بحضور متألق.. ملحم زين أضاء ليالي مهرجان بعلبك
أحيا الفنان ملحم زين أمسية "الليالي اللبنانية" ضمن "مهرجانات بعلبك الدولية"، على مدرجات معبد باخوس في قلعة بعلبك الأثرية، بحضور النائب ينال صلح، السيدة منى الياس الهراوي، الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، محافظ البقاع كمال أبو جودة، قيادات أمنية، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، الفنانين إيفان وعمر كركلا.
الشل
وقدم في بداية الحفل رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل درعا تذكارية لنائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، عربون شكر وتقدير باسم المجلس البلدي".
واعتبر في كلمته أن "أيادي مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية موجودة على مساحة الوطن عموما والبقاع خصوصا".
وشكر الوزيرة الصلح "التي خصت أهالي بعلبك بحفلة مساء الخميس للفنان ملحم زين بدعم من المؤسسة".
الصلح
وبدورها شكرت الصلح "بلدية بعلبك رئيسا وأعضاء، على تكريمها"، معتبرة أن ما قامت به "محبة بمدينة بعلبك العزيزة عليّ".
دي فريج
ورأت رئيسة لجنة "مهرجانات بعلبك الدولية" نايلة دي فريج أن "ملحم زين فنان وطني وعالمي، وصاحب أحد أجمل الأصوات العالمية، وهو سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة تقديرا لعطاءاته الإنسانية، ترافقه فرقة موسيقية موهوبة بقيادة المايسترو أندريه الحاج، بمشاركة فرقة المجد".
وتابعت: "في الماضي اعتدنا على تقديم حفلة خاصة لأهالي بعلبك، وتمكنا من استعادة المبادرة، وهنا نوجه الشكر لمؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية ولنائبة رئيسها الوزيرة ليلى الصلح حماده لدعمها هذه السهرة. والجدير ذكره أن المؤسسة ترافقنا منذ أكثر من 10 سنوات، ونشكرها على تقديرها لأهمية المهرجان، والشكر الكبير لدعم وزارتي الثقافة والسياحة، ولشريكنا الذي سمح للمهرجان بتطوير أنشطته، والشكر لمحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الذي هو دائما إلى جانبنا، والشكر إلى الجيش وقوى الأمن التي تحمينا، ولأهالي بعلبك الذين يظهرون اهتماما متزايدا بالمهرجان، ولرئيس البلدية مصطفى الشل، وللجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب ورئيسها الدكتور رامي اللقيس لمساعدتنا وإبداء النصائح القيمة".
الحفل
صال الفنان ملحم زين وجال بين الأغاني المختارة من نتاجه، والمرصعة بما نهله من خوابي قامات الفولكلور اللبناني التراثي، يتقدمهم الصوت الجبلي الراسخ في ذاكرتنا رسوخ الأرز، وديع الصافي، والفنان الكبير إيلي الشويري، وغيرهما، وكانت للعتابا والميجانا "وأهلا وسهلا شرفونا حبابنا" محطات لا بد منها، تصل بين الأغاني والمقطوعات الموسيقية.
المجد
ولا سبيل للمجد على المسرح البعلبكي، إن غابت عنه لمسات الفنان المتألق والمميّز الذي يتفوّق على ذاته في كل طلّة فنية، المبدع خالد النابوش مصمم رقصات "فرقة المجد" وقائدها إلى العالمية.
وبعد عزف الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الحاج، أطل ملحم على المسرح، وأجاد أداء بصوته المتجذر في الفولكلور والتراث الشعبي اللبناني، فاختار البداية لتوجيه التحية للجيش اللبناني الوطني الذي يُجمع عليه اللبنانيون دون استثناء، والمعول عليه ب"ردّ الأمان اللّي انخطف"، فأهداه من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان سمير صفير حلم الأرض التي كان قد صور "ديو الفيديو كليب" الخاص بها لمناسبة عيد الاستقلال في رحاب قلعة بعلبك برفقة الفنان الكبير معين شريف فغنى "حلم الأرض تعيش بعزّ، ولا يزورها حقد ولا بغض، وكلما حلم الأرض اهتزّ، الجيش بيحمي حلم الأرض".
وتوجه زين بكلمة إلى جمهوره، فقال: "لي الشرف أن أكون على مسرح هذا الصرح الكبير، حيث كانت النشأة الأولى والحب الأول مدينة بعلبك، مدينة الشمس".
وأضاف: "أشكر اللجنة المنظمة والسيدة نايلة دي فريج على كل الجهود، والمايسترو والفرقة الموسيقية، وكل من تعب معنا وأوصلنا إلى هذه الليلة الحلوة، مع التمني أن يبقى لبنان بخير كما نريده على الدوام".
وأكمل الحفل بأغيته الشهيرة: "ردوا حبيبي، ردوا الليالي والقمر، ردوا عن سنيني الضجر، ردوا لعيوني النظر، ردوا حبيبي، ردوا علي يا بشر، أيوب مثلي ما صبر،
راح دوب من كثر السهر، ردوا حبيبي".
ومن بعدها "نامي يا حياتي، خلي فارس أحلامك يحرس بالليل الدار، نامي يا حياتي بقضي بقربك أيامي، بكرا الدنيا قدامك تزرع دربك أزهار".
وشاركه الجمهور في غناء "شو جابك ع حينا يا صغيري، شو أيعدك عندنا يا صغيري"، وزادت الحماسة مع أغنية "عندك بحرية يا ريس"، و"رمشة عينك تغوينا، وبترمي سهام و تكوينا، نظرة حلوة من عيونك، بتبل القلب و تروينا".
واستغرب كيف أن الحبيبة "يمكن تعد الرمل ع شط البحور، وكل الكلام اللي انكتب فوق السطور، ومعقول حظي من التعاسة تشتري، وتفصلي من شرشف العتمات نور، وتتفهمي حبي الك ما بتقدري معقول؟!".
ومن لوعة العشق "حبيبي ما بعرف ليش بحبك، عايش فيي وع بالي وعنك كل الحكي، منك دمع الليالي، وصرت بحب البكي، حبيبي ما بعرف ليش بحبك، شو سره حبيبي حبك، جرحني ولقسوة قلبك أنا بشتاق".
ونقل جمهوره إلى أجواء البهجة والفرح مع أغنيته "ضلي اضحكي، قلبي بيضحك من جوا، لما تكوني فرحانة، دقاتو تقول علواه عمري ما شوفك زعلانة".
وارتفع التفاعل مع مناجاته ل"أم الجدايل شقر"، ودخول فرقة المجد لتشاركه على المسرح بأحدى لوحاتها الثلاثية الرائعة، مترافقة مع أغنية "غيبي يا شمس غيبي، وبلكي بورد حبيبي، والله يقطع نصيبه،يلي قطع لي بنصيبي"،
ووقف كل الحضور مصفقا ومتمايلا وراقصا، تعبيرا عن إعجابه بروعة الحفل، وتشكلت حلقات الدبكة بين المقاعد، تشاطر النابوش ولو عن بعد، علها تختلس شيئا من خفته ورشاقته، ولم يتوقف ومويض الهواتف الخلوية في كل المدرجات.
وخيم الصمت مجددا مع طرب رائعة الصافي "الليل يا ليلى يعاتبني، ويقول لي سلم على ليلى، الحب لا تحلو نسائمه، إلا إذا غنى الهوى ليلى".
ومن ثمّ كان التماس الوصال مع الحبيبة "صفي قلبي بلا وعي مجنون من دونك، لو لعندو بترجعي رح كون ممنونك. أما قصة نفترق، والله بعدك بختنق، وبموت كل تكة إذا ما بقابل عيونك".
وأردفها ب "أنت مشيتي وبكيت الوردي، باب الهنا ضيعت مفتاحو، إلا حنيني ما بقى عندي، كمشة أمل عبيتك راحو".
وهي من القصائد العامية المغناة التي فيها الكثير من صور التشبيه والاستعارة المحببة، ومنها نختار: "نامي عالهدى نوم الطفل نامي، متل شي وردة عكتف سياج، صغيري الأميرة والهوا حرامي، يا خوف ألبي ينسرء هالتاج".
ومن خوابي الفن والتراث الشعبي المعتقة "علواه نرجع مثل ما كنا، وعلواه زورك وتيجي لعنا" .
ومن أشهر أغاني "مطربة البادية" الفنانة سميرة توفيق "على العين موليتين و12 موليه، جسر الحبيب انقطع من دوس رجلايّا .... يا حباب لا ترحلوا ضلوا حواليّا".
ومن الوطنيات الراسخة في ءالبال والوجدان "صرخة بطل"، ومطلعها: "يا ابني بلادك قلبك اعطيها، وغير فكرك ما بيغنيها، ان ما حميتها يا ابني من الويلات ما في حدا غيرك بيحميها. بيّك موصّي لك قبل ما مات بلادك صلاة للحب صلّيها،
ولو عليها ثقلت الحملات وشي عين غدر اتطلّعت فيها
مثل الأسد خليك بالحزّات صرخة بطل عالكون وديها".
ومن مشهديات الفولكلور الشعبي طلّت "الدلعونا" بوتيرة نغماتها الحماسية: "نحنا منوالف وانتو بتجافو، قلبي لبيحب حرقتو سلافو، خافوا من الله من الله خافوا، مش رح ننساكم يللي نسيتونا".
واستطرادا: "يلي دينك من ديني، بعرضك لا تهجريني".
ومنها إلى الطرب مجددا مع أغنية "ممنونك أنا ع البعد ممنونك، عم عيش بهنا يا حبيبي من دونك".
وفي الخاتمة: "علواه نرجع متل ما كنا".
واعتبر الفنان ملحم زين أن مشاركته بمهرجانات بعلبك "بصمة سعادة وفرح فنية واجتماعية، وستعود المهرجانات إلى كل ربوع لبنان، لأن هذا البلد يحب الفرح والضوء".
وفي ختام الحفل ألبس النابوش الفنان ملحم زين "العباءة البعلبكية" بما يرمز لمكانته في عالم الفولكلور والتراثي والشعبي اللبناني.