Aug 17, 2023 8:49 AM
مقالات

"هدنة المنصّة" تنهي الحرب بين إسرائيل وحزب السلاح الفارسي؟!

لن تنشب حرب بين حزب السلاح الفارسي وإسرائيل، ولن تطلق رصاصة واحدة من قبل أيّ من الطرفين، طالما بقيت منصة الحفر Transocean Barents راسية في البلوك رقم 9 الذي يحرص الطرفان على تأمين سلامة “إستثمارهما المشترك” فيه، والذي أُنجز في سبيل تحقيقه أوّل إتفاق إستثماري مشترك بين لبنان وإسرائيل.
المنصّة التي، إستأجرتها شركة توتال إنرجي الفرنسية، دخلت المياه الإقليمية اللبنانية وتوجهّت إلى مرساها في البلوك 9 إستعداداً للبدء بالحفر، وإستكمالاً لتحضيرات تسهيل مهامها تفقّد وزيرا الأشغال العامّة والنقل والطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال علي حمية ووليد فياض القاعدة اللوجستية التي ستُعتمد في مطار رفيق الحريري الدولي لتكون القاعدة البرّية التي تؤمن للمروحيات نقل الخدمات من وإلى منصة البلوك 9.
حزب السلاح الفارسي سيتولّى حماية القاعدة البرية في مطار رفيق الحريري الدولي التي تقع ضمن نفوذه المباشر، فيما تتولى اليونيفيل رصد محيط البلوك 9 الذي لا يتوقّع أن يتعرض لأيّ إعتداء من أيّ من الطرفين الحريصين على سلامة إستثمارهما المشترك، وفق ما أكّده مصدر أجنبي دولته معنية ومتابعة للصيغة الفريدة من التعاون ببن لبنان وإسرائيل مع الحفاظ على مزاعم إستمرار النزاع بينهما.
وأوضح المصدر أنّ “الصخب الذي تثيره قيادات الحزب عن العداء مع إسرائيل وعروض الأسلحة المسرحية هي مجرد “ستارة دخان” Smoke Screen مهمتها “الحفاظ الشكلي على صيغة العداء بين الطرفين، ما يساهم في الحؤول دون تسلّل طرف ثالث لإفساد ثروتهما المشتركة التي لا داعي لتأكيد حرصهما عليها، “سواء في حقبة التنقيب أو في حقبة الإستثمار بعد ما بعد التنقيب”.
وخلص المصدر إلى القول: “ما لم يحدث ما هو ليس في الحسبان something not counted، أستطيع أنّ أقول هالة الحرب the Aura of war لم تعد موجودة. لكن إذا إنفجرت شرارة لسبب ليس في الحسبان Reason not taken into consideration، فستنتهي بحرب طاحنة تزيل أحدالطرفين، وهذا يحتاج إلى قرار دولي غير متوفر حتّى الآن” .
من الواضح أنّ الحزب بدأ يجاهر مؤخراً بالحديث عن سلاحه وصولاً إلى تنظيم عروض لسلاحه بحضور دبلوماسيين أجانب. ما يطرح السؤال جديّاً: “الحرب قائمة على الخدعة، فهل من يريد أن يحارب يعرض سلاحة للعدو؟، أم هو يعرضه فقط لشدّ عصب الأتباع، وإخافة الخصوم المحليين عبر التهديد بحرب أهلية توقظ كوابيس اللبنانيين؟”.
في هذا الصدد نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الخبير العسكري العميد خليل الحلو، قوله إنّ قدرات حزب السلاح الفارسي “التسليحية لا يمكن مقارنتها بموازين القوّة مع إسرائيل”، لافتاً إلى أنّ “صور الدبابات التي عرضها الحزب مؤخراً هي عبارة عن دبابات روسية قديمة العهد وتعود إلى ستينات القرن الماضي حصل عليها من الجيش السوري، بالإضافة إلى آليات مصفّحة كان غنمها من ميليشيات جيش لبنان الجنوبي في عام 2000”.
ويلفت العميد الحلو إلى أنّ الحزب “لديه صواريخ (كورنيت) الروسية، التي استخدمها بمعركة (وادي الحجير) في جنوب لبنان في عام 2006، والتي تمكّنت من اختراق دبابات ميركافا الإسرائيلية. أما بما خصّ الصواريخ الدقيقة، التي تحدّث عنها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة سنتي 2017 و2018، فهي عبارة عن صاروخ (زلزال) الذي استخدمته إيران في حربها مع العراق، ثمّ طوّرته وأطلقت عليه اسم (فاتح 110) ثم استحدثت نسخة جديدة منه سمّته (البدر 313)، وأعطت الحزب بعضاً من صواريخ (زلزال)، وزوّدته بتقنيات لتطويره، وهذا الأمر سبق وأثاره المسؤول الأميركي ديفيد هيل مع القيادات اللبنانية عن الكميات الموجودة مع الحزب، وتردّد أنّ هذه الصواريخ سحبت إلى ريف القصير في سوريا”.

ويمتلك الحزب أيضاً دفاعات جوية، “هي عبارة عن صواريخ “سام 7” جرى تطويرها وتسميتها صواريخ «eglo». وسأل المصدر: “لماذا لم تُستخدم هذه الصواريخ لمواجهة الغارات الإسرائيلية على سوريا التي دمّرت الكثير من مواقع الحزب ولماذا لم تُستخدم لصدّ الطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية؟”.

هل ما زالت صواريخ السام 7 موجودة مع الحزب أم تمّ سحبها تحت ضغط روسيا الذي رضخت له إيران كون موسكو حريصة على عدم التورط في سلاح يستهدف القوات الأميركية؟

في كل الأحوال، إسرائيل تستمر في تصعيد غاراتها الجوية على مواقع تابعة للحزب وللفرقة الرابعة من الجيش النظامي السوري بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد، ولا يمر أسبوع من دون قصف عدّة مواقع في ريف دمشق وصولاً إلى القلمون في محاولة واضحة للقضاء على أذرع إيران في سوريا.

هل ستصمد إتفاقية هدنة المنصة؟ أم سيقع ما ليس في الحسبان؟

محمد سلام - هنا لبنان

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o