Aug 21, 2023 6:11 PM
خاص

مرحلة جديدة من مشهدية فائض القوة والتمسك بالسلاح...من حيّ السلم الى خارج الدويلة

خاص – المركزية
المركزية
- الحدث أمني بامتياز. إنتحار إرهابي سوري متّهَم بأنه أحد المتورطين الأساسيين في تفجير عبوة ناسفة في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق والذي تبنّاه تنظيم "داعش" حيث رمى بنفسه من على سطح مبنى في محلة حي السلم كان لجأ إليه ليقيم مع أقارب له وذلك بعيد دهْم قوةٍ من حزب الله ليل الجمعة - السبت المنزل لتوقيفه. كل هذا حصل ولم يكن هناك أي حضور للقوى الأمنية الشرعية والجيش اللبناني حتى أنه لم يصدر اي  بيان عن المديريتين وكأن أمن حزب الله فوق اعتبارات الدولة والقوى الشرعية المولجة بالأمن وحتى فوق السيادة.

وفق التقارير الصادرة حتما عن جهاز أمن حزب الله، فإن الإرهابي السوري يدعى وسام مازن دلا ومن مواليد بلدة التل العام 2000، وقد دخل لبنان بطريقة غير شرعية بعد تفجير مرقد السيدة زينب. والتحقيقات التي أُجريت في سوريا دلّت على علاقته بالجريمة.

السرعة في تنفيذ المداهمة منتصف ليل الجمعة 18 آب بررها الحزب "بتوافر معطيات عن دخول دلّا  خلسة وخشية قيامه بأي عمل أمني قد يحصل في الضاحية الجنوبية، وعليه تمت محاصرة شقة في حي السلم كان يسكن فيها تمهيداً لدهمها، فما كان من الملاحَق إلا أن رمى بنفسه من الطابق السابع حتى لا يتم القبض عليه، وقد جرى نقله إلى إحدى المستشفيات ثم فارق الحياة، وقد تم اعتقال والده وشقيقه من المكان، ولم تكن هناك أحزمة ناسفة، ولاتزال التحقيقات جارية". هذا التبرير في العقل الأمني كان يستوجب إبلاغ القوى الأمنية ومخابرات الجيش إذ لو صادف وجود أحزمة ناسفة لكان الإرهابي وفر على نفسه عملية رمي نفسه من الطابق السابع وفجر نفسه ولكان عداد الضحايا سيرتفع حتما.

المعلومات التي بثتها جهات ذات نوايا مبطنة معروفة ومفادها أن عملية الدهم حصلت بعد ورود معلومات عن احتمال تحضير دلا، وكان تحت التتبُّع، لعمل إرهابي في لبنان، غير صحيحة وقد نفتها الأجهزة الأمنية. 

أيضا الكلام عن أن دلا الذي كان يقيم في الشقة مع والده وشقيقته وزوجها اللبناني لا يزال حيا عارٍ من الصحة، إذ وصل إلى المستشفى وقد أسلم الروح . أما أفراد عائلته فقد نُقلوا إلى مكان آمن بفعل الاحتقان الشعبي الكبير ومحاولة بعض الأهالي اقتحام المبنى وقد خضعوا للتحقيق لمعرفة إذا كانوا على علم بما ارتكبه الإرهابي المنتحر.

رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان طوني نيسي يتوقف عند نقطتين بارزتين في حادث حي السلم . النقطة الأولى تفرّد حزب الله بعملية المداهمة في حين أنه يستعين بالقوى الأمنية عند قيامه بقمع مخالفة بناء أو عند حصول مداهمة لتوقيف شبكة مهربي الكابتاغون. فلماذا اختار هذه المرة وفي هذا التوقيت بالذات أن يتفرد بعملية المداهمة ويوكل المهمة لجهاز أمن الحزب ضاربا عرض الحائط القوى الشرعية والأمنية".

الأكيد أن حزب الله أراد هذه المرة وتحديدا بعد حادث الكحالة أن يؤكد للشعب اللبناني والسياسيين وتحديدا فريق المعارضة استعماله فائض القوة كحجة وذريعة لمواجهة السلاح بسلاحه غير الشرعي والتأكيد على رفضه وإنكاره للدولة والقوى الأمنية الشرعية. ويضيف نيسي لـ"المركزية" " في الظاهر تؤشر عملية مداهمة حزب الله لشقة الإرهابي السوري إلى سيطرته امنيا على الأرض". ويسأل :" هل كل ما يهدد أمن وسلاح حزب الله  ومشروعه اليوم معرض لعملية مداهمة غدا من قبل أمن الحزب؟". 

ما حصل في حي السلم اليوم مرجح حصوله غدا في مطلق أي منطقة لبنانية أو شارع، علما أن هذا الأمر مخالف لمبدأ المقاومة التي يفترض أن تكون مهامها محصورة بمواجهة العدو على الحدود والإلتزام بالدولة. والمريب في الأمر، بحسب نيسي عدم صدور أي بيان عن الأجهزة الأمنية التي لم تتواجد خلال عملية المداهمة "سواء كانت تعلم أم لا. وهذا يذكرنا بحادثة الكحالة حيث كان لافتا تولي مخابرات الجيش التحقيق بدلا من القضاء العسكري الذي غاب عن مسرح الجريمة حيث قتل فادي بجاني .خلاصة الكلام مشهدية الأمس تمهد لمرحلة جديدة مفادها استعمال الأمن الذاتي ضد أي شخص يفترض حزب الله أنه يشكل خطرا على مشروعه وسلاحه وهذا يؤكد عدم جدوى الكلام عن دولة إنما عن فائض قوة. هذا في الشكل أما في التوقيت فيؤكد نيسي"أن الحزب في حال ارتياب إذ كان بإمكانه أن يوقفه عند الحدود ويتقصى منه عن معلومات حول حجم الخلية الإرهابية دون الحاجة لكل فائض القوة التي استعملها خلال عملية المداهمة. وهذه السرعة في تنفيذ العملية وإظهار أن الحزب مهدد أمنيا تهدف إلى تمسك الحزب بسلاحه عملا بكلام أمينه العام الأخير حسن نصرالله  "السلاح لحماية السلاح وسنقطع كل يد تمتد إليه". 

إذا الرسالة واضحة في التوقيت إذ جاءت بعد حادثة الكحالة وكذلك في الشكل من حيث استعمال أمنه الذاتي ومفادها"سنحمي سلاحنا بأرواحنا ولن نسأل عن دولة ولا عن مدنيين ولا عن قوى أمنية.وللطائفة الشيعية التي تعيش حالا من التململ والغضب الصامت رسالة ثانية مفادها أن سلاح الحزب وحده قادر على حمايتكم فحذار الخروج من تحت عباءته"، يختم نيسي.   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o