Aug 16, 2023 3:57 PM
خاص

ثلاثية الجيش – الشعب – المقاومة... إلى متى؟

يولا هاشم

المركزية – فتحت حادثة الكحالة باب الجدال واسعاً حول السلاح غير الشرعي وطريقة دخوله الى لبنان، وهل يحق للشاحنات المحمّلة بالسلاح المرور بين القرى والمناطق. وتسأل اوساط سيادية: اذا كانت المقاومة "مشّرعة" ضمن البيانات الوزارية من خلال "الذهبية"  شعب وجيش ومقاومة التي حمت لبنان، وفق تصاريح قيادات في المقاومة، فلماذا لم تبلّغ المقاومة الجيش بشحنة السلاح ضمن التنسيق والتعاون طالما ان المقاومة لتحرير الارض؟

العميد الركن المتقاعد يعرب صخر يؤكد لـ"المركزية" ان "الدويلة لا تقوم إلا في غياب الدولة. فمن المتعارف عليه ان ليس هناك من ميليشيا او دويلة تستطيع ان تقوم إذا كانت الدولة قوية، فمن مصلحتها إضعاف الدولة بكل مؤسساتها واولها قواها الأمنية، كي تقود وتسود وتستفرد بالقرار. ولذلك نجد ان كل المؤسسات مختربة ومسيطر عليها من رئاسة الجمهورية ونزولأ.

وأشار الى ان الجيش غير مسؤول عن مواكبة سلاح حزب الله، وإلا تصبح المؤسسات الأمنية تابعة لتلك غير الشرعية، فكيف يستقيم هذا الحال. والمشكلة ان الجيش مقيّد بهذه الثلاثية الخشبية "جيش – شعب – مقاومة"، وذلك من خلال البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، والجيش ملزم بتنفيذ ما تقرره السلطة السياسية. عندما نستبدل هذا الثلاثية "الخشب" بثلاثية "الذهب" جيش – شعب – سيادة" عندها يمكن لوم الجيش".

عن وجوب إعلام الجيش اللبناني بكمية ونوعية السلاح ووجهته ومصدره، يشير العميد صخر الى "ان الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل على علم بخط سير واماكن تحميل وتفريغ هذه الشاحنات وهذه الاسلحة، وتراقبها عبر الاقمار الاصطناعية من لحظة خروجها حتى وصولها، وهي ليست بحاجة الى الجيش طالما ان القوى "الشيطانية" أو "قوى الشر" كما يسمونها، تتناغم معها ويمررون لبعضهم البعض. كما ان شاحنة الكحالة، تؤكد مرور مئات الشاحنات قبلها وستبقى تمرّ ما بعدها، وما بعد بعدها".

هل محاولة واشنطن ضبط الحدود السورية العراقية من شأنه ضبط دخول السلاح غير الشرعي الى لبنان؟ يجيب: "تشهد المنطقة تغييرات جيو-سياسية كبيرة، وهناك قوة ونهضة عربية بدأت تظهر بقيادة المملكة العربية السعودية، وتهافت من قبل الولايات المتحدة والغرب للعودة الى الشرق الاوسط بعد ان فرّط الرئيس السابق باراك اوباما به وتخلى عنه جزئيا كي يقوم بسياسة الإحاطة بالصين، ما أحدث فراغاً جعل روسيا والصين تملآن بعضاً منه. لكن واشنطن، ومع الأزمة الروسية – الاوكرانية وحاجة اوروبا للطاقة، قررت العودة الى المنطقة، وتفاجأت بقيادة عربية واعدة تفرض شروطها ويُحسَب لها الف حساب".

ويضيف صخر: "هذه المقدمة لنقول، ان هناك شروطاً عربية للاميركيين لتغيير قواعد اللعبة في الشرق الاوسط. وعلى الولايات المتحدة التي شرعت الأبواب لايران وأنجزت معها الاتفاق النووي وتركتها تسرح وتمرح في الساحات العربية وتُضَعضِع القوى العربية وتشاغل العرب وتبدد ثرواتهم، واستعملتها من أجل تحقيق أمن اسرائيل، والتي بالفعل تعيش أزهى ايامها بينما المنطقة ترزح تحت واقع الممانعات والمقاومات التي لم تؤدِّ إلا الى دمار وخراب وإفقار شعوب وتبديد ثروات، على واشنطن ان تعمل على قطع أوصال ايران وتحجيم أذرعها وإنهاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد وإجراء الانتقال السياسي في سوريا، وجعل متنفس للبنان وبث الروح في مؤسساته كي يعود الى وضعه الطبيعي. في المقابل، وكما جاء في القمة العربية 2002 الأرض مقابل السلام، فإن السعودية مستعدة للتطبيع مع اسرائيل شرط الاعتراف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة. وهذه الصورة التي أراها من خلال الحشود الاميركية في شرق الفرات".

ويتابع: "إذا نظرنا الى الخريطة، نجد أن هذه العملية لم تحصل بعد، وقد تكون مجرد ذرّ رماد في العيون، لكن الحشود تشي بأن شيئاً ما سيحصل. فهل هذا الشيء هو بناء لرغبة عربية؟ او ان الولايات المتحدة واسرائيل تبادران الى ذلك لأن ايران تخطّت حدود الدور المرسوم لها في إشغال العرب وأصبحت تطمح للتوسّع في كل المنطقة وتتفوّق على اسرائيل؟ هذه الخشية الاميركية الاسرائيلية من التمدد الايراني دفعت بهما الى السعي لتحجيمه وإعادته الى وضعه الطبيعي سابقاً خصوصاً أنه يقابله شرط عربي للمضي في محادثات السلام او للانفتاح على الولايات المتحدة اذا أدّت هذا الغرض. وبعد التعامل مع العنوان الكبير اي ايران تصبح المسائل الأخرى مجرد تفاصيل، من حزب الله الى الحشد الشعبي فالحوثيين والفاطميين والزينبيين وكل هذه الفصائل".

ويسأل صخر: "هل هذه الاستعدادات والحشود هي لتطبيق ما اشرنا اليه اعلاه ام لذر الرماد في العيون؟ هل اسرائيل ستقبل ان تتخلى عن 60 في المئة من مستوطنات أنشأتها في الضفة الغربية؟ وايضا في المقابل، هل الولايات المتحدة واسرائيل معا ستقطعان اليد التي خدمتهم اي ايران في الشرق الاوسط والتي حققت أمن اسرائيل قولا وفعلا؟ نطرح تساؤلات وفرضيات، لكن الايام القادمة كفيلة بايضاح الصورة".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o