Aug 08, 2023 1:48 PM
خاص

المملكة تفرض نفسها لاعبا دوليا بارزا بعد بكين: جسر ووسيط

لورا يمين

المركزية- في حدث دبلوماسي - سياسي لافت، استضافت السعودية محادثات للبحث عن حل للحرب القائمة منذ اشهر، بين روسيا واوكرانيا. وكان الاجتماع على مستوى مستشاري الأمن الوطني، وممثلين لأكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، برئاسة وزير الدولة السعودي عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، وقد عبر المشاركون عن شكرهم وتقديرهم لقيادة المملكة العربية السعودية للدعوة لهذا الاجتماع واستضافته.

وأصدرت الدول الاربعون التي شاركت في اجتماع جدة بيانا ختاميا جاء فيه أن الأطراف المشاركة نجحت في بناء أرضية مشتركة، تهدف إلى الوصول لحل دائم، واتفاق سلام ينهي الحرب التي اندلعت قبل نحو عام ونصف. وتم الاتفاق على استمرار التشاور بشأن الأزمة، والتأكيد على ضرورة الاستفادة من الآراء المقترحة. وذكر البيان الختامي لمحادثات جدة بشأن أوكرانيا أن الاجتماع تطرق لمقترحات وآراء إيجابية، علما بأن روسيا طرف غير مشارك بهذا الاجتماع.

يشكّل هذا المسعى السعودي، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، دليلا اضافيا الى تبدّل في السياسات الخارجية للمملكة. هذا التغيير بدأ مع توقيعها اتفاق بكين مع ايران في آذار الماضي واستمر مع التطبيع مع سوريا واعادتها الى حضن الجامعة العربية ومشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمة العربية في جدة منذ اشهر.

وبما ان الرياض قررت انتهاج نهج الحوار والتفاهم و"الدبلوماسية"، لمعالجة الازمات والصراعات في المنطقة والعالم، اي انها باتت قادرة على التواصل مع القوى الوازنة كلّها، ولم تعد على خصومة مع احد، فإن موقعها "الوسطي" هذا، أعطاها القدرة على التحرّك في هامش أكبر واوسع في المنطقة وايضا في العالم.

انطلاقا من هنا، بدأت باستثمار هذا التحوّل، على الارض. ويُعتبر لقاء جدة حول الازمة الاوكرانية، أسطع دليل على هذا "الاستثمار" الايجابي. المملكة وفق المصادر، يمكن لها ان تتواصل مع كل الاطراف المعنية بهذه الحرب، من موسكو الى كييف وصولا الى دول الاتحاد الاوروبي وواشنطن، وان تلعب دور "الجسر" وهمزة الوصل بين المتخاصمين.

وسواء نجحت في التوصل الى حل تسووي ما، للحرب هذه، او لم تنجح اتصالاتها في تحقيق هذا الهدف، الا ان الرياض يمكن ان تسجّل لنفسها انجازا لا يمكن ان ينكره احد على الساحة الدولية بعد اليوم، ويتمثل في انها تحوّلت فعلا لاعبا اقليميا ودوليا قويا، له دور فاعل ووازن في مسار التطورات الكبرى في العالم، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وماليا، تختم المصادر.

*** 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o