Jul 19, 2023 5:00 PM
خاص

إيران خارج المجموعة الخماسية بالمباشر والجواب عند نصرالله!

جوانا فرحات

المركزية – تماما كما مسألة البت في الخيار الثالث في ملف رئاسة الجمهورية،  كذلك تحوّل اللجنة الخماسية التي ستعود وتلتقي الأسبوع المقبل في الدوحة إلى سداسية مع انضمام إيران إليها بناء على الإقتراح الذي تقدمت به فرنسا إلى المملكة العربية السعودية نظرا لدور إيران المهم في المنطقة والملف اللبناني.

الخيارات عديدة لكن حتى اللحظة لا شيء نهائي، على رغم ارتفاع أسهم إسم قائد الجيش جوزف عون من جديد كخيار ثالث لرئاسة الجمهورية وذلك غداة انتهاء اجتماع اللجنة الخماسية في قطر وطرح إسمه من قبل الموفد المصري على الطاولة. أما لجهة حضور إيران إلى طاولة الحوار و"قلبها" إلى سداسية، فالأمر لا يزال قيد البحث.

في مسألة الخيار الثالث بات شبه مؤكد أن المبادرة الفرنسية سقطت وبالتالي بات إسم سليمان فرنجية في حكم المنتهي الصلاحية. أما مسألة دخول إيران إلى طاولة المباحثات فيبدو أنها غير محسومة بحسب الكاتب والمحلل السياسي جورج أبو صعب وذلك "في انتظار ما ستسفر عنه اتصالات المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان".

وفي حين كانت هناك قناعة شبه كاملة بأن مفتاح حل الإنسداد الرئاسي هو في يد القوى الخارجية وأنه ينتظر إنجاز بعض التسويات الإقليمية، جاء بيان المجموعة الخماسية لينسف كل التوقعات، بحيث شدد على "الحاجة الملحة للقيادة اللبنانية للتعجيل في إجراء الإنتخابات الرئاسية، واتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يعرقلون إحراز تقدّم في هذا المجال، مع التأكيد على أهمية تنفيذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية تجاه لبنان وشعبه الشقيق".وإذ اكّدت المجموعة الخماسية "الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله"، إلا أنها شددت بالتوازي على الحاجة الماسّة إلى الإصلاح القضائي وتطبيق سيادة القانون، وخصوصاً في ما يتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت عام 2020، مع حضّ القادة في لبنان، وكافة الأطراف اللبنانية على اتخاذ إجراءات فورية للتغلّب على المأزق السياسي الحالي".

من هذه النقاط الواردة في بيان المجموعة يتبين" أن لا مبادرة فرنسية بعد اليوم ولا حوار كما هو مطروح من قبل حزب الله، والمطلوب العودة إلى المؤسسات وإلى الدستور " .

بالتوازي لا يستبعد أبو صعب إمكانية دخول اللاعب الإيراني على الخط " لكن هذا الدور سيكون تحت الطاولة .ففي كل مرة كان القطريون والفرنسيون يدقون الباب الإيراني يسمعون نفس الرد:الجواب عند حسن نصرالله .وهذه هي العقدة. ويضيف"إيران لا تريد أن تتدخل بالمباشر، لكنها في المقابل تتعامل بطريقة غير مباشرة وتنقل وجهة نظرها عبر حزب الله".

في الأروقة الديبلوماسية كلام قد يكشف عن مسارات المرحلة ومفاده أن طهران حاولت تلمُّس إمكانية أن يكون حزب الله جاهزاً لطرح خيار ثالث ، وعلى ما يبدو فإن الحزب بات على قناعة خلافا لأدبياته وخطابه السياسي بأن إسم سليمان فرنجية لم يعد مطروحا في بورصة المرشحين لرئاسة الجمهورية والآمال معدمة للتصويب عليه.

لكن لكل شيء ثمن. والأكيد أن حزب الله لن يتنازل عن إسم فرنجية إلا مقابل  "ثمن دسم" . وهذا الثمن يدرج تحت عنوان واحد: التفاوض على مبدأ الحفاظ على سلاحه. لكن ثمة احتمالات أخرى يقبل بأن يفاوض عليها منها تعديل بعض الصلاحيات الواردة في اتفاق الطائف. لكن هذا الطلب اصطدم بالرفض السعودي المطلق . من هنا يضيف أبو صعب أن اللعبة تنتظر ما ستسفر عنه تطورات المرحلة المقبلة دوليا  بعد توقف المفاوضات النووية في عمان وبالتالي قد تلجأ الولايات المتحدة إلى وسائل ضغط أخرى من بينها عدم القبول بمبدأ الحوار، أو حصول أي تواصل مع إيران علماً أن السعودية وقطر ومصر ينتظرون بدورهم المعطيات الأميركية  الإسرائيلية مع إيران.

أرجحية عودة المبعوث الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان في منتصف تموز الى لبنان وقيامه بجولة ثانية على المسؤولين لا تزال قائمة، وكذلك دعوته إياهم رسمياً الى حوار موسّع قد يحصل في لبنان أو خارجه .

لكن المؤكد أن الدور الفرنسي انتهى مع عبارات الشكر وكل التمنيات بالخير التي تلقاها لودريان من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. فهل تكون طاولة الحوار الثانية خماسية أو سداسية؟

"دخول إيران على طاولة حوار المجموعة الخماسية يعني أن القرار الإيراني في طهران وليس حارة حريك وهذا يكشف ورقة طهران بأنها وراء عملية المساومة وبأنها تتدخل مباشرة في ورقة الملف الرئاسي في لبنان. لذلك فإن احتمال تحول اللجنة الخماسية إلى سداسية مستبعد في المدى القريب"يختم أبو صعب.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o