Jul 27, 2023 4:35 PM
اقتصاد

نقيب المقاولين: موازنة 2023 صورية

المركزية- إعتبر نقيب مقاولي الأشغال العامة والبناء اللبنانية مارون الحلو "أن موازنة 2023، لا ترسم الرؤية الإقتصادية والمالية والإجتماعية للحكومة وكيفية ضبط الإنفاق وتحديد المداخيل التي يمكن ضخها في شرايين الاقتصاد، لهذا يمكن وصفها بالموازنة الصورية"، لأنها تلحظ مضاعفة الرسوم والضرائب أكثر من 30% من دون أي توجه فيها لضخ أية موارد في الإقتصاد بما يساعد على تحريك قطاعاته، فيما العجز المُقدر فيها يبلغ 34 الف مليار ليرة بعد احتساب النفقات التي تبلغ 182 الف مليار مقابل إيرادات بقيمة 147 الف مليار أي بزيادة 141 الف مليار عن موازنة 2022.

وقال: هذه الأرقام تجعلها موازنة صورية لأنه من الصعب تطبيقها في ظل عدم إستقرار سعر الصرف، واقفال الدوائر العقارية و"النافعة"، الأمر الذي يطرح مدى إمكانية وزارة المال على جباية الضرائب والرسوم وحتى الإدارات المعنية لا يمكنها إستيفاء رسومها مع توقف الموظفين عن العمل، حيث لا تتعدى إنتاجية القطاع العام الـ 20 في المئة، ما يؤكد أن الموازنة الجديدة التي من الضروري إقرارها لن يكون لها أية ترجمة إيجابية على الدورة الإقتصادية.

معتبرا أنّ التوجه الى مضاعفة الرسوم والضرائب يشكل خطأ كبيراً، في ظل وضع غير مستقر وإنتاجية غير مستدامة، مع الإشارة هنا الى الرسوم "الجمركية باتت اليوم المصدر الأبرز لتأمين موارد الخزينة من أجل دفع رواتب العاملين في القطاع العام.

لهذا، فإن إثقال كاهل القطاع الخاص واللبنانيين بمضاعفة الرسوم والضرائب عليهم ليست حلاً، فيما المطلوب السعي لزيادة الإنتاجية، ما يسمح لاحقاً برفع هذه الضرائب بشكل طبيعي وتصاعدي. أما إبقاء إنتاجية القطاع العام مشلولة والضغط على القطاع الخاص الذي يسعى بشق النفس لتأمين إستمراريته لرفد الخزينة بالموارد فهذا ظلم وكأنهم يدفعون القطاع الخاص الذي يغرد بكفاءته وطاقاته واستثماراته الى التفتيش عن خيارات خارجية للعمل؛ مع الإشارة الى عدم وجود عدالة بين دافعي الضرائب والرسوم حيث هناك فئة تلتزم بواجباتها وأخرى كأنها معفاة منها.

في أي حال فإن مناقشة هذه الموازنة في المجلس النيابي سيبرز الكثير من الثغرات فيها وأبرزها عدم إمكانية الجباية للرسوم والضرائب في ظل إقتصاد مشلول ومنهار.  

الموارد الخارجية تحرك قطاع المقاولات

ولحظ الحلو أنّ غياب الإنفاق العام في الموازنة الجديدة لن يعطي أي دفعٍ لقطاع المقاولات على الرغم من أنه سجل في الفترة الأخيرة نوعاً من الحركة بفضل بعض المشاريع الممولة من الصناديق العربية والمؤسسات الدولية كالبنك الدولي واليونيسيف التي لا تعطي نبضاً للإقتصاد الوطني، بالإضافة الى قيام الحكومة في الأشهر الماضية بتسديد القسم المستحق عليها. أما الوضع في القطاع الخاص فخجول جداً بسبب غياب المشاريع الكبيرة وإحجام المستثمر عن توظيف أمواله لعدم توفر الاستقرار السياسي، مضافاً إليه الأزمة النقدية والمالية والمصرفية وارتفاع كلفة مواد البناء، الأمر الذي يفقد المستثمر القدرة على تحديد مصير إستثماره، كما أن المطورين العقاريين لا يجرؤون اليوم على طرح أي مشروع في هذه الظروف طالما أن موعد إنتهاء الشغور في الموقع الرئاسي غير محدد، وكذلك بدء تطبيق الإصلاحات المطلوبة من المؤسسات الدولية، بما يعيد ثقة المستثمرين والناس بالدولة.

وأكد أنّ الأضرار التي لحقت بقطاع المقاولات في هذه الأزمة هي الأكبر، لهذا فإن قطاع المقاولات والتطوير العقاري في أي أزمة هو أول قطاع تتوقف فيه الحركة وآخر القطاعات التي يستعيد نشاطه متى إنتهت، والسبب حاجته الى إستثمارات كبيرة ومصارف لتأمين السيولة وثقة بالبلد وتحسن القدرة الشرائية للناس..

فراغ جديد يضغط على المال والإقتصاد

ورأى الحلو أنّ ما يزيد من حدة المستجدات شغور منصب حاكم مصرف لبنان الأمر الذي يضع البلد تحت وطأة فراغ آخر على الصعيد المالي والنقدي، لذلك لا يمكن توقع المفاجآت التي ستحصل في المرحلة المقبلة، مع العلم ان المعالجات التي كانت تحصل على الرغم من فداحة الخسائر التي تحملها اللبنانيون بشكل عام والمودعون في المصارف بشكل خاص، لم تأتِ بالنتائج المرجوة وظلت المعاناة في حركة متزايدة. لهذا، ان الفراغ في السلطة النقدية إذا حصل، سيوجب على نواب الحاكم الإستمرار في تحمل المسؤولية والعمل بنفس نهج العمل المُتَبع من قبل الحاكم الذي ستنهي ولايته في الأيام المقبلة، لأن الإتصالات الحاصلة مع رئيس الحكومة لم تثمر موافقة الحكومة على منهجية عمل جديدة في المصرف المركزي.

واذ لفت الى أنّ مشهد الوضع المالي والنقدي يزداد ضبابية ولا يمكن تصور أفق جديد له،لأن النقد في لبنان مرتبط بإرادة دولية تتدخل في كل القضايا التي يواجهها، أشار الى أنّ أي تغيير في المصرف المركزي سيبقى مضبوطاً تحت مظلة الرقابة الدولية تماماً كالوضع السياسي، لأن التطور السلبي للوضع المالي جاء نتيجة إستعماله لأهداف سياسية واضحة".

هل ندخل في مغامرة جديدة؟

وعن إمكانية إلغاء منصة صيرفة وتأثير ذلك على سعر الصرف، قال نقيب المقاولين"إن منصة صيرفة قد ثبتت نوعاً ما سعر صرف الدولار وساهمت في وقف تدهور النقد الوطني، وأي توجه جديد لإطلاق منصة جديدة نأمل أن تستمر في حماية العملة الوطنية، وتكون خطة عمل نواب الحاكم مدروسة كي لا يأخذونا معهم الى مغامرة جديدة تدخلنا في وضع صعب. لهذا ننتظر منهم إتخاذ قرارات مالية حكيمة وواعية توقف الانهيار الحاصل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o