Jul 31, 2023 4:57 PM
تحليل سياسي

سلامة يغادر "المركزي" بعد ثلاثة عقود: مصرف لبنان صمد وسيبقى
منصوري يتسلم المهمة: لن أوقع على أيّ صرف لتمويل الحكومة خارج القانون
اشتباكات عين الحلوة تتواصل...وقائد الجيش للعسكريين: صمود كم سيفضي الى الخلاص

المركزية-  يطوي تموز آخر ورقة في رزنامته مثقلا  بالازمات السياسية والملفات المالية -النقدية والتطورات الميدانية  التي انهالتدفعة واحدة على المشهد اللبناني الغارق في البحث عن صيغة الحد الادنى من التوافق لانتخاب رئيس للبلاد، لا يبدو انتخابه واردا في المدى المنظور.

سياسة حافة الهاوية التي مورست على خطي الاستحقاق الرئاسي وملف حاكمية مصرف لبنان بدأت تسلك طريقها إلى عملية تدويرالزوايا، وإن كانت نتائجها غير مضمونة بعد، الا أن الواقعينالسياسي والمالي لا يمكّنان أي فريق من تحقيق انتصارات. واذا كانت المساعي نجحت في ايجاد تدبير موقت للقيادة المالية للبلاد بتسلم نائب الحاكم الاول وسيم منصوري والنواب الثلاثة ادارة مصرف لبنان الى حين انتخاب رئيس، والقوى السياسية عادت للبحث في الملف الرئاسي في ضوء الطرح الذي حمله الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، فإن ملف جمع  السلاح الخارج عن الشرعية وضبطه لم يجد من يوفر له النجاح على رغم مقررات طاولة الحوار الوطني اللبناني منذ اكثر من عقد من الزمن وقد قضت بنزع ومنع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخلها، وتمكين الدولة اللبنانية من فرض سلطتها على كل أراضيها، لكن مقولة "غلو وشربو زومو" تبدو افعل من اي قرار.

المصرف صمد: تقاسم الاقتصاد والامن الاهتمام المحلي اليوم، بين الحمرا وعين الحلوة. على الصعيد الاول، غادر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منصبه في مصرف لبنان بعد 30 عاماً على رأس الحاكمية. وفي يومه الأخير ، قال رياض سلامة خلال مغادرته المصرف امام موظفيه "بودّعكن، بسّ قلبي باقي مَعكن، مصرف لبنان صمد وسيبقى صامداً".

لا تمويل الا بقانون: ليس بعيدا،  أكد النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري خلال مؤتمر صحافيّ عقده نوّاب حاكم مصرف لبنان الـ4 في اليوم الأخير لولاية سلامة أن "خيارنا كان ثابتًا وواضحًا وهو أنه مهما كانت الأسباب التي تدفع الحكومة لطلب أموال من المصرف المركزي، فهي أسباب غير مبررة على الإطلاق ويجب أن يتوقف هذا الإستنزاف نهائيًا." وقال "اقتنعنا بأنّه لا يُمكن تغيير السياسات الموجودة ونؤكد على استقلالية مصرف لبنان، وأرسلنا كتباً إلى وزارة المالية وأصدرنا قراراً عن المركزي يقضي بأنه لا يجوز المسّ بالتوظيفات الإلزاميّة تحت أيّ مسمى أو ذريعة، وأقنعنا الحكومة أنّه يجب وقف سياسة الدّعم، ونتيجة لذلك بدأ الاقتصاد يتعافى نسبيًّا، ولكن بقيت حاجة الحكومة للدولار من مصرف لبنان مستمرّة لأنّ الحلّ الوحيد يكمن في إصلاح المالية العامة، فالمسألة ليست نقديّة والحلّ ليس في المركزي إنّما في السياسة المالية للحكومة"، معتبراً أننا "أمام مفترق طرق، فالاستمرار في نهج السياسات السابقة في ظلّ إمكانات "المركزي" المحدودة يعني أنّه لا بدّ من الانتقال إلى وقف تمويل الدولة بالكامل، ولن يتمّ التوقيع على أيّ صرف لتمويل الحكومة إطلاقاً خارج قناعاتي وخارج الإطار القانوني لذلك". وأشار منصوري الى أنّ "وقف التمويل للحكومة لا يمكن أن يتمّ بشكلٍ مفاجئ، ويجب أن يحصل تعاون قانوني متكامل بين الحكومة ومجلس النواب و"المركزي" ضمن خطّة متكاملة تكفل أن تُعاد الأموال"، مردفاً: "ننظر إلى فترةٍ انتقاليّة قصيرة تسمح بتمويل الدولة بموجب قانون". وشدّد على أنه "لا يُمكن للبلد الاستمرار من دون إقرار القوانين الإصلاحيّة، وهذه القوانين ينتظرها المودع منذ سنوات لمعرفة متى يستعيد أمواله ويجب تقديم مصلحة المواطن والمودع على أيّ شيء آخر، وسنكون بتصرّف مجلس النواب لتزويده بأيّ معلومات أو أرقام للإنتهاء من درس القوانين"، لافتاً الى أنّ "وقف تمويل الحكومة لم يعد خياراً، والتدرّج باتخاذ القرار يحتاج إلى قانون وسيسمح قانون اقراض الحكومة بدفع رواتب القطاع العام والتشريع المطلوب يسمح بتنشيط الإدارة وتأمين الأموال للدواء". وتابع منصوري "تحرير سعر الصرف وتوحيده يجب أن يتمّ بالتدرج حفاظاً على الاستقرار وهذا القرار يُتّخذ بالتوافق مع الحكومة، وتواصلنا مع القوى الأمنية والقضاء للقضاء على التلاعب بسعر الصّرف، وما يُعزّز الاستقرار النقدي هو القانون الذي ستطلب الحكومة إقراره". وفي الختام، قال "نمدّ أيدينا لكلّ السلطات في البلد في محاولة لإعطاء حلّ، ونتعهّد بالشفافية الكاملة في عملنا ومصرّون على رفع السرية المصرفيّة، وأتمنّى أن نتوافق على إخراج كلّ ما يتعلّق بالسياسة النقديّة من التجاذبات السياسيّة التي لا أدخل فيها من أجل إنصاف اللبناني والمودع".

يبشر بالخير: تعليقا، غرّد رئيس حزب "القوّات اللبنانية"سمير جعجع عبر "تويتر"، كاتباً "ما سمعناه اليوم من النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري يبشّر بالخير."

مجلس وزراء: في الغضون، عقد مجلس الوزراء في الرابعة بعد الظهر جلسة في السراي برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مخصصة للبحث في موازنة 2023. وافيد ان لرئيس ميقاتي أبلغ الوزراء بأن هناك مشروع قانون يرمي إلى الإقتراض بالعملة الأجنبية من مصرف لبنان لتمويل القطاع العام وسيتم توزيعه عليهم على أن يناقش في وقت قريب

تثبيت وقف النار؟: امنيا، تواصلت الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة، واليوم ارتفعت وتيرتها واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وتركز تبادل اطلاق النار على جهة محطة جلول وحي الطوارئ، حيث سمعت الاصوات في ارجاء صيدا وضواحيها. وفي ظل نزوح الاهالي من المخيم والمحيط خوفا من توسع رقعة الرصاص والقذائف، عقد إجتماع عند الساعة 1 ظهراً في مقرّ التنظيم الشعبي الناصري في صيدا دعا إليه النائب أسامة سعد لمُحاولة ضبط الأوضاع ولجم المعارك التي تحصل داخل مخيّم عين الحلوة. واثر الاجتماع، قال سعد: حصل اتفاق بين الفصائل على تثبيت وقف النار ميدانيا فورا في عين الحلوة وسيعقد اجتماع ثان غدا وسيتم تسليم الجناة الضالعين في قتل مسؤول حركة فتح الى الجيش.

سقوط الدولة: تعليقا، غرّد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحوّاط كاتبا "ما يجري في عين الحلوة نتيجة طبيعية للشغور وسقوط الدولة وسيادة سلطة الدويلة والبؤر الأمنية في المخيمات. لا حل جذرياً إلا بانتخاب رئيس للجمهورية يحمل مشروع استعادة الدولة وبسط سلطتها على الجميع. واصدرت منطقة صيدا – الزهراني في القوّات اللبنانيّة بيانا قالت فيه: مرة جديدة وبدون مبرر، تدور اشتباكات عنيفة بين مجموعات فلسطينية على أرض لبنانية مسرحها هذه المرة، كما في غالب الأحيان، مُخيّم عين الحلوة، إذ تتساقط القذائف في كل الاتجاهات، ويطال الرصاص مُحيط مدينة صيدا وبعض بلدات القضاء حيث تقع الأضرار والإصابات في الممتلكات وبين السكان الآمنين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في دولة بات فيها السلاح غير الشرعي يقض مضاجع اللبنانيين ويستجر الويلات والخراب والدمار، وكأن قدر هذا الشعب أن يبقى رهينة السلاح “المُمانع” الذي عنوانه محاربة “العدو”، فيما الحقيقة أنه موجود بمهمة وحيدة وهي تهديد السلم الأهلي وضرب الاستقرار وترويع الآمنين والأبرياء الذين يفتقرون أصلاً إلى أدنى مقومات سبل العيش الكريم في ظل أزمة معيشية خانقة، ما يُحتّم ضرورة حصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية دون سواها. اضافت: لذا، وحيال هذا المشهد المأساوي والذي يُنذر بعواقب وخيمة، تناشد القوّات اللبنانيّة في منطقة صيدا – الزهراني كافة مؤسسات الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والعسكرية بالضرب بيد من حديد وفرض الاستقرار لمنع العابثين بالأمن من تحقيق أهدافهم، وبالتالي إعادة الهدوء الى عاصمة الجنوب وبلدات شرقي صيدا لتعود هذه المنطقة كما كانت دائماً قبلة أنظار الطامحين إلى صيف هادئ وواحة أمن وأمان.

الحزب مسؤول: بدوره، شجب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الاشتباكات الحاصلة في مخيّم عين الحلوة والتي يدفع ثمنها كل اللبنانيين مطالب بنزع سلاح المخيمات ووضعها في عهدة الجيش اللبناني. واذ ابدى تضامنه مع اهالي صيدا وجه تحية الى الجيش اللبناني وتساءل عن سبب ترك البلاد  حتى شهر ايلول من دون قبطان يأخذ القرارات الكبيرة  محملاً حزب الله مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وسعيه الى السيطرة على البلد ورئيس مجلس النواب برفضه الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس.  الجميل تحدث بعدما التقى السفيرة الأميركية دوروثي شيا قي بيت الكتائب المركزي في الصيفي وتم عرض آخر المستجدات لاسيما في موضوع الملف الرئاسي.

ضامن السيادة: في الاثناء، ولمناسبة العيد الثامن والسبعين للجيش اصدر القائد العماد جوزاف عون أمر اليوم ، وفيه "اليوم، إذ نرى المؤسسةَ العسكريةَ تُواصلُ أداءَ واجبِها في ضمانِ الأمنِ والسلمِ الأهليِّ بكلِّ عزم، رغمَ السنواتِ الأخيرةِ الحافلةِ بالصعوبات، والواقعِ المعيشيِّ الذي يلقي بثقلِهِ على العسكريينَ كما على سائرِ اللبنانيين، ندركُ أنَّ جهودَنا وتضحياتِنا ودماءَ شهدائِنا وجرحانا تُبذَل دائمًا في الاتجاهِ الصحيح، خدمةً للمصلحةِ الوطنيةِ دونَ سواها. أيها العسكريون، لقد شَهِدَ لبنانُ خلالَ الفترةِ الماضيةِ أحداثًا متلاحقة، تركتْ تداعياتٍ على أكثرَ مِنْ مستوى، داخليًّا وخارجيًّا، قدّمتُم خلالَها المثالَ في الإرادةِ والصمودِ والحرصِ على أرواحِ اللبنانيين، عبرَ نزعِ فتيلِ التوترِ وملاحقةِ المخلينَ بالأمنِ في مختلفِ المناطق، بأعلى درجاتِ الاحترافِ والشفافيةِ والتجردِ والانضباط، غيرَ عابئينَ بحملاتِ التجنّي والشائعات. تقفونَ ثابتينَ عندَ الحدودِ الجنوبيةِ في مواجهةِ العدوِّ الإسرائيلي، كما تُتابعونَ تنفيذَ مُهمّاتِكم العملانيةِ بالتنسيقِ مع قوةِ الأممِ المتحدةِ الموقتةِ في لبنان، وفقَ القرارِ الدوليِّ 1701 ومندرجاتِه، وتتصدّونَ لخطرِ الإرهابِ وتُحْبِطونَ مخططاتِهِ التخريبية. في الوقتِ عينِه، تستمرُّ قيادةُ الجيشِ في بذلِ أقصى طاقاتِها لتخفيفِ وطأةِ الأزمةِ عن كاهلِكُم، وتحصيلِ حقوقِكم بناءً على الثقةِ الكبيرةِ التي تحظى بها المؤسسةُ العسكريةُ في الداخل، ومِن جانبِ الدولِ الصديقة. ثقةٌ تَجَلَّتْ في عدةِ خطواتٍ ملموسةٍ خلالَ المرحلةِ الماضية، مِنْ بينِها المساعداتُ المقدَّمَةُ مِنْ هذهِ الدول، وكذلكَ مِنَ اللبنانيينَ المقيمينَ والمغتربين، الذينَ يرونَ في الجيشِ الضامنَ الأولَّ لسيادةِ لبنانَ وأمنِهِ واستقرارِه".

الثالوث: في المناسبة،  توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، لمناسبة الأول من آب عيد الجيش اللبناني بالتهنئة لقيادة الجيش قائداً وضباطاً ورتباء وجنوداً، منوهاً ب"التضحيات التي قدمتها في سبيل وحدة لبنان وصون سيادته وسلمه الأهلي".  وقال "المعايدة الحقيقية لهذه المؤسسة الوطنية الجامعة بأن تستحضر جميع الأطراف السياسية ثالوث مؤسسة الجيش في الشرف والتضحية والوفاء من أجل لبنان وتحرير ما تبقى أرضه من الإحتلال الإسرائيلي وإنقاذه وحفظه وطناً لجميع أبنائه".  كما اتصل الرئيس بري بالعماد جوزف عون مهنئاً بعيد الجيش. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o