Jul 27, 2023 5:54 AM
صحف

لودريان: "إجتماع عمل" بدل الحوار و"الخماسية" تعتبره الفرصة الأخيرة

اكتسبت لقاءات اليوم الثاني من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وقبل اختتامها اليوم، مزيداً من الوضوح لجهة ما حمله بصفته، كما قال، ممثلاً للاجتماع الخماسي لأجل لبنان الذي عقد أخيراً في قطر. وبدا من خلال المعلومات والتحليلات أنّ اجتماع العمل، وهي التسمية البديلة للحوار بحسب لودريان، الذي يطرح انعقاده في أيلول المقبل، سيكون «الفرصة الأخيرة» أمام اللبنانيين.

ووفق معطيات مصادر واسعة الاطلاع أدلت بها لـ»نداء الوطن»، أنّ لودريان قال أمام من التقاهم أمس»إن موضوع الاستحقاق الرئاسي أمام حائط مسدود». لذلك اقترح كأحد المخارج للانسداد دعوة الأفرقاء الى «اجتماع عمل وليس الى حوار»، مرجحاً بداية أيلول لانعقاده، من دون أن يذكر تاريخاً أو مكاناً محددين.

وقال لودريان، بحسب المصادر، إنّ هناك موضوعين للنقاش، هما: المواصفات المطلوبة من الرئيس المقبل، والمهمات المنتظرة منه، ثم يصار الى الدعوة لإنتخاب الرئيس.

ويقول لودريان إنه أتى بهذا الطرح بناء على موافقة الدول الخمس التي اجتمعت أخيراً في الدوحة. وفي تقدير ممثلي هذه الدول «أنّ اجتماع العمل هو الفرصة الأخيرة أمام اللبنانيين. وإذا ما فشل هذا الطرح سيضعون الأمر على عاتق اللبنانيين».

وبحسب تحليل بعض من التقوا لودريان أنّ الأمر يشبه معادلة «مخايل الضاهر أو الفوضى» الشهيرة، التي طرحتها الولايات المتحدة في نهاية ولاية الرئيس الأسبق أمين الجميل عام 1988، لكنها لم تتكلل بالنجاح. ورأى هؤلاء المحللون أنّ لودريان عندما حصر النقاش في بندين، كأنه يقول للمعارضة «إن لديكم هواجس حيال طروحات قد يثيرها «حزب الله» كمدخل لتغيير النظام أو تعديله والذهاب الى سلة من الاتفاقات تشمل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان». لذلك يقول لودريان إنه حدّد جدول أعمال الاجتماع ببندين كي «يقطع الطريق على اية محاولة لتعديل اتفاق الطائف عبر مناقشة فضفاضة»، واللافت كان اقتراح المبعوث الفرنسي حصر اجتماع العمل واللقاءات المرافقة بمدة زمنية محددة.

وخلصت هذه الأوساط الى القول أنّ هناك متسعاً من الوقت حتى أيلول، من أجل توحيد موقف قوى المعارضة، وإخضاع طرح لودريان لمزيد من المناقشة. وكذلك إجراء الاتصالات اللازمة بالدول المعنية لمعرفة أوجه الفائدة في الطرح الجديد.

وفي موازاة ذلك، أفادت معلومات أنّ الموفد الفرنسي لمس من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه فتح الباب أمام مرشح جديد غير سليمان فرنجية مرشح فريق الممانعة الحالي، وان الجانب القطري في الاجتماع الأخير للجنة الخماسية أبدى الاستعداد للبحث في حل للاستحقاق الرئاسي العالق منذ نهاية تشرين الأول الماضي.

وشملت لقاءات الموفد الفرنسي أمس حزب «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» ورئيس «تيار المردة» ونواباً مستقلين وتغييريين. وسيزور اليوم الضاحية الجنوبية لبيروت للقاء ممثلي «حزب الله»، وفي مقدمهم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. وقد استبق نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لقاء «الحزب» بلودريان بتأكيد تمسكه بترشيح فرنجية والقول: «يبدو أنّ الحل يحتاج إلى وقت». أما مصادر النائب فيصل كرامي وبعد اجتماعه بلودريان، فتحدثت عن «السلة» انطلاقاً من ترشيح فرنجية، والتي تنتمي الى المبادرة الفرنسية السابقة التي تخلت باريس عنها.

من جهة أخرى، أشارت "الانباء الالكترونية" الى ان لودريان يتابع جولاته على المسؤولين السياسيين لوضعهم في أجواء لقاء اللجنة الخماسية في الدوحة الذي عقد منتصف هذا الشهر، وطرح فكرة حوار للتشاور في المواصفات المقترحة للرئيس العتيد، معلناً عن زيارة ثالثة سيقوم بها إلى لبنان تحضيراً لهذا الحوار. فهل سيتمكن لودريان من وضع خارطة طريق لانتخاب رئيس للجمهورية، أم سيبقى الشغور الرئاسي قائماً في ظلّ تمسك القوى السياسية بشروطها؟

وأشارت عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائبة غادة أيوب إلى أنَّ لودريان يحاول طرح نوع جديد من الحوار، وهو ما يسمّى حوار المواصفات، معربةً عن تأييدها لهكذا حوار، الذي على أساسه اختارت المعارضة مرشحها النائب ميشال معوض وبعده الوزير السابق جهاد أزعور باعتبار أنَّ كليهما يحمل مواصفات الرئيس المنقذ الذي يحفظ البلد والدستور، على عكس الفريق الآخر الذي وبعد 11 جلسة تطيير للنصاب قدّم لنا مرشحاً يحمل عكس هذه المواصفات تماماً. فهم، بحسب أيوب، يريدون منه حماية ظهر المقاومة وتنفيذ مطالب فريق الممانعة، ما يعني أن الحوار المطلوب لن يوصل إلى مكان، لذا فالحلّ لن يكون إلاّ بتخلّي الفريق الآخر عن شروطه، والذهاب الى جلسات مفتوحة بمرشح يعكس رأي الأكثرية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o