2016، من خلال تنظيم دورات متتالية ومعارض.

وأوضحت أنه "يجب ان تتوفر الاجواء اللازمة في وقت كتابة الايقونات منها قراءة المزامير الصلاة الداخلية الموسيقى والبخور الذي يرتفع حاملا معه صلاة كاتب الايقونة. وبعد الانتهاء من العمل يشعر الكاتب بأنه في فرح وسلام، وأنه انجز صلاته، وهنا تكمن اهمية هذه الرسالة التي نراها اليوم في مجتمعنا تتجلى وتعود من خلال الكثير من محبي كتابة الأيقونات البيزنطية والعودة الى التراث"، ودعت الحضور إلى "خوض هذه التجربة لأنها إتحاد مع الله وشعور بسلام داخلي للكاتب ونعمة من الله".

تجدر الإشارة أن السيدة رندلى مساعد يمين كانت تقوم بكتابة أيقونة بشكل مباشر وحي خلال الجلسة، وعرضتها في نهاية اللقاء.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o