Aug 17, 2023 3:36 PM
خاص

الحزب يحاول اقناع بري بشروط باسيل ويسعى لتحقيقها...الحاجة ملّحة لغطاء مسيحي

نجوى ابي حيدر

المركزية- في بيان اصدره مكتبه الاعلامي، نفى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن يكون قد التقى النائب السابق سليمان فرنجية، مؤكدا "ان كل ما يصدر في الاعلام والاجواء والمواقف عن موافقة باسيل على تأييد فرنجية  غير صحيح اطلاقاً ويجافي الحقيقة والوقائع، وهو لا زال مؤيدًا وملتزماً بالكامل للتفاهم القائم مع القوى المعارضة وللتقاطع على ترشيح وتأييد جهاد ازعور، واوضح "ان الحوار مع حزب الله  يتضمّن مطالب واضحة عبّر عنها رئيس التيار بالاعلام وهي تتعلّق باللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني ومشروع بناء الدولة ولم يصل الحوار بعد الى مرحلة التداول بالاسماء".
صحيح ما ورد في بيان باسيل لجهة تموضعه الحالي وحواره مع الحزب، تقول اوساط سياسة قريبة من الضاحية لـ"المركزية"،  فالمفاوضات بين التيار والحزب مستمرة عبر مسؤولين من الطرفين، بعد ان قدم رئيس التيار مشروعه السياسي عبر اوراق عمل عدة تحتاج الى مزيد من الوقت والتشاور مع بعض القوى السياسية، خصوصا ان ثمة قوى، كما يعلن قادة الحزب ترفض اي حوار بين اللبنانيين  وتريد تخندقا واصطفافات وتعبئة  لاثارة الفتن. وبحسب المعلومات والمعطيات المتوافرة حتى الساعة ، فان الرئيس نبيه بري غير موافق على عرض باسيل ويريد منه تأييد ترشيح  سليمان فرنجيه من دون شروط. الا ان الحزب يجهد في سبيل اقناعه بالقبول بشروط باسيل نسبة للحاجة الملحة لعودته الى خندق 8 اذار،بعدما فقد الغطاء المسيحي وباتت بيئة التيار ضد الحزب خصوصا اثر حادثة الكحالة، كما يشكل حاجة وضرورة  في الملف الرئاسي، ذلك ان اصطفافه ونواب تكتله الى جانب الثنائي من شأنه ان يقلب المعادلة ويرجح الكفة لصالح هذا المحور، ويعري تاليا الفريق المعارض الذي يأخذ على الثنائي تطيير نوابه نصاب الجلسات الانتخابية بعد الدورة الاولى، وبذلك تنكشف مسرحية تلطي القوى اياها خلف الدستور وتصبح كرة مسؤولية التعطيل في مرماهم ، اذ يضطرون للعب دور تطيير النصاب منعا لانتخاب مرشح 8 اذار.

ليست حادثة كوع الكحالة عرضية ولن تمر كما مرت حوادث كثيرة غيرها، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ، هي شكلت الضربة القاضمة لتفاهم مارمخايل ،اذ جاءت بعد اتهام العونيين الحزب بتفشيل عهد الرئيس ميشال عون ونشوب حرب الكترونية  متبادلة بين جيشي الحزب والتيار، ففقد التفاهم  كل ما تبقى من دعم وتأييد عوني والتزام به تجلى بشكل واضح مع اغتيال  فادي بجاني، شهيد"كوع الكحالة"احد مناصري التيار العوني. وتضيف ان استدارة باسيل الاخيرة في اتجاه الضاحية جاءت يتيمة ، لم تصحب معها جمهورالتيار، بدليل ان الرئيس عون شخصيا اضطر لاصدارموقف بعد الحادثة  يدعو فيه الى ضبط النفس وتعزيزالوحدة بين اللبنانيين.

ان فقدان  الغطاء المسيحي ، لا سيما من الجمهورالعوني للحزب، بات خطيرا عليه، وهو ما يفسر، بحسب المصادر، اشادة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله  في اطلالته الاخيرة بموقف الرئيس عون وترحيبه بعودة التواصل مع رئيس التيار والقول ان الحزب يدرس الاوراق التي قدمها اليه بتأنٍ.وتبعا لذلك، سيبذل الحزب جهودا جبارة في سبيل اعادة التيار الى حظيرته ، ان  باقناع الرئيس بري بجدوى وفوائد هذه العودة او بالتواصل مع سائر الحلفاء لتأمين مطالب وشروط باسيل. شأن يدرك رئيس التيار مدى حاجة الحزب اليه، فيرفع سقف المطالب الى الحدّ الاقصى، حتى إن تمت تلبيتها يحقق انتصارا على المستوى السياسي ويعيد  بعضا من شعبية مفقودة بفعل عهد "فاشل" انحدرت معه البلاد الى الجحيم وراكم الخسائر نتيجة تفاهم مار مخايل الذي ثبت انه قدم للحزب اكثر بكثير مما استفاد منه التيار. فإن انتهت المفاوضات الى حيث يتطلع الطرفان، سيولد تفاهم جديد على اسس جديدة، تمنح رصيدا اضافيا للتيار هذه المرة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o