Aug 08, 2023 5:59 AM
صحف

حكومة ميقاتي إلى الديمان اليوم: طلب "غطاء مسيحي" بذريعة "الأخلاق"

للمرة الثانية خلال فترة قصيرة يصعد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اليوم الى الديمان المقر الصيفي للبطريركية المارونية، وبصحبته عدد من الوزراء كي يعقد لقاءً تشاورياً مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وعدد من المطارنة. وبعد اللغط الذي رافق الزيارة الأولى، حسمت أوساط رئيس الحكومة الجدل بأن أبعدت الزيارة عن أي سابقة دستورية. وقالت إن لقاء الديمان اليوم هو من أجل «مناقشة ما يتهدد القيم الأخلاقية اللبنانية التي تمثل الحصن الحصين للبنان واللبنانيين مع البطريرك الراعي».

هل هذه هي كل قصة زيارة الديمان؟

تجيب مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» عن هذا السؤال، قائلة: «الرئيس نجيب ميقاتي مأزوم. فهو لا يريد أن يقتصر غطاؤه على الثنائي الشيعي، خصوصاً بعد توقف اجتماعات رؤساء الحكومات السابقين، التي شكلت سابقاً حاضنة سنيّة للرئاسة الثالثة».

وتضيف المصادر: «أما على المستوى المسيحي فلا توجد حالة دعم لميقاتي، خصوصاً مع استمرار المواجهة بينه وبين العهد السابق من خلال النائب جبران باسيل، لذلك يتوجه ميقاتي الى بكركي ليجد حاضنة له فلا يظهر أن حاضنته فقط «ثنائي الممانعة»، ما أنزل به الضرر على مستوى علاقاته بالخليج، ولا سيما بالسعودية».

وخلصت المصادر: «يسعى ميقاتي اليوم الى بعث رسالة الى المسيحيين مفادها أنه على خطى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العلاقة مع بكركي لتبديد هواجسها في مجالات عدة. أما من ناحية البطريرك، فيجد مصلحة في زيارة ميقاتي. ومثلما يقول ميقاتي للرئيس ميشال عون، إنه قادر على التواصل مع مرجعيته الروحية، وان بكركي لم تقفل الأبواب في وجهه، كذلك تبعث بكركي برسالة الى عون مفادها انها تتعامل بواقعية مع هذه الزيارة ضمن إطار تصريف الأعمال».

من جهة أخرى، أشارت "الانباء الكونيتية"، الى ان اليوم الثلاثاء، موعد الاجتماع الوزاري المثير للجدل، والذي دعا إليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في المقر الصيفي للبطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان شمالي لبنان.

وقالت إذاعة «صوت لبنان» لا رجوع عن لقاء الديمان بين رئيس الحكومة ومن يحضر من الوزراء مع البطريرك الراعي والمطارنة الموارنة، سواء حضر الوزراء الموارنة في الحكومة، وغالبيتهم من «التيار الوطني الحر» أو قاطعوا، فإن الرئيس ميقاتي رابح على أي حال إذا حضر «وزراء التيار» الموارنة والمسيحيون اضطرارا، يكون قد أنهى مقاطعتهم للعمل الحكومي، وإذا استمروا في المقاطعة ولم يشاركوا في الاجتماع الوزاري- الكنسي يكون قد سلف البطريرك والمطارنة «جمعة» وزارية غير مسبوقة ولو اقتصرت على التشاور في الملفات الأساسية.

وفي معلومات لاحقة لـ«الأنباء الكويتية» ان اجتماع الديمان مرشح للتأجيل ليس بسبب معارضة بعض التيارات المسيحية وحسب، إنما للأسباب الدستورية التي تحدد مكان اجتماع الحكومة في مقرها داخل العاصمة.

ويبدو ان مثل هذا الاجتماع التشاوري كان في نية الرئيس ميقاتي استكماله بلقاءات مع المرجعيات الدينية الأخرى، ما من شأنه توسيع دائرة العمل الحكومي.

الى ذلك، كرر الوزير عصام شرف الدين في تصريح لـ«اللواء»  أنه سيشارك في اللقاء التشاوري اليوم في الديمان لانه اولاً لقاء تشاوري وليس مجلس وزراء، وثانيا لأنه سيناقش موضوع النازحين السوريين في لبنان.

وقال: ان البطريرك الراعي سيزور الفاتيكان قريباً وسيطرح المساعدة في موضوع عودة النازحين، ما يدعم موقف لبنان في مواجهة قرار دول الاتحاد الاوروبي والبرلمان الاوروبي، الذي دعا الى بقاء النازحين في لبنان ودمجهم في المجتمع اللبناني.

من جهته، أبدى وزير الصناعة جورج بوشيكيان لـ«اللواء» ترحيبه بهذا اللقاء الذي ينعقد تحت قبة البطريركية المارونية، وأكد انفتاحه على كل  من شأنه أن يعكس صدى إيجابيا في البلد، معلنا أن الاجتماع أساسي لجميع المكونات والبطريركية تشكل مرجعية أساسية في البلد.

ولفتت مصادر وزارية إلى أن الاجتماع لا يحل مكان مجلس الوزراء على الإطلاق إنما هو يحمل صفة التشاور مع سيد بكركي الذي ستكون لديه استفسارات بشأن بعض الملفات والعمل الوزاري.

من جانبها، اكدت اوساط حكومية ان اللقاء اليوم للتشاور في ملفات راهنة وضرورية لتمتين «الوحدة الوطنية».

ونفت ما يتم بثه من شائعات واقاويل كاذبة، عن ان اللقاء سيتناول ملفات غريبة عن المجتمع وتعديل المناهج التربوية في شأنها، مشيرة الى ان تعميم هذه الاخبار يندرج باطار التشويش ليس إلا.

أما "نداء الوطن" فلفتت الى ان ومع تأكيد مصادر الديمان مشاركة البطريرك الراعي في اللقاء الوزاري اليوم، شددت على أنّ دور البطريركية يقتصر على استضافة اللقاء الذي وضعته الجهة الداعية في إطار التشاور في الشؤون الوطنية المشتركة والقضايا التي تخص الكيان، قبل أن تعهد إلى السراي الإفصاح عن حيثيات اللقاء وجدول أعماله، كما عن المشاركين.

ورغم امتناع عدد من الوزراء عن المشاركة في مجلس الوزراء، كشفت أوساط السراي أنّ الرئيس ميقاتي وضع جميع الوزراء في حيثيات اللقاء المزمع عقده اليوم في الديمان، من أجل «مناقشة ما يتهدد القيم الأخلاقية اللبنانية التي تمثل الحصن الحصين للبنان واللبنانيين»، إلى جانب التطرق إلى العديد من الملفات التي يجد المشاركون ما يستدعي مناقشتها مع البطريرك الراعي.

وخلافاً لإخراج هذا اللقاء عن سياقه الطبيعي، أوضحت أوساط السراي أنّ الزيارة الأخيرة تقليدية يقوم بها رئيس الحكومة للديمان، بعد اجتماع مجلس المطارنة في المقرّ الصيفي، وقد تضمنت لقاء خاصاً بين الراعي وميقاتي، قبل انضمام الوفد الوزاري المرافق إلى الإجتماع مع الآباء الذين عمدوا بدورهم إلى طرح العديد من المواضيع، ما دفعهم إلى الاستجابة لاقتراح وزير الثقافة محمد وسام مرتضى والدعوة إلى لقاء تشاوري في مجمل الملفات الراهنة في الديمان.

ومع تشديد أوساط السراي على أنّه لا خلفيات وراء دعوة الوزراء إلى الديمان، وضعت اللقاء في إطاره التشاوري المتاح عقده في أي مكان، بعيداً من تحميل الجهة الداعية تبعات نقل مقرّ مجلس الوزراء إلى الديمان، وأكّدت أنّ المرحلة الراهنة تتطلب التشاور والبحث في قواسم مشتركة بين اللبنانيين، مقابل الجوّ التعطيلي السائد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o