Aug 05, 2023 11:01 AM
خاص

السعودية تكرس مرجعية دار الفتوى الإسلامية الوطنية اللبنانية... وحدة المسلمين السنّة الأساس وستبقى !

جوانا فرحات

المركزية – نهاية الشهر الماضي وخلال حفل تكريمه بدعوة من عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى عبد الله شاهين، ناشد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان القوى السياسية التنازل عن مصالحها الذاتية لمصلحة لبنان الوطن ومؤسساته الدستورية، مع التأكيد على أن الحل لن يكون إلا بالتنازل المتبادل بين الجميع، والعودة الى الميثاق الوطني. وما الرسالة التي توجه بها مباشرة إلى النواب عموما ؛ونواب المسلمين السنة خصوصا حيث طلب منهم توحيد الصفوف في الأمور الميثاقية والوطنية لإنقاذ لبنان وموقع رئاسة الجمهورية إلا دليل على التماسه تجاوز الخط الأحمر.

جرس الإنذار هذا تردد صداه في العشاء  الذي أقامه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في دارته لتكريم المفتي دريان، حيث حضر18 نائبا مسلما سنيا وغاب عنه 3 بداعي السفر وتم التوافق على إقامة لقاء دوري في دار الفتوى، للتشاور والتحاور في كافة الملفات السياسية وغير السياسية.

إلى أهمية جمع شمل النواب المسلمين السنة إلى مائدة السفير السعودي فقد ساهم اللقاء في إيجاد تقاطعات بين المجتمعين، وتقريب المسافات غير البعيدة كما يتناولها البعض لأن الإختلاف في الرأي داخل الطائفة السنية لا يعني الخلاف. مع ذلك لم يخرج المجتمعون بآلية واضحة للمرحلة القادمة، سوى أنه من المفيد تداعي جميع النواب السنّة إلى دار الفتوى ولو لمرة في الشهر، للتباحث في الملفات السياسية وغير السياسية المطروحة على جدول البحث لتحديد مواقف مشتركة.

قد لا يكون الوضع السنّي سيئاً كما يتصوره البعض أو يحاول تظهيره بهدف خوض معاركه من خلال السنّة، لكن كان لا بد من التأكيد على ثوابت السنّة السياسية والوطنية.

من هذه القاعدة الوطنية ينطلق رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي خلدون عريمط في قراءة خلفيات اللقاء في دارة السفير السعودي لتكريم سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بحيث يؤكد لَـ"المركزية" أن هذا اللقاء "كان بمثابة إشارة للتأكيد على حرص المملكة على وحدة الصف الإسلامي كحرصها تماما على وحدة الصف اللبناني. وما لقاء النواب المسلمين السنة  الا ليكونوا يداً واحدة  وخطوة أولى في المسار الوطني لاتخاذ القرار الوطني الجامع لانتخاب رئيس للجمهورية. وليكن معلوماً لدى الرأي العام اللبناني أن مفتي الجمهورية اللبنانية ودار الفتوى لا يمكن أن يُقدموا على مشروع إلا وأن تكون الأولوية المطلقة للوحدة الوطنية ولنهوض الدولة بمؤسساتها الرسمية".

وتأكيدا على ما تقدم يشير القاضي عريمط إلى أن " تكريم السفير السعودي  سماحة المفتي دريان ودعوة النواب المسلمين السنة  إنما هو تكريم لمفهوم العيش المشترك والوحدة الوطنية التي تدعمها المملكة العربية السعودية ودار الفتوى بعيشها قولاً وفعلاً. والكل يذكر موقف مفتي الجمهورية خلال التكريم بحيث أكد أنه لا يتصوّر لبنان من دون عيشه المشترك ووحدته الوطنية، ولا يتصوّر لبنان بعيداً عن أشقائه العرب وأصدقائه في كل مكان".

الكلام عن عدم وضوح الموقف الإسلامي لأهل السنة، أسقطته دعوة السفير البخاري وتكريم سماحة المفتي إذ أكد اللقاء على أن "وحدة المسلمين وخصوصا السنّة هي الأساس وستبقى الأساس لبناء الدولة الوطنية الجامعة التي لا سلطة تعلو سلطتها، ولا سلاح خارج سلاحها، ولا سيادة فوق سيادتها وهذا ما نعمل له".

سماحة المفتي دريان  دق جرس الإنذار الشهر الماضي وتكريم السفير السعودي له  في حضور مجموعة من النواب المسلمين السنّة فعل فعله.  لكن كيف ستتم ترجمة التفاعل وتقريب المسافات بين النواب المسلمين السنة على الأرض وتحديدا في ملف الإنتخابات الرئاسية؟

يؤكد القاضي عريمط أن الترجمة ستتظهر في "وحدة موقف أكثرية النواب المسلمين السنة باتجاه انتخاب الرئيس الوطني اللبناني الجامع للبنانيين، والذي تتوافر فيه المواصفات التي أكدت وتؤكد عليها اللجنة الخماسية والتي تحظى بخيار غالبية اللبنانيين إن لم نقل الأكثرية المطلقة للبنانيين بكل توجهاتهم السياسية". ويضيف " كنا وسنبقى من دعاة إخراج لبنان من جاذبية المحاور الإقليمية والدولية. ولن ننتخب رئيساً يكون جزءاً من محاور إقليمية ودولية إنما نريده لبنانيا وطنياً عربياً بامتياز ومصلحة لبنان تتقدم على مصالح الأشقاء والأصدقاء لنكون جديرين بهذا الوطن الذي ارتضينا أن يكون لجميع أبنائه مسلمين ومسيحيين".

من الرسائل التي حاول البعض نشرها  أن المملكة العربية السعودية أرادت من خلال تكريم سماحة المفتي دريان من خلال سفيرها في لبنان قطع الطريق على كل محاولات تعزيز الشرخ في الشارع الاسلامي  السني وقيام جبهة سنية بطلب من السعودية وسواها من المواقف والخطوات. إضافة إلى ترسيخ موقع دار الفتوى كمرجعية سنية بعد تشتتها عقب اعتزال الرئيس سعد الحريري الحياة السياسية.

وفي هذا السياق يوضح القاضي عريمط أن "دار الفتوى ليست مرجعية سنية فقط، إنما  هي مرجعية إسلامية وطنية لبنانية بامتياز ونحن حريصون على التعاون مع كل الأشقاء العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية ومصر وبقية الأشقاء العرب". ليختم قائلا:" الاشقاء العرب  وفي مقدمتهم السعودية ومصر  ودول الخليج العربي لا يريدون من لبنان إلا ما يريده اللبنانيون لأنفسهم ؛وليس لديهم مطامع في لبنان ؛ولا أجندات خاصة؛ ولا ميليشيات مقاتلة في لبنان. هكذا أبلغنا الأشقاء العرب ولدينا ملء الثقة بأنهم لا يريدون من لبنان إلا ما نريده كلبنانيين لأنفسنا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o